أكد "أليس ماكدونال" مدير عام مكتب وكالة "رويترز" العالمية للأنباء في فلسطين، أن جيش الاحتلال الصهيوني قتل بصورة متعمدة المصور التلفزيوني للوكالة، الصحفي فضل شناعة، مشيراً إلى أن الوكالة ستشرع عما قريب بتحقيق في الحادث لكشف حيثياته. وقال ماكدونال، في مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة الخميس (17/4) بعد ساعات من تشييع جثمان الصحفي شناعة الذي اغتيل، بقصف مدفعي صهيوني: "لن أضيف مزيداً للحقائق التي قيلت حول حقيقة قتل الصحفي شناعة، لكن الذي تبين من خلال الشريط الذي كان بكاميرا شناعة، يؤكد أن الدبابة الصهيونية أطلقت باتجاهه صاروخين، الأول قتله والآخر دمر سيارته". وأضاف: "زرنا مكان العملية وتبين أن تلك الصواريخ التي أطلقتها الدبابة الصهيونية على طاقم رويترز كانت تحتوي على أسهم حديدية"، موضحاً أن الوكالة طلبت توضيحاً وتعقيباً كاملين من الاحتلال على الجريمة التي لحقت بالصحفي شناعة، الأمر الذي لم يحدث حتى اللحظة. ورافق ماكدونال خلال المؤتمر الصحفي كل من نائبه "جولي ريبك" مدير قسم التصوير التلفزيوني في مكتب رويترز في فلسطين، و"جون مارشل" مسئول عمل رويترز في الشرق الأوسط، ونضال المغربي مدير مكتب رويترز في غزة. وقال: "قمنا بتقييم أداء فريقنا في غزة-الفريق الذي تعرض للاستهداف، والذي يضم المصور شناعة وفني الصوت وفا أبو مزيد-، ووجدناه قام بعمله على أكمل وجه ويلتزم بكل التعليمات، فهو يضع الشارات الصحفية على سيارته، ويرتدي الستر الواقية المكتوب عليها كلمة صحافة باللغتين العربية والإنجليزية". وأوضح ماكدونال أن المصور شناعة، الذي كان يقود سيارته مسرعاً خلف سيارات إسعاف متجهة لمكان القصف أوقف السيارة فجأة، وتَرجَّل منها ليلتقط صورة عامة للمكان، ولكن الشريط المصور الموجود بكمرته التي تحطمت ومن خلال الصوت بيّن أن دبابات الاحتلال أطلقت قذيفتين باتجاه فضل وسيارته مما أدى لمقتله، وإصابة فني الصوت وتدمير السيارة. وكان ديفيد شليسنجر، رئيس تحرير "رويترز"، دعا إلى إجراء تحقيق في حادث استشهاد الصحفي شناعة، وقال إن "أدلة الفحص الطبي تبرز أهمية إجراء (إسرائيل) تحقيقاً سريعاً ونزيهاً". وقد أكد أطباء أن الفحص الطبي أثبت أن سهاماً معدنية من قذيفة دبابة صهيونية انفجرت في الجو، هي التي تسببت في استشهاد شناعة، حيث أظهرت الأشعة السينية التي عرضها الأطباء عدداً من السهام المثيرة للجدل، وقد اخترقت صدر وساقي شناعة. كما عثر على عدد من السهام ويبلغ طول الواحد منها ثلاثة سنتيمترات في سترة شناعة التي كتب عليها "صحافة" بلون لامع، وأيضا في عربته غير المدرعة والتي كتب عليها أيضاً "تلفزيون" و"صحافة".