ما رأيكم دام فضلكم في سجين سياسي يعرض على المحكمة فيدعوا الله ألا تبرئ ساحته؟ تقولون أنه قد مسه الجنون وأقول بل إن هذا قمة العقل وإليكم التفاصيل
تبسيطا للمسألة أقوم بشرحها على هيئة مثال, س , ص ,ع ثلاثة مواطنين مصريين تم اختطافهم من قبل الجهاز القوي المستأسد "مباحث أمن الدولة" صباح الأحد 6 إبريل من أماكن متفرقة من مدينة القاهرة على ذمة أحداث 6 إبريل والتي لم تكن قد بدأت بعد. في صباح اليوم التالي 7 إبريل تصدر أمن الدولة – عفوا تصدر النيابة – قرارا بحبس ثلاثتهم 15 يوم ويتم ترحيلهم لسجن المرج يعرض ثلاثتهم على أمن الدولة – عفوا النيابة – مكبلين بالحديد يوم السبت 20 إبريل فتقرر تجديد حبسهم 15 يوما أخرى يستشكل المحامون فيتحدد موعدا للتحقيق أمام غرفة المشورة – محكمة من الهيئة القضائية – يتم العرض على المحكمة يوم الثلاثاء 22 إبريل ويتم التحقيق مع المتهمين على ذمة أحداث 6 إبريل فتقرر المحكمة إخلاء سبيل س , ص وتستبقي ع في السجن , هنا يكون السؤال, من الذي يشكل خطورة والذي استبقته المحكمة إنه ع دون شك – تعالو لنتابع الأحداث لنرى هل تحترم الداخلية حكم القضاء أم ستخرج لسانها له وهل تتفق معه في الحكم أم أن لها حكم آخر أم أن قراراتها تتم بشكل عشوائي؟ يتم إخراج س , ص من السجن وترحيلهم إلى جهاز مباحث أمن الدولة في لاظوغلي – يلقى بهما في بدروم لاظوغلي من الثانية عشر ظهرا حتى الثانية من صباح اليوم التالي ليتم ترحيل س إلى القسم التابع له – كعب داير – ليفرج عنه بعد يوم أو يومين أما المسكين ص فيصدر له أمر اعتقال من وزير الداخلية – بالمخالفة لحكم القضاء - ويتم إعادته إلى سجن المرج , نعود للسؤال للتذكرة من الذي يشكل خطورة والذي استبقته المحكمة ص أم ع بعد أن عاد س إلى بيته؟ إنه ع دون شك – تعالو لنستكمل الأحداث لنرى هل تحترم الداخلية حكم القضاء أم ستخرج لسانها له وهل تتفق معه في الحكم أم أن لها حكم آخر أم أن قراراتها تتم بشكل عشوائي؟ يتم العرض الثاني للمتهم ع أمام النيابة يوم 3 مايو ليؤجل ليوم 5 مايو التالي ليوم الإضراب 4 مايو فيتم إخلاء سبيل ع وما زال ص الذي أخلت سبيله المحكمة رهن الاعتقال, إنه حكم الدولة البوليسية التي نعيش فيها والتي يسير أمورها جهاز مباحث أمن الدولة المسألة باختصار أن ص الذي أخلى سبيله القضاء مازال رهن الاعتقال في حين أن ع الذي رفض القضاء سبيله قد أصبح حرا طليقا في حين أن الاثنين أبرياء إن المعتقلين على ذمة أحداث 6 إبريل يجب ألا يستمروا دقيقة واحدة في سجنهم بالمخالفة للقانون ولأحكام القضاء تحية لزملاء السجن الذين مازالوا رهن الاعتقال, الصديق العزيز دكتور سامي فرنسيس هذا المصري القبطي المسلم وطنا وحضارة وأحد قيادات حزب العمل بالغربية ذو الموقف النضالي الصلب خارج وداخل السجن, تحية للنبيل مهندس محمد الأشقر المنادي بتحرير شعب مصر من جباية المماليك والمنادي بتحرير نقابة المهندسين من الحراسة, تحية لأسامة عز العرب المساند لشعب فلسطين, تحية لوليد صلاح وفتحي الحفناوي مناضلي حركة كفاية ورغم أنف الداخلية وكما قال أحمد حسين رحمه الله "إن السجن هو المكان الطبيعي للشرفاء في وطن غير حر" تحية للمعتقلين حتى وإن أخرجت الداخلية لسانها للقضاء.