أدانت عدد من الدول الإسلامية الجمع فيلما أنتجه نائب هولندي ويتهم القرآن بالتحريض على العنف، كما اندفعت ردود الأفعال الساخطة والمستهجنة لبث فيلم فتنة، فتتالت البيانات من الاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمين العام للأمم المتحدة، الذين أدانوا العمل باعتباره مثيراً للكراهية ، وشكلا من أشكال التمييز ضد المسلمين. وبعد ساعات من عرض الفيلم الجمعة، سارت مظاهرات في العديد من المدن الإسلامية، فيما غصت المنتديات الإلكترونية بالمشاركين الذين اندفعوا إلى عرض أرائهم في القضية. التفاصيل. فقد أدان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بث فيلم النائب الهولندي مشددا على ألا تستخدم حرية التعبير ذريعة للإساءة إلى معتقدات الآخرين وللتحريض على الحقد. وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إن عبدالله بن زايد دعا الشعوب والدول الإسلامية إلى ممارسة ضبط النفس والرد على هذا التحريض بالحكمة والتروي. وفي السعودية أوصى خطيب المسجد الحرام في مكة الجمعة بالحوار للدفاع عن الإسلام ونبيه محمد، غداة عرض فيلم النائب اليميني الهولندي المتطرف غيرت فيلدرز المسيء للإسلام. وقال الشيخ عبد الرحمن السديس في خطبة الجمعة، من دون ذكر الفيلم بالتحديد إن الأمر بلا شك طعنة للأمة الإسلامية، معتبرا عرض العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز فتح حوار بين الأديان من أعظم مآثر النصرة الجليلة. كما دعا إلى مزيد استثمار في القنوات الفضائية والمجالات التقنية من اجل نصرة الحبيب، والسعي لنشر محاسن الإسلام وجمالياته ورحماته واشراقاته وتفنيد الأباطيل حول الإسلام ونبيه. واقترح العاهل السعودي الاثنين حوارا بين الإسلام والمسيحية واليهودية، في دعوة غير مسبوقة من المملكة. وذكرت وكالة الأنباء الهولندية أن السفارة السعودية في لاهاي قالت إن الفيلم مستفز وحافل بالأخطاء والمزاعم الخاطئة التي قد تفضي إلى كراهية المسلمين. من جهتها وصفت إيران الفيلم بأنه مشين ومسيء للإسلام ودعت الحكومات الأوروبية لمنع عرضه في حين قالت اندونيسيا التي كانت مستعمرة هولندية إن الفيلم إهانة للإسلام متخفية خلف ستار حرية التعبير. وقالت منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 عضوا إن الفيلم لا يهدف سوى للتحريض على الاضطرابات والتعصب بين الناس من مختلف المعتقدات الدينية وتعريض السلام والاستقرار العالميين للخطر. تنديد أممي وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الفيلم بوصفه معاديا بشكل مسيء للإسلام قائلا لا يوجد مبرر للغة الكراهية والتحريض على العنف. وقال بان كي مون أنا أندد، بكل صرامة، بإذاعة فيلم خيرت ويلدر المسيء للإسلام بشكل مهين. وقال كذلك: إن حرية التعبير هنا ليست هي الموضوع، ينبغي لحرية التعبير أن تكون مرفوقة بروح المسؤولية الاجتماعية. واعتبرت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الأوروبي أن الفيلم لا يهدف سوى إلى تأجيج الحقد. وكان رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكينيندهن انتقد الفيلم لأنه يجعل العنف مرادفا للإسلام. وقال المسؤول الهولندي :نحن نرفض هذا التفسير، فالكثير من المسلمين ينبذون العنف وأحيانا يسقطون ضحية العنف. تعليق موقع إلكتروني وفي تطور لافت، علّق أحد المواقع الإلكترونية في العاصمة البريطانية لندن، بث فيلم النائب الهولندي غيرت ويلدرز المعنوّن فتنة المسيء للإسلام. وجاء في بيان موقع لايفليك دوت كوم الجمعة، أن الإدارة قررت تعليق بث فتنة بعد يوم من عرضه على موقعها إثر تهديدات لموظفينا ذات طبيعة خطيرة. ونقلت أن محاولاتها الاتصال بمسئولي الموقع لم تنجح، في وقت أبدى فيه رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكنيندي وأعضاء حكومته قلقهم من تداعيات عرض فيلم ويلدرز، وردة الفعل العنيفة المحتملة. وقال بالكنيندي الاحتمالات بوقوع تهديدات حقيقية موجودة، لقد حذّرت فعلاً الشعب الهولندي باحتمال حدوث تداعيات هائلة استناداً إلى الأجهزة الاستخباراتية وما سمعناه وسط قطاع الأعمال. وعرض فيلم ويلدرز، باللغتين الإنجليزية والهولندية، على موقع لايفليك دوت كوم البريطاني الخميس، أكثر المواقع تصفحاً. كما قامت بعض قنوات التلفزة الهولندية بعرض مقاطع منه. لكن بالرغم من إعلان موقع لايفليك دوت كوم تعليق عرض الفيلم، فإن مواقع إلكترونية عدة قامت ببث فتنة بما فيها موقع غوغل فيديو المخصص للفيديو بالإضافة إلى موقع يوتيوب المخصص لتحميل ومشاهدة تسجيلات الفيديو والتابع لشركة غوغل. وتمكن المتصفحون من الدخول إلى موقع غوغل لمشاهدة الفيلم دون تعقيد، فيما بثّ موقع يوتيوب بياناً مرافقاً للشريط يتنصل فيه من محتوياته، مطالباً المتصفحين بإدخال بيانات محددة قبل ولوج الصفحة التي تبث الفيلم. كذلك استضاف أحد المواقع الإلكترونية الهولندية فيلم ويلدرز، كما أن موقع الحزب السياسي الذي ينتمي له النائب الهولندي ربط صفحته بالمواقع التي تبث الفيلم. يُشار إلى أن غيرت ويلدرز، السياسي الهولندي اليميني وزعيم حزب الحرية، الذي يمتلك تسعة مقاعد في البرلمان من 150 مقعدا، من أبرز المنتقدين علناً للدين الإسلامي وأحد المؤيدين لتشديد القوانين على الهجرة. ويعتبر النائب الهولندي أن الإسلام والقرآن الكريم تهديدان بعيدا الأمد لهولندا والعالم، وأن فيلمه هو التحذير الأخير في هذا الشأن. ويعرض فيلم فيلدرز فتنة صورا لهجمات 11 سبتمبر عام 2001 وتفجيرات أخرى نفذها إسلاميون مع آيات قرآنية. ويدعو الفيلم المسلمين لتمزيق الآيات المليئة بالكراهية من القران ويبدأ وينتهي بصورة لرسم كاريكاتوري للنبي محمد وعلى رأسه عمامة في صورة قنبلة مصحوبا بصوت تكات ساعة. وأثار هذا الرسم عندما نشر للمرة الأولى في صحف دنمركية احتجاجات عنيفة في جميع أنحاء العالم وأدى لمقاطعة المنتجات الدنمركية في عام 2006. ضبط النفس من جهتهم دعا زعماء مسلمي هولندا الى الهدوء ودعوا المسلمين في جميع انحاء العالم لعدم استهداف المصالح الهولندية. ويبلغ عدد سكان هولندا 16 مليون نسمة منهم مليون مسلم. وقال محمد ربيع وهو زعيم هولندي من أصل مغربي للصحفيين في أحد مساجد امستردام دعوتنا للمسلمين في الخارج هي اتباع استراتيجيتنا وعدم إفسادها بأي حوادث عنيفة. وتوجه الاتحاد الإسلامي الهولندي الجمعة إلى المحكمة سعيا إلى منع فيلدرز من مقارنة الإسلام بالفاشية قائلا انه يحرض على كراهية المسلمين. ووضع فيلدرز تحت حراسة مشددة بسبب التهديدات الإسلامية بالقتل التي تلقاها منذ مقتل المخرج فان جوخ. وزاد التأييد لحزب الحرية الذي يتزعمه قبل نشر الفيلم لنحو عشرة في المئة من الأصوات. ونأت الحكومة الهولندية بنفسها عن فيلدرز وحاولت أن تمنع رد الفعل السلبي الذي عانت منه الدنمرك بسبب الرسوم المسيئة للنبي. وقال رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكننده انه فخور برد فعل المنظمات الهولندية المسلمة إزاء الفيلم لكنه أضاف أن من السابق لأوانه التوصل لاستنتاجات بشأن العواقب على المستوى الدولي. وقال هناك أسباب لاستمرار الحذر. وعبر حلف شمال الأطلسي عن قلقه من أن يؤدي الفيلم لتدهور الأمن بالنسبة للقوات الأجنبية في أفغانستان والتي تضم 1650 جنديا هولنديا. واعترض رسام الكاريكاتير الدنمركي كورت فسترجارد على استخدام الرسم الخاص به للنبي محمد قائلا انه عرض خارج السياق وانه اتخذ تحركا قانونيا لإزالته.