اعترف الداعية الكويتي مبارك البذالي بتجنيده عشرات الشباب للقتال في العراق ضد القوات الأمريكية، وبتدريبه أحد عناصر تنظيم القاعدة على استخدام السلاح، وفقا لصحيفة "الجريدة" الكويتية ففي عددها الصادر يوم الجمعة 6-6-2008، نقلت الصحيفة عن مصادر رفيعة قولها إن البذالي اعترف في تحقيقات تجريها النيابة العامة معه حاليا بأنه قام ب"تجنيد 50 شابا للجهاد في العراق، وأنه كان يتلقى اتصالات من شبان يريدون الجهاد، وكان يدلهم على ابنه المجاهد هناك عبد الرحمن، والمحبوس حاليا في السجون العراقية". وذكرت المصادر أن البذالي "كان يعطيهم (الشباب) رقم (هاتف) شخص يدعى أبو علي، لكنه أنكر في التحقيق التقاءه بالخمسين شابا". وخلال التحقيقات تحدث البذالي عن أفكاره قائلا: "أؤيد إنشاء دولة العراق الإسلامية، وأتفق مع فكر الإخوان العقائدي في ذلك، لكني لا أعمل على ذلك، وكل ما في الأمر أنني أؤيد الإخوة في العراق على ذلك فكريا". ومنذ أكتوبر 2006 تسعى "دولة العراق الإسلامية"، وهي مظلة لعدة جماعات مسلحة على رأسها القاعدة، إلى تشكيل إمارة إسلامية في المثلث السني وسط العراق. وأضافت المصادر أن "البذالي أكد أنه سبق له القتال في البوسنة والهرسك في 1990، وأنه لا يخشى الأجهزة الأمنية عند تجنيد الشباب؛ لأنه مقتنع بسلامة ما يقوم به". تدريب العنزي كما أقر الداعية الكويتي في التحقيقات بأنه "هو من درب ناصر خليف العنزي شقيق رئيس خلية أسود الجزيرة الإرهابية عامر العنزي"، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مصادر وتورطت هذه الخلية التابعة للقاعدة في قتل ضباط أمن كويتيتن، قبل أن تتمكن السلطات من القضاء عليها في فبراير 2005. وأوضحت المصادر أن البذالي -الذي تم تمديد حبسه إلى يوم 9-6-2008- قال: إنه "درب العنزي على كيفية الجهاد واستخدام السلاح ضد القوات الأجنبية، التي يتعين طردها بالقوة؛ لكونها قوات غازية لبلاد مسلمة، وأن هناك واجبا شرعيا يتعين تحقيقه". وأضاف أن العنزي استطاع دخول العراق، ومقاتلة القوات الأمريكية، ولقاء أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة بالعراق الذي قُتل في غارة جوية أمريكية قبل عام ونصف. واعترف البذالي أيضا بحيازته للسلاح والذخيرة المضبوطة في منزله، لكنه قال إنها للصيد. وتعتزم النيابة العامة، بعد تلقيها التحريات النهائية من قبل مباحث أمن الدولة، إحالة ملف القضية إلى محكمة الجنايات؛ لمحاكمته عن تهم "تحريض الشباب على قتال القوات الأمريكية بالعراق؛ بما يهدد وضع الكويت السياسي مع واشنطن وبغداد". وكانت السلطات الكويتية قد ألقت القبض على البذالي بعد اعترافه في حوار مع جريدة "القبس" الكويتية يوم 6 5 2008 بأنه أرسل الشباب "أفرادا أو مجاميع إلى ساحات الجهاد في أفغانستان والعراق"، مضيفا أن "الطريق إلى أفغانستان سهل جدا.. حتى أن جدتي تعرفه".