ركزت وسائل الإعلام العبرية أمس الأحد علي تصريحات تؤكد استعداد الكيان الصهيوني البدء في مفاوضات جدية مع سورية. وأكد وزير الدفاع الصهيوني ايهود باراك في بيان أن فتح مفاوضات مع سورية يشكل هدفا مركزيا للعمل الدبلوماسي لإسرائيل. ونشرت صحيفة هآرتس الصهيونية أمس الأحد في عنوانها الرئيسي خبرا مفاده أن رئيس الوزراء الصهيوني ايهود اولمرت، وجّه في السنة الأخيرة حوالي عشرين رسالة إلي الرئيس السوري لفهم مواقفه حول العملية السلمية علي المسار الشمالي، إلا انه يتضح من تصريحات أحد الوزراء الصهاينة، وهو عضو في المجلس السياسي والأمني المصغر أن الرئيس الأسد رفض مناقشة قطع علاقاته مع حزب الله وإيران والفصائل الفلسطينية، مقابل البدء في مفاوضات مع الكيان الصهيوني. وكان وزير البنية التحتية الصهيوني بنيامين بن اليعازر قد صرح نهاية الأسبوع انه يتوجب علي الكيان الصهيوني فعل كل شيء من اجل استئناف المفاوضات مع سورية. وقال بن اليعازر للإذاعة الصهيونية العامة انه يتوجب عمل كل شيء من أجل التوصل إلي محادثات مع سورية والأسد، مشيرا إلي أنه تتوفر لسورية كل الأسباب للجلوس معنا بما في ذلك استمرار وجود سورية، وأضاف بن اليعازر انه أبلغ أولمرت برأيه بأنه يتوجب عمل كل شيء لاستئناف مفاوضات مع سورية، لكنه قال انه خائب الأمل من أداء الرئيس السوري الحالي مقارنة بوالده الرئيس حافظ الأسد، في إشارة إلي العلاقات المتينة بين سورية وإيران. وأضاف أنه يتوجب الوصول إلي الأسد والقول له إن الكيان الصهيوني مستعد للحديث ودفع الثمن، في إشارة إلي استعداد الكيان الصهيوني للانسحاب من هضبة الجولان. ونقلت الصحيفة عن احد الوزراء، وهو مقرب جدا من اولمرت، قوله إن رئيس الوزراء بعث في السنة الأخيرة ما يقارب 20 رسالة إلي الرئيس السوري، بشار الأسد، وذلك في محاولة لفهم موقف سورية تمهيدا لاحتمال البدء بالمفاوضات، إلا أن ردود الرئيس السوري كانت مخيبة للآمال الصهيونية، وخاصة في عدم استعداده لمناقشة إمكانية قطع العلاقات بين سورية وإيران، علي حد قول الوزير الصهيوني، الذي رفض الكشف عن اسمه. وفي سياق آخر أكد باراك في بيان أمس الأحد أن فتح مفاوضات مع سورية يشكل هدفا مركزيا للعمل الدبلوماسي لإسرائيل. وقال البيان الصادر عن وزارة الدفاع إن باراك أكد خلال لقاء مع سفراء أوروبيين الجمعة إن الكيان الصهيوني يعتبر فتح مفاوضات مع سورية وإخراج هذا البلد من مما وصفه بالتيار المتطرف هدفا مركزيا لسياستها . وأكد باراك أيضا أن الدولة العبرية تتابع ما يجري في الشمال وخصوصا تعزيز حزب الله (اللبناني) بدعم من سورية . وقال وزير الدفاع الصهيوني إن الكيان الصهيوني هو اقوي بلد في المنطقة ما يجعلها في موقع يسمح لها بمحاولة التوصل إلي ترتيبات مع سورية.