دخلت قضية علاج أطفال عراقيين يعانون من أمراض خطيرة خاصة في القلب في مستشفيات الصهاينة بإسرائيل مرحلة الاتهامات السياسية.. ومع إطلاق قوى ومنظمات وأطباء دعوات تناشد العرب استقبالهم تفاديا لرحيلهم إلى الكيان الصهيوني بينما أبدت الجزائر استعدادها لعلاجهم في مستشفياتها . فمنذ أن كشف طبيب عراقي عن وجود أطفال عراقيين مرضى في العاصمة الأردنية عمان تجري الاستعدادات لترحيلهم الى تل ابيب للعلاج والقضية تتفاعل سياسيا وإنسانيا . فقد أطلق الطبيب العراقى عمر الكبيسى المقيم بالأردن تحذيرا إلى الرأي العام العربي قبل أيام قائلا ان "نقل أطفال العراق للعلاج فى تل أبيب فضيحة لا يرضاها عربى وهى إهانة للعراق ولأطباء العراق والعرب أجمعين". وأكد في مقال له نشر في مواقع على الانترنيت أن المركز العراقى للمساعدة الطبية الذي يعمل من داخل المنطقة الخضراء في بغداد ويضم عراقيين وأميركيين أمر بنقل 24 طفلا عراقيا إلى الكيان الصهيوني مشيرا إلى أن المركز يعمل بالتنسيق مع جمعية "آخين" الصهيونية وأضاف الطبيب العراقي قائلا "تمنيت أن أموت قبل أن أرى أطفالاً عراقيين مع أمهاتهم في عمان وصلوا من بغداد وعلى وجبات وبأعداد تفوق المائة طفلا لغرض تقييم حالتهم من قبل أطباء إسرائيليين وترتيب تواقيت وصولهم إلى تل أبيب لإجراء تداخلات جراحيه لهم بسبب إصابتهم بتشوهات ولاديه في القلب أطفال من شمال العراق ووسطه وجنوبه شخصت أمراضهم في العراق ونظمت لهم تقارير وفحوص وسجلات طبية في مستشفيات حكومية وتمّ اختيارهم وأرسلوا مع أمهاتهم او أبائهم ليحصلوا على تراخيص سفر إسرائيلية بتوصيات من منظمه إسرائيلية طبية ليتم بعهدها سفرهم واجراء تداخلات جراحية لهم واعادتهم الى العراق". وأكد أن أمهات الأطفال زرنهم في عيادته الطبية في عمان للتأكد من تشخيص مرض أطفالهم وكشفن له كل هذه التفاصيل وهن على نية السفر الى تل أبيب خلال أيام حيث يقمن في عمان الآن على نفقة الجهة المعالجة في الكيان الصهيوني ". وتساءل قائلا "ألا يثير تسفير الأطفال المعتلين بتشوهات خلقية في القلب من العراق الى اسرائيل مروراً بعمان وهم مزودون بكامل الفحوص والتقارير الصادرة من مراكز القلب في العراق ومن ضمنها مستشفى (ابن البيطار) بالذات..!؟ مَن يشرف على هذا العمل المنظم والمرتب في زمن تغيب فيه كل مؤشرات العناية والرعاية الطبية في العراق ؟" . وزاد "هل إن وزارة الصحة العراقية طرف منظم فيه أم انها بعيدة عن كل ما يتعلق بمصير وحياة هؤلاء الأطفال؟ هل من المعقول أن تجمع المنظمات الانسانية او تتصرف بهذا العدد من المرضى وترسلهم الى الخارج دون إشرافها او علمها؟". ثم تحدث عن عمليات النهب والحرق التي تعرضت لها المسنشفيات العراقية بعد دخول القوات الاميركية اليها في التاسع من ابريل عام 2003 وتساءل قائلا "أليس لحادثة حرق مركز جراحة القلب في بغداد وما جرى للمستشفيات الأخرى وإستهداف الأطباء والكفاءات في العراق ومن ثم إستقطاب إسرائيل لعلاج أطفال العراق في مستشفياتها من صلةٍ ورباط..؟. ووجه الطبيب الكبيسي نداء الى أطباء جراحة القلب في الجزائر للتكفل بمعالجة 14 طفلة عراقية يعانين من تشوه خلقي في منطقة القلب، قبل ترحيلهن إلى تل أبيب بإسرائيل للقيام بعمليات جراحية دقيقة. وينتظر ان يتم قريبا ترحيل 14 عائلة عراقية من الاردن الى اسرائيل لعلاج اطفالها المرضى في احدى مستشفيات تل أبيب. وقد ناشدت هيئة علماء المسلمين المسئولين والمنظمات الانسانية فى الدول العربية ألا يسمحوا لمهزلة علاج اطفال عراقيين بمستشفى بتل ابيب، وأن يعطى هؤلاء الأطفال فرصة للعلاج على أراضيهم. وكشفت الهيئة عن هذه المؤامرة والذي عدته وجها آخر من وجوه الاستغلال للعدو الصهيوني، وفضيحة أخرى تضاف إلى سجل الفضائح للاحتلال الأمريكي في العراق.فقد كشف احد الأطباء العراقيين عن وجود مركز عراقي للمساعدة الطبية في المنطقة الخضراء يضم عراقيين وأمريكيين، يقوم بتأمين نقل الأطفال العراقيين المرضى للعلاج خارج العراق ومن بين متعامليه مستشفى خيري في تل ابيب. وعدت الهيئة ان من المفارقات ان يساق الضحية لتتم معالجته بحسب الزعم تحت اشراف الجلاد. وتسألت الهيئة:هل عجز الاشقاء العرب عن تولي ملف هؤلاء الاطفال، وهل عجزت مستشفياتهم الفارهة عن استقبالهم في ردهاتها المتطورة، على الاقل في سياق الوفاء مع بلد كان في يوم ما مفتوحا لكل الاشقاء العرب، ومستشفياته تستقبل نساءهم وأطفالهم وشيوخهم واكدت الهيئة في البيان ان اسرائيل احد المحرضين على الحرب على العراق، ولها حضور ميداني على أرضه طيلة سنوات الاحتلال المنصرمة، وكانت ومازالت تعيث في أرضه فسادا، وهي احد الاطراف التي تتحمل بشكل مباشرالمسؤولية الكاملة عن هذه الحرب وتداعياتها، وبالتالي لا وجود لمقاصد انسانية من هذا العمل. وبينت إن هذه الخطوة المخجلة من قبل الاحتلال ومعاونيه تأتي في سياق فرض التطبيع على الشعوب فرضا، وتستغل الاوضاع، وحاجة الناس، والمعاناة التي يمرون بها، لتمنح العدو الصهيوني مكاسب بطرق غير مشروعة. وقد ادلت عائلات الاطفال المرضى بشهادات تفيد ان المركزالمذكور بعد ان تسلم ملفاتهم الطبية وجوزات سفرهم اخبرهم بحصول الموافقة على معالجة اطفالهم، لكنه فاجأهم بان من المحتمل اجراء العمليات لهم في مستشفى بتل أبيب، الامر الذي اصاب العوائل بالاحباط، وجعلهم في حيرة من أمره.