"التصعيد الحالي في غزة لم يبدأ في ال72 ساعة الأخيرة. حيث تعود جذوره للضغط الهائل الذي مارسته مصر وإسرائيل على القطاع، بالتركيز على تصفية قطاع الأنفاق. وضع حماس في غزة يزاد تدهورًا". عبارات استهل بها محلل الشؤون العربية في موقع "walla" الإسرائيلي "آفي يسسخروف" تقريره الذي تناول فيه بالتحليل أسباب التصعيد الأخير بين إسرائيل وفصائل المقاومة على رأسها حركة حماس في قطاع غزة. يقول "يسسخروف": "النيران المتصاعدة من غزة في الأيام الأخيرة هي في الغالب نتيجة لاتجاهين: "الدافع المتقلص لدى حماس لمنع إطلاق الصواريخ والرغبة المتصاعدة للتنظيمات الصغيرة في التصعيد. هذه لعبة خطيرة من الممكن أن تؤدي بسهولة إلى مواجهة عنيفة ودامية". ويضيف أنه لولا انشغال الرأي العام الإسرائيلي بقضايا فساد تورطت فيها الشرطة لكان هناك رد "قاس" من قبل الجيش على استهداف المستوطنات والبلدات الإسرائيلية بصواريخ الفلسطينيين. خدمات لإسرائيل ويتابع: "التصعيد الحالي في قطاع غزة لم يبدأ خلال ال72 ساعة الأخيرة؛ فجذوره تعود لما قبل نصف العام، عندما بدأ الجيش المصري عملية غير مفهومة تقريبًا، خدمت على ما يبدو مصالح إسرائيل، ضد الانفاق بين غزة ومصر". "مئات الأنفاق أُغلقت خلال عدة أسابيع فقط، وقطاع التهريب الذي شكل واحدًا من مصادر الدخل الرئيسية في القطاع تم تجفيفه بالكامل. في الوقت الذي توقف فيه إدخال الوقود، مواد البناء، الأسلحة وباقي البضائع للقطاع، أو انخفضت بشكل مفاجئ، واصل الواقع الاقتصادي تدهوره وتصاعد معه الشعور بعدم رضا السكان المحليين من أداء حكومة حماس". واعتبر المحلل الإسرائيلي أن حماس التي فعلت الكثير لمنع التصعيد منذ عملية عامود السحاب التي شنتها إسرائيل في نوفمبر 2012 قد وجدت نفسها بين المطرقة والسندان. حصار خانق وبكلمات أخرى يقوم المصريون – والكلام ل" يسسخروف"- بالتضييق على غزة من الغرب والجنوب ومن جانب آخر تضغط إسرائيل عليهم من الشرق والشمال. عشرات الآلاف من الفلسطينيين انضموا لدائرة البطالة على خلفية توقف صناعة المعمار، بسبب النقص البالغ في مواد البناء. ويمكن إضافة نقص الوقود بمختلف أنواعه وانقطاع الكهرباء المتكرر، إلى الأسباب التي دفعت الفصائل الفلسطينية للتصعيد، بحسب وصف المحلل الإسرائيلي. حماس ليس لديها ما تخسره في هذه الأيام. فالمصريون اعتبروا التنظيم عدوا والعلاقات مع القاهرة في أدني مستوياتها، ويمكن الاستدلال على ذلك بتصريحات مسئول مصري الأسبوع الماضي لوكالة رويترز، حيث كشف أن حماس الهدف القادم للقاهرة بعد إسقاط الإخوان. الوضع الراهن ولفت إلى أن حماس قد لا تكون معنية بالتصعيد الشامل، لكن في نفس الوقت الحفاظ على الوضع الراهن يشكل خطرا عليها، لاسيما من وجهة نظر الرأي العام المحلي الذي لم يعد يدعمه كما في السابق- على حد ذكر "يسسخروف". ويرى المحلل الإسرائيلي أن هذا هو التفسير المنطقي لاتساع رقعة القصف الصاروخي على إسرائيل، معتبرا أن حماس تحاول بذلك البحث عن مخرج، ورغم أنها لا تقف خلف القصف الأخير، لكنها وعلى خلاف الماضي تغض الطرف وتسمح لحركة الجهاد الإسلامي والفصائل الأخرى بقصف إسرائيل بالصواريخ. سيطرة تتناقص وخلص محلل "walla" إلى أن حماس لم تعد تمسك بزمام الأمور كما كانت في السابق، وأنه تسعى للتصعيد مع إسرائيل بشكل محسوب وتدريجي. ودلَّل على ذلك بما فعلته الحركة خلال جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرئيل شارون مؤخرًا في مزرعته على تخوم قطاع غزة، حيث أدركت حماس أن التنظيمات المختلفة ستحاول إطلاق الصواريخ على موقع الجنازة، لذلك قررت نشر قوات كبيرة في المناطق التي يتم استخدامها للإطلاق. وأشار إلى أن الجنازة مرت بهدوء نسبي لكن أحد التنظيمات الصغيرة نجح في قصف صاروخين على منطقة سيدروت.