أكد المحلل الأمريكي وولتر راسل الأستاذ ب "كلية بارد" الأمريكية إن المملكة العربية السعودية تحاول شراء جيش خارجي يخدم مصالحها في إطار حرب ممالك الخليج ضد ثورات الربيع العربي من جهة، وإيران من جهة أخرى، وتجلى ذلك في المساعدات التي خصصتها المملكة للجيشين المصري واللبناني. وكتب وولتر راسل مقدمة لمقاله بموقع "أمريكان انتريست" عبر حسابه الرسمي على تويتر أن السعوديين اشتروا لأنفسهم جيشا، فعلوا ذلك في مصر، والآن في لبنان". وأضاف الكاتب:"هذا هو الشرق الأوسط اليوم، ممالك الخليج تحارب ضد حركات الربيع العربي من جانب، وتحارب إيران من الجانب الآخر". وكان الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، أشار مؤخرا خلال حواره مع فضائية "سي بي سي" مؤخرا إلى إن مصر عقدت بالفعل صفقة أسلحة مع الجانب الروسي بتمويل من الجانب السعودي، مشيرا إلى أن قيمة الصفقة تتجاوز 2 مليار دولار. وكتب راسل تحت عنوان "شيوخ الخليج ضد ملالي إيران..مناورة المملكة السعودية" أن السعودية منحت انتعاشة كبرى للجيش اللبناني، حين قرر الملك السعودي تخصيص منحة لذلك الجيش تبلغ 3 مليارات دولار، تسمح له بشراء أسلحة حديثة من فرنسا على وجه السرعة. ولفت المحلل السياسي إلى الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي هولاند للرياض مؤخرا، وربط ذلك بالمنحة السعودية للجيش اللبناني. وتابع:" لبنان تحتاج لذلك، حيث توافد إليها فيض من لاجئي سوريا، كما أنها مشغولة البال بمعارك الشوارع والاغتيالات في مدنها الكبرى، الدولة اللبنانية ضعيفة ومقسمة وتفتقد النظام، بينما حزب الله أفضل تسليحا من الجيش اللبناني، ويلعب دورا مباشرا في الحرب السورية، كما أن جيش لبنان يجد صعوبة بالغة في التحكم في الحدود الدولية للوطن". وفي سياق مشابه، اعتبرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية الدعم السعودي للجيش اللبناني هو إضعاف للسلطة السياسية والعسكرية لحزب الله، الموالي لإيران، المنافس اللدود للمملكة. وأشارت إلى أن الدعم أيضا يعكس مشاعر الإحباط التي نقلها مسؤولون أمريكان جراء الفشل الأمريكي والغربي في إمداد ثوار سوريا بالدعم الكافي. لكن الصحيفة الأمريكية أشارت إلى شعور إسرائيل بالخطر من دعم السعودية للجيش اللبناني، خشية وقوع تلك الأسلحة في يد حزب الله، بما يقوي شوكته أكثر وأكثر.
