تجرى حاليا مذابح جماعية واعتداءات من قوات خاصة يرتدون زى الصاعقة وقوات الأمن المركزى على المعتقلين فى العديد من السجون المصرية، بعدما أقدم المئات -خاصة الطلاب المعتقلين- على الاحتجاج والإضراب عن الطعام احتجاجا على ظروف الاعتقال السيئة فى زنزانات جماعية يوضع بها أضعاف أضعاف ما تستوعبه، وكشف معتقلون وحقوقيون أن مذبحة جرت داخل زنزانة رقم 1 وزنزانة رقم 2 بسجن الحضرة بالإسكندرية بقيادة العميد «محمد أحمد حسن أبو رية» مأمور السجن والرائد «شريف شلبى»، ضد مجموعة من الطلبة المعتقلين الوافدين من سجن برج العرب (الغرينيات) بصفة مؤقتة لأداء الامتحانات! حيث قامت تشكيلات من الأمن المركزى بفتح الزنزانتين المسجون بأحداهما 16 شابا فى مساحة 4×4 أمتار، و30 شابا معتقلا فى زنزانة أخرى وتم ضربهم بكعوب الرشاشات والعصى والشوم، ما تسبب فى إصابتهم بكسور وجروح فى معظم أنحاء الجسم، وسرقوا متعلقاتهم. ورفضت إدارة السجن السماح لهم بالعلاج رغم وجود 3 إصابات فى حالة خطيرة لإصابتهم بجروح فى الرأس وهم ينزفون. وحذرت حركات ثورية -فى بيانات أصدرتها- من أن مثل هذا الأفعال الإجرامية فى حق الأسرى فى سجون الانقلاب لن تمر مرور الكرام، ومنفذوها معروفون وسيتم القصاص منهم بالطريقة المناسبة. وقالت إن النيابة تشارك فى هذه الجرائم؛ إذ يعلم وكلاء النيابة ما يجرى ويرفضون حتى نقل المصابين من المساجين، فضلا عن تبرير اعتداءات الضباط والجنود على المعتقلين الذين باتوا يطالبون بحقوق أسرى الحرب لا المسجونين العاديين بسبب الفاشية التى تتبع ضدهم داخل السجون. ووردت ل«الشعب» رسائل واستغاثات وأنباء عن اقتحام قوات خاصة للزنازين فى سجون الحضرة وطنطا ووادى النطرون وضرب المعتقلين بالهروات وسرقة متعلقاتهم وانتشار حالات الإضراب عن الطعام، منها رسالة من أحد الطلاب المعتقلين بسجن الحضرة بتاريخ الأحد 19/1 يقول فيها: إن المخبرين والضباط دخلوا الزنزانة وطالبوهم بالخروج لتفتيش الغرفة والحلاقة الإجبارية، وعند اعتراض بعض الطلاب الذين يؤدون امتحاناتهم، تم اقتيادهم للتأديب بالضرب والتعذيب، وعندما اعترض زملاؤهم أرسلت إدارة السجن قوة من المخبرين والضباط والأمن المركزى، وتم اقتحام الزنزانة مستخدمين خراطيم المياه والعصى المخصصة للأمن المركزى وضربهم وحرمانهم من نزول الامتحانات ومنع الزيارة عنهم وزيادة القمع داخل السجن. وقد نظم عشرات الآلاف من ثوار وأهالى الإسكندرية مسيرات شعبية حاشدة بمناطق برج العرب والهانوفيل والرعايا ووينجت وسيدى بشر، تنديدا بمذبحة سجن الحضرة. وقال حزب «الحرية والعدالة» بالإسكندرية فى بيان بشأن المذبحة؛ إن السفاحين «محمد أحمد حسن أبو رية» مأمور السجن والرائد «شريف شلبى» ضربا المساجين وعذبوهما بشدة، ورفضا أية محاولات لإسعاف المعتقلين المصابين، ما يعيد إلى الأذهان ما حدث فى عربية الترحيلات بأبو زعبل عقب مجزرة رابعة العدوية وقتل 37 معتقلا بدم بارد. وقال إن رد ثوار الإسكندرية على هذه المجزرة لن يكون إلا فى ميادين العزة والكرامة الثورية، وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون. واشتكت رسالة دامية أخرى من طبيب مضرب عن الطعام بسجن وادى النظرون ضمن معتقلى أحداث مسجد الفتح (المعتقل إبراهيم يمانى) من التحقيقات الهزلية من جانب النيابة، والتى تجدد الحبس بدون تحقيق والنقل فى سيارات ترحيلات غير آدمية، وعدم فك الكلبشات من أيديهم حتى عند دخول الحمام أو الوضوء، والمعاملة القاسية من الظباط، وتعمد سائقى سيارات الترحيلات القيادة بجنون والفرملة بشكل مفاجئ لصدم المعتقلين ببعض وإصابتهم، وعدم سماع القاضى لنا عند طلبنا التحدث، ورفض القاضى أن نعرض عليه بحجة أنه «مرهق» وأن الجلسة التى كانت قبلنا هتفنا ضده، وبالتالى تم التجديد بدون جلسة أصلا! وقال إن القاضى حرم الأطباء بسبب الاعتقال من حضور التدريب الإلزامىن مما يترتب عليه تأخرهم سنة كاملة عن دفعتهم وحرمان الطلاب من حضور امتحاناتهم، ومنع رعاية حالات مرضية بين المعتقلين تستدعى رعاية طبية خاصة، ما جعلهم يضربون عن الطعام وبدء الإضراب عن الشراب أيضا، ما انعكس على حالتهم الصحية وانخفاض ضغط دمهم، كما أن نائب مأمور السجن رفض إثبات الإضراب عن الطعام أو تحليل الأسيتون قائلا: (مبنعملش محاضر ومفيش عندنا ورق علشان نعملك فيه نتيجة التحليل). كما وصلت ل«الشعب» قائمة بأسماء المضربين عن الطعام منذ 17 يومان وحالتهم تدهورت فى سجن وادى النطرون دون أن يهتم بهم أحد، واكتفى نائب المأمور بالقول لهم إن «النيابة لا تستمع أصلا للمحبوسين احتياطيا، وإنه عمل ما عليه وبلغ مصلحة السجون أكثر من مرة»! وطالب د. «هيثم أبو خليل» رئيس مركز (ضحايا) لحقوق الإنسان المجلس القومى حقوق الإنسان ودكاكين حقوق الإنسان فى مصر بمنع سحق المعتقلين فى سجون مصر. ووجه رسالة إليهم قائلا: «خلوا عندكم ذرة ضمير واطلبوا الآن زيارة استثنائية وادخلوا السجون وقابلوا المعتدى عليهم وافتحوا تحقيق فورى.. الاعتداء على الأسرى الأعداء جرمته اتفاقية جنيف فما بالكم بالاعتداء على شباب مصر!». ولا تزال عشرات الفتيات والبنات معتقلات داخل سجون الانقلابيين، يعانين من عمليات إهانة واعتداءات وسط صمت المنظمات النسائية المؤيدة للانقلاب، ومنهن فتيات المنصورة (يسرا - أبرار- منة- ماريا)، وطالبات جامعة الأزهر وفتيات حملن شعار ربعة أو دبوس رابعة على طرحة الرأس. وتتوالى الأخبار عن الجرائم التى ترتكب خلف البوابة السوداء فى سراديب الشيطان المسماة «سجون الانقلاب».