كُشف النقاب يوم الجمعة (16/5) عن تنظيم يهودي جديد، أنشئ في مغتصبة "بسغات زئيف" الصهيونية الواقعة في شمال مدينة القدسالمحتلة، حيث خطط ونفّذ هذا التنظيم اعتداءات ومحاولات قتل ضد المواطنين الفلسطينيين في القدس. وذكرت أسبوعية "كول هعير" الصهيونية في عددها الجديد الصادر اليوم أن الشرطة كشفت النقاب الأسبوع الماضي عن تنظيم يتكون من شبان تتراوح أعمارهم بين 15- 18 عاماً من مغتصبة "بسغات زئيف" قاموا بالتخطيط والتنفيذ لعمليات الهدف منها "تنظيف المستوطنة من العرب"، كما أفادت الشرطة.
اعتقالات جزئية لا تمنع الاعتداءات واعتقلت الشرطة في الأيام الأخيرة 11 شاباً صهيونياً بتهمة المشاركة بهذا التنظيم، لكن يعتقد المحققون بأن هناك عشرات آخرين لم يعتقلوا بعد وهو ما قد يزيد من الاعتداءات. ويتضح من لائحة الاتهام التي قدمت ضدهم بأن التنظيم لم يقتصر على الجانب النظري بل تجاوز ذلك ووصل إلى التنفيذ العملي، إذ قام أفراد هذا التنظيم في ليلة ذكرى ما يسمى "المحرقة" قبل حوالي 17 يوماً باعتداء وحشي على فلسطينيين بدون أي سبب. وقالت الشرطة في طلب تمديد اعتقال الشبان اليهود إلى حين استكمال الإجراءات القضائية ضدهم: "لقد شاركوا في اعتداء مخطط له على فلسطينيين لمجرد كونهما عربيين، في إطار تنظيم لشبان يهود استهدف تنظيف الحي من العرب"، على حد تعبيرها. ويعتقدون في الشرطة بأن الشبان خططوا أيضاً للاعتداء على فلسطينيين في يوم ذكرى "النكبة"، التي صادفت يوم الخميس (15/5)، لكن اعتقالهم حال دون تنفيذ هذا الاعتداء. وقدمت لائحة الاتهام قبل أيام أمام المحكمة المركزية في القدس ضد أحد عشر صهيونياً على علاقة بهذا التنظيم، وتضمنت كيفية ضربهم احد الفلسطينيين حتى فقدانه الوعي وطعن شاب فلسطيني آخر، وذلك فقط لكونهم فلسطينيين. وورد في لائحة الاتهام: "في موعد قريب من ليلة ذكرى المحرقة تآمر المتهمون على المس بعرب لكونهم عرباً، وجرت الاتصالات بين المتهمين شفوياً ومن خلال رسائل عبر شبكة الانترنت نقل بشبكة (اي. سي. كيو) دعت إلى إلحاق أضرار بعرب لنضع حداً لجميع العرب الذين يتجولون في بسغات زئيف، وفي سوقها التجاري (كينيون). ويتوجب على كل يهودي وعلى كل من يريد وضع حد لذلك التواجد في بورغرانتش، لقد حان الوقت لمنعهم في التجول في منطقتنا. يتوجب على كل من يبدي استعداداً للقيام بذلك ولديه دم يهودي تسجيل اسمه وموافقته على هذا البيان".
تفاصيل الاعتداء الأخير وورد في لائحة الاتهام أيضاً أنه في ليلة ذكرى "المحرقة"، حوالي الساعة العاشرة ليلاً، تجمع المتهمون الصهاينة وعشرات من الشبان، لم يعثر عليهم بعد، استجابة للنداء الذي نشر في شبكة الانترنت قرب محل "بورغرانتش" في وسط "بسغات زئيف"، وذلك بنية الاعتداء على عرب قد يصلون إلى المكان. ووصل عدد من الشبان وهم مسلحون بهراوات وسكاكين، وورد في لائحة الاتهام: "بعد انتظار دام حوالي نصف ساعة وبسبب عدم مرور أي عربي، انتقلت المجموعة إلى الكنيون على أمل العثور على فلسطينيين هناك، وبعد فترة شاهد أفراد المجموعة شابين عربيين (م) البالغ من العمر ستة عشر عاماً وآخر (أ) يبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً، بالصدفة بالمكان وسألهما اثنان من المتهمين وكذريعة لإعاقتهما في المكان إذا ما كان قد تشاجرا مع يهود قبل فترة قصيرة، ونفى الشابان العربيان ذلك واستمرا في طريقهما". وتابعت اللائحة سرد تفاصيل الاعتداء: "رمى أحد المتهمين (الصهاينة) سيجارة مشتعلة على (أ) وقام متهم آخر بإلقاء (أ) على حاجز أمن على طرف الشارع، وبعد ذلك قام جميع أفراد المجموعة بمهاجمة الفلسطينيين بصورة وحشية، ورغم محاولتهما الهرب فقد ضربوهما على جميع أجزاء جسديهما، وركلوهما وأسقطوهما أرضا وضربوهما بالهراوات وقطع الخشب حتى تدفقت الدماء منهما". وعندما طلب (م) تركه وشأنه؛ استمر الصهاينة بضربه بوحشية وركله والدوس عليه أثناء استلقائه على عاجز في طرف الشارع، حتى فقدانه الوعي، وحينما مرت سيارة في الشارع وسأل سائقها المتهم عما يجري ورد المتهم: لا شيء، كل شيء جيد، وأثناء الاعتداء سحب متهمان سكينين وطعنا (أ) عدة طعنات في الجزء العلوي من ظهره"، بحسب اللائحة. وعندما شاهد أفراد المجموعة سيارة شرطة تقترب منهم لاذوا بالفرار تاركين الفلسطينيين الجريحين اللذان تم نقلهما إلى مستشفى عين كارم، وكان (أ) يعاني من جروح خطيرة ومن طعنتين في المنطقة الخلفية للقفص الصدري وفي أذنه اليمنى، أما (م) فيعاني من إصابات في الجزء العلوي من جسده وفي وجهه. وورد في لائحة الاتهام أيضا أنه "بعد عدة أيام من ذلك، نقل بيان آخر اللذين تلقوا البيان الأول وطلب منهم العودة لمهاجمة عرب في ليلة ذكرى إقامة "إسرائيل" (ذكرى النكبة)"، مشيرة إلى أن هذه الاعتداءات والتحركات "تمت جراء حوافز عنصرية".