أعلن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، عبر تسجيل صوتي جديد بث ليل الأربعاء، أن التنظيم لا يقتل الأبرياء في ميادين عملياته وأن سقوط مدنيين في المغرب والجزائر والعراق خلال هجمات مقاتلي التنظيم جاء جراء أخطاء أو نتيجة تترس العدو خلفهم. بن لادن بخير وكشف الظواهري أن قائد التنظيم، أسامة بن لادن، في صحة جيدة، كما هاجم الأممالمتحدة التي وصفها بأنها عدو للمسلمين وتعهد أن يبذل المسلمون قصارى جهدهم لضرب اليهود داخل إسرائيل وخارجها بعون من الله. مواقف الظواهري جاءت في تسجيل صوتي خصصه للإجابة على مجموعة من الأسئلة التي بلغته بعدما أعلن أواخر العام الماضي عن نيته التواصل مع الصحفيين والنقاد عبر رسائل أرسلت بالبريد الإلكتروني. وأجاب الظواهري في التسجيل الذي عرضته مواقع درجت على بث البيانات الخاصة بالتنظيمات الإسلامية، ولم يتم التأكد من مصداقيته، على 94 سؤالاً كانت قد وصلته، واعداً باستكمال الإجابات في تسجيلات مقبلة. وتركزت مجموعة الأسئلة الأولى التي وجهت للظواهري على علاقة التنظيم بإيران وموقفه من قتل الأبرياء والأوضاع على الساحة الفلسطينية، ونشاط القاعدة في الجزائر والمغرب ومصر. قتل الأبرياء وقال الظواهري إنه كان قد عزم منذ البدء على تجنب نوعين من الأسئلة، يتعلق الأول بما قال إنها مهاترات وخلافات شخصية، والثاني يتعلق بالناحية الأمنية. ورداً على سؤال حول قتل الأبرياء خلال العمليات التي تنفذها القاعدة في العراق والجزائر والمغرب قال الظواهري: لم نقتل الأبرياء لا في بغداد ولا في المغرب ولا الجزائر ولا في أي مكانٍ. وإن كان من بريءٍ قد قتل في عمليات المجاهدين، فهو إما خطأ غير مقصودٍ أو اضطرارا كما في حالات التترس. وعن امتناع التنظيم عن تنفيذ عمليات في إسرائيل قال: ألم يبلغ السائل أن قاعدة الجهاد قد ضربت اليهود في جربا بتونس، وضربت السياح الصهاينة في مومباسا بكينيا في فندقهم، ثم أطلقت صاروخين على طائرة العال، التي تقل عدداً منهم؟.. إن كان هذا بسبب حسن ظنه بالقاعدة، وأن عليها أن تضرب أعداء الإسلام في كل مكانٍ، فنحن نشكره على حسن ظنه، ونعد إخواننا المسلمين بأننا سنسعى بأقصى ما نستطيع لأن ننزل الضربات باليهود داخل إسرائيل وخارجها، بعون الله وتوفيقه. عداوة الأممالمتحدة وحول سؤال تركز على مهاجمة مقر الأممالمتحدة في الجزائر قال: الأممالمتحدة عدوةٌ للإسلام والمسلمين، فهي التي قننت وشرعت قيام دولة إسرائيل واستيلاءها على أراضي المسلمين، وتعتبر الشيشان جزءاً من روسيا الصليبية، وتعتبر سبتة ومليلية جزءاً من أسبانيا الصليبية، وهي التي قننت الوجود الصليبي في أفغانستان والعراق. كما كرر الظواهري انتقاداته لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس متقدماً بالتعزية إلى الأمة بقيادتها السياسية، ومطالباً في الوقت عينه بمواصلة دعم مجاهديها. وتجنب الظواهري تأكيد العلاقة بين تنظيمه وجماعة فتح الإسلام التي قاتلت الجيش اللبناني طوال أربعة أشهر تقريباً في مخيم نهر البارد الصيف الماضي، وأحال السائل إلى التسجيل الصوتي لزعيم الجماعة، شاكر العبسي، الذي وصفه بأنه الشيخ الفاضل حفظه الله. ضرب المصالح اليهودية والصليبية وعن الموقف الذي يجب أن يتخذه المجاهدون في مصر، فقد دعاهم الظواهري إلى ضرب المصالح الصليبية اليهودية أينما وجدت.. فمن لم يتمكنْ من ذلك فعليه بالنفير لساحات الجهاد المفتوحة مثل الصومال والعراق والجزائروأفغانستان. وعن الوضع في السعودية قال: أما عن مستقبل الحركة الجهادية في الجزيرة؛ فهي لا شك قادمةٌ مرةً أخرى بإذن الله، والنظام السعودي يسبح ضد تيار التاريخ، وارتباطه بالصليبية العالمية حكم عليه بالزوال بإذن الله. كما سُئل الظواهري عن صحة زعيم التنظيم، أسامة بن لادن فأجاب: الشيخ أسامة بن لادنٍ في صحةٍ وعافيةٍ بفضل الله، والمغرضون يحاولون دائماً إشاعة أنباءٍ كاذبةٍ عن مرضه، وأسامة بن لادنٍ إن لم يمرضْ فلا بد يوماً أن يموت، ولكن دين الله باقٍ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وكانت مواقع إلكترونية قد نشرت أواخر العام الماضي رسالة من الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة إلى الصحفيين الراغبين في توجيه أي سؤال إلى الرجل الثاني في التنظيم، أيمن الظواهري، إلى القيام بذلك إلكترونياً، في خطوة هي الأولى لشخصية من هذا المستوى منذ هجمات 11 سبتمبر.