اجمع عدد من الإعلاميين الفلسطينيين على أن استهدافهم من قبل قوات الاحتلال مؤشر طبيعي على تصعيد المحرقة الصهيونية في قطاع غزة، مؤكدين على أن تلك الجرائم لن تثنيهم عن الاستمرار في عملهم وإيصال الحقيقة للعالم، والكشف عن الوجه الحقيقي للاحتلال. وشدد مجموعة من الإعلاميين في تصريحات منفصلة لصحيفة "فلسطين" على أن حرية الصحافة مجرد شعار تتغنى به سلطات الاحتلال الصهيوني، وتروجه عبر الإعلام دون أن تنفذه على أرض الواقع، مؤكدين على أن الاحتلال يسعى جاهداً وبكل الوسائل والممارسات اللاإنسانية إلى قتل تلك الحرية حتى لا تعريها وتكشفها على الملأ. وأكدوا "أن استهداف الزميل فضل شناعة "23" عاماً مساء الأربعاء خير دليل على مفهوم حرية الصحافة لدي قوات الاحتلال الصهيوني". وعثر على جثمان شناعة "23" عام مسجى بين الأطفال الذين استهدفتهم قذائف الدبابات في منطقة جحر الديك، وأن آخر ما التقطته عدسة الكاميرا التي كانت بحوزته، "قذيفة دبابة انطلقت عن بعد مئات الأمتار قتلت الكاميرا وصاحبها، ومزقت سترته الواقية التي لم تستطع حمايته لمرتين، واحدة قبل عام ونصف العام عندما استهدفت قذيفة صهيونية سيارة وكالة الأنباء العالمية "رويترز" التي يعمل فيها شناعة فأصيب. وروى فني الصوت في وكالة رويترز وفا أبو مزيد (25 عاماً) الذي أصيب في نفس الحادث، قصة استشهاد فضل قائلا: "في حوالي الساعة 5:00 من مساء الأربعاء تواجدنا بالقرب من مسجد الإحسان في قرية جحر الديك، جنوبي شرق مدينة غزة، لنقوم بعملنا المهني في تصوير جرائم قوات الاحتلال في المنطقة". وأضاف: بعد أن انتهينا من التصوير استقلينا السيارة التي كتب عليها ( T.V و REUTERS )، وانطلقنا باتجاه شارع صلاح الدين لمغادرة القرية، وبينما نحن في طريقنا باتجاه شارع صلاح الدين، كانت الآليات الحربية الصهيونية تبعد عنا مسافة 700 متر تقريباً، أوقفنا السيارة وترجلنا منها، وكنا نرتدي دروعاً واقية خاصة بالصحفيين وبحوزتنا آلات التصوير، وشرع فضل بتصوير الآليات العسكرية. وتابع أبو مزيد "وبينما كنت أقوم بإبعاد مجموعة من الأطفال الذين تجمعوا حولنا، تفاجأت بسقوط قذيفة بجوار فضل مباشرة، وشاهدته يسقط على الأرض، وأصبت أنا بشظايا في اليد اليسرى، وتبعتها قذيفة أخرى أصابت مؤخرة السيارة وأصبت بشظايا في الحوض والقدم اليمنى، وشرعت بالصراخ والركض باتجاه سيارات الإسعاف لإنقاذنا.. لقد أطلقت القذيفتين علينا مباشرة وبشكل مقصود وبغرض القتل..". من جانبه وصف مراسل الحياة اللندنية الصحفي فتحي صباح، سياسة استهداف الصحفيين بالجديدة القديمة حيث اعتاد الاحتلال على استهداف الصحفيين من خلال قتل الحقيقة وتكميم الأفواه والشهود على جرائمها مضيفا: إن قتل شناعة وغيره من الصحفيين هو محاولة لبث الخوف والإرهاب بهدف منع الصحافيين من الاقتراب من مسرح الجريمة لنقل الحقيقة وفضح الجلاد. وأشار صباح إلى أن العديد من الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الصحفيين ترتب عليها نداءات استنكار ودعوات إلى التحقيق وكشف الملابسات إلا أنها باءت بالفشل بسبب الحماية التي توفرها الولاياتالمتحدةالأمريكية للإحتلال. ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية تمنع حتى المجتمع الدولي من إدانة الجرائم الصهيونية وتقديم أي دعاوى قضائية ضد مسئولين فيها. من جانبه قال الكاتب والصحفي الدكتور غازي حمد: "إن جريمة استهداف الصحافيين سياسة مبرمجة ليست الأولى من نوعها ولا الأخيرة، مضيفا: "إن الاحتلال لا يفرق بين جموع الشعب الفلسطيني، وقد حظي الصحفيون بالنصيب الأكبر من خلال استهدافهم بصورة مباشرة". وأوضح حمد أن السياسة الصهيونية تسعى إلى إسكات صوت الحقيقة، "لأن "إسرائيل" تخشى الإعلام الذي يظهرها بالصورة الحقيقية البشعة أمام العالم"، مشيراً إلى أنها قامت بمنع العديد من الصحفيين والمتضامنين الدوليين من دخول قطاع غزة لتغطية ما يدور من اعتداءات. وطالب حمد كافة المؤسسات الحقوقية وذات العلاقة، بالتدخل العاجل من أجل وقف الإجرام الصهيوني بحق الصحفيين، وتحييدهم عن الاستهداف أثناء عملياتها العدوانية.