جدد الرئيس السوداني عمر حسن البشير التأكيد على أن بلاده لن توافق أبدا على دخول قوات لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة إلى دارفور، واتهم الغرب بأنه يريد تقطيع أوصال بلاده من أجل حماية أمن الكيان الصهيوني. وقال البشير في مؤتمر صحفي على هامش اجتماع وزاري للجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء "من الواضح جدا أنه توجد خطة لإعادة رسم المنطقة".
وأضاف: "الهدف الرئيسي هو أمن الكيان الصهيوني، وأي دولة في المنطقة يجب إضعافها وتقطيع أوصالها من أجل حماية الصهاينة ولضمان الأمن الصهيوني".
وسئل البشير عن مظاهرات حاشدة تدعو للسلام في دارفور نظمت يوم الأحد الماضي في عدد من دول العالم فرد بقوله: إنه "قد قامت بتنظيمها منظمات صهيونية يهودية".
وقال البشير إنه يؤيد استمرار وجود لقوة الاتحاد الإفريقي في دارفور البالغ قوامها 7000 جندي ومراقب.
ويواجه البشير ضغوطا دولية مكثفة لإقناعه بقبول نشر قوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة قوامها 20 ألف فرد لتتمكن من فرض تنفيذ اتفاق السلام الهش في دارفور بفعالية أكبر.
وقال منسق الأممالمتحدة لشؤون الإغاثة أمس الثلاثاء: إن الوضع في دارفور يوشك على الانهيار إذا لم يتوفر دعم أمني على الأرض.
ويقول زعماء غربيون وبعض الرؤساء الأفارقة وجماعات إنسانية دولية: إن قوات الأممالمتحدة هي السبيل الوحيد لوقف العنف في دارفور، حيث اضطر أكثر من مليوني شخص إلى ترك ديارهم بسبب القتال بين قوات الحكومة ومتمردين وميليشيات.
وتعتبر الولاياتالمتحدة أن ما حدث في دارفور هو إبادة جماعية، كما اتهمت الحكومة السودانية بدعم الميليشيات العربية بقتل آلاف الأشخاص، وتنفي الحكومة السوداني ذلك.
ورحبت الحكومة السودانية بمستشارين من الخارج ودعم فني لقوة الاتحاد الإفريقي، لكن البشير رفض نشر قوات من خارج إفريقيا حتى إذا كانت تحت إشراف مسئولي الاتحاد الإفريقي كما اقترح مسئولو الأممالمتحدة.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر في الاتحاد الإفريقي أن عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد يرجح أن يرفع توصية إلى الزعماء الأفارقة المجتمعين في نيويورك الأربعاء بمد أجل التفويض الممنوح للقوات الإفريقية في دارفور ثلاثة أشهر أخرى لتفادي حدوث فراغ أمني.
كما ذكروا أن كوناري يرجح أن يعرب للزعماء عن أمله في أن يتيح مد أجل التفويض مزيدا من الوقت للأمم المتحدة والسودان للتوصل إلى اتفاق على نشر قوات لحفظ السلام تابعة للمنظمة الدولية في غرب السودان.
وقال نور الدين مزني المتحدث باسم الاتحاد الإفريقي في الخرطوم: إن هناك خيارين إما التمديد لمدة ثلاثة أشهر أو الانسحاب مع نتائج بالغة السلبية.
وذكر أن الاتحاد الإفريقي لا يريد قطعا أي فراغ وسيحاول تفادي ذلك بأي ثمن وأنه يؤمن بالحوار والتشاور للتوصل إلى مخرج.
ويتوقع أن يبلغ كوناري الزعماء خلال اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي بأن تمديد بقاء القوات الإفريقية ثلاثة أشهر هو أفضل خيار لدارفور.
وكان السودان قد شبه قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بقوة غازية تسعى إلى تغيير النظام في الخرطوم.
وكان علي عثمان طه النائب الثاني للرئيس السوداني المقرب من البشير قد دعا إلى تعزيز جهود الاتحاد الإفريقي لتنفيذ اتفاق السلام في دارفور الذي وقعته الحكومة في مايو الماضي مع أحد فصائل المتمردين.
وإذا كان الخيار الذي سيتفق عليه زعماء الاتحاد الإفريقي هو انسحاب القوات الإفريقية فإن ذلك يمكن أن يستغرق فترة تصل إلى الشهر. ويقول محللون إن الانسحاب قد يؤدي إلى تصعيد يحتمل أن تتأثر به دول مجاورة منها تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى.