عاد بقوة شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» ومعه شعار جديد هو: «لن تحكمنا أمريكا» لميادين الثورة مع بدء «تسونامى الثورة» والمظاهرات العارمة ضد الانقلاب وما تبعها من مصادمات بدأت أمس وتستمر اليوم وغدا بين قوات الشرطة والجيش من جهة، والمتظاهرين السلميين المطالبين بإسقاط القهر والظلم والطغيان، وذلك فى بداية استعدادات قوى ثورية وإسلامية للموجة الثانية أو النسخة الثانية من ثورة 25 يناير، مطالبين مرة أخرى بإسقاط النظام. وعادت هتافات الثورة إلى القاهرة والمدن المصرية فى المظاهرات التى جابت شوارع القاهرة والمحافظات، وردد المتظاهرون شعارات من بينها: «يسقط يسقط حكم العسكر»، «الله حى.. الثورة جى»، و«إيد واحدة». وأغلقت سلطة الانقلاب السكك الحديدية بداية من أمس الخميس بدعوى وجود «إعطال فنية» بعد دعوة الثوار وتحالف الشرعية إلى «الاحتشاد المهيب فى القاهرة» لبدء 18 يوما من المظاهرات من اليوم الجمعة 24 يناير، كما نشرت الداخلية أسلحة ثقيلة فوق أسطح أقسام الشرطة ومديريات الأمن ونشرت قرابة 350 ألف جندى وضابط يعاونهم عدد ضخم من قوات الجيش بآليات ومدرعات وطائرات لمواجهة الثورة، وتم إخلاء أقسام الشرطة من المعتقلين السياسيين خلال فترة التصعيد الثورى المقبلة، كما أغلقت مطارات سياحية أبوابها. وكشف «ضياء الصاوى» المتحدث الرسمى باسم حركة «شباب ضد الانقلاب» عن أن الهتافات الغريبة التى صدرت فى أثناء فعالية «لن تحكمنا أمريكا» بميدان طلعت حرب، أول من أمس، ضد أحد فصائل الثورة (الإخوان)، جاءت من عدد من الشباب غير المحسوب على أى من الأطراف المشاركة، والذى استهدف شق الصف وإفساد المشهد الثورى الجديد، وكسر المواجهة الجذرية لأمريكا وتابعيها من عصابة نظام «كامب ديفيد». وأكد «الصاوى» أن انضمام «شباب ضد الانقلاب» إلى حركات (أحرار، وطلاب الانقلاب، وألتراس نهضاوى، وشباب 18) فى مشهد واحد برسالة واحدة ضد أصل الانقلاب وهى أمريكا، يعنى أن ثورة مصر دخلت مرحلة جديدة لكسر الحكم العسكرى ومحاسبة قادة الانقلاب وإقرار الاستقلال الوطنى، وهو مفتاح تمكين ثورة 25 يناير. وفى خطوة تظهر رعب الانقلابيين من «تسونامى الثورة» مبكرا، حاول الانقلابيون بث حملة إعلامية ضخمة تؤكد أنهم لا يعادون ثورة 25 يناير، وأن 30 يونيو استكمال لها، بعدما ظهرت عودة رموز النظام السابق إلى سدة الحكم والمال، وبعث الانقلابيون برسائل تخدير عبر أبواقهم الإعلامية كاليوم السابع وغيرها فى صورة أخبار تعكس حالة الهلع من تسونامى ثورة الشعب الهادر تتضمن تكليف الأجهزة الرقابية بفحص ثروات المئات من عصابة مبارك على رأسهم (فتحى سرور، وصفوت الشريف، وعلى هلال، والغول) لإظهار أن الانقلاب ضد نظام مبارك أيضا وأنه ليس جزءا منه. وتحت عنوان «ثورة واحدة.. دم واحد.. قاتل واحد» قال التحالف فى بيان له: (رؤية التحالف الوطنى لاستكمال مسار ثورة 25 يناير) أن «مؤامرات الطغاة والنهب والتبعية لن ترهب شعبا يريد الاجتماع على كلمة سواء»، وأن «كافة المؤامرات التى واجهتها الثورة الشعبية منذ 11 فبراير 2011 وحتى اختطاف الرئيس الشرعى المنتخب وما تلاه من مجازر وإرهاب، لن تجدى أمام شعب يريد الاجتماع على كلمة سواء فى مواجهة الطغاة وسياسات النهب والإفقار والتبعية للحلف الصهيونى الأمريكى». وتظاهر مئات الشباب من حركات ألتراس وإخوان وآخرون ينتمون إلى تيارات يسارية وعلمانية فى وسط القاهرة، مساء الأربعاء، داعين إلى «ثورة جديدة» تحقق أهداف ثورة 25 يناير، هاتفين: «الشعب يريد إسقاط النظام»، وهتفوا «إيد واحدة» عقب تقديم حركات إسلامية وغير إسلامية اعتذارات متتالية عن أخطاء وقعوا فيها جميعا، ما يؤشر لقرب توحدهم فى بداية الثورة التى دعا إليها تحالف الشرعية لمدة 18 يوما بداية من اليوم الجمعة. كما خرجت مظاهرات فى عدة محافظات مصرية خصوصا قرى الجنوب، ووقعت مصادمات مع قوات الأمن استخدمت فيها الغاز والخرطوش والرصاص. ويتزامن هذا مع تأكيد منظمة العفو الدولية، أمس الخميس، أن السلطات المصرية تستخدم كل مواردها لسحق المعارضة وحقوق الإنسان، وتأكيدها فى تقرير حمل عنوان: «خارطة طريق للقمع.. لا نهاية فى الأفق لانتهاكات حقوق الإنسان»، أن حالة حقوق الإنسان فى مصر تشهد صورة قاتمة لحالة الحقوق والحريات منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسى فى يوليو 2013، وأن أكثر من 1400 شخص قتلوا من جراء العنف السياسى فى مصر منذ 3 يوليو الماضى، وأغلبهم بسبب القوة المفرطة من قبل قوات الأمن. ويتزامن احتفال مصر على مدار أيام ثورة 25 يناير مع الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير 2011، التى استمرت 18 يوما من الاعتصام فى ميدان التحرير (وسط القاهرة)، وفى عدة محافظات، وأسفرت عن الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك.