ذكر تقرير نشرته مجموعة المحاربين القدامى من أجل أميركا، أن أكثر من مليون عسكري أمريكي منذ بداية الحرب على العراق قبل خمس سنوات، يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة أدت في بعضها إلى الانتحار، فيما يعاني آخرون من إحباط نفسي أو شعور بالتهميش. وانتقد التقرير الذي نشر نهاية الشهر الماضي سياسة وزارة الدفاع (البنتاغون) التي كثيراً ما تعمد إلى تمديد فترات الخدمة من 12 إلى 15 شهرا، ولا يترك للعسكريين ما يكفي من الوقت للاستراحة بين الفترة والأخرى. وأقر التقرير مقتل نحو 4000 جندي أمريكي في العراق حتى الآن، وجرح قرابة 30 ألفاً آخرين، بلغت إصابة البعض منهم درجة من الخطورة منعتهم من استئناف الخدمة العسكرية، فيما يعاني من نجا من الإصابة الجسدية اضطرابات نفسية خطيرة جراء حضورهم مقتل رفاق ومشاهدة مذابح. ويرى التقرير أن المساعدة الصحية المعروضة على الجنود لا تتناسب والمعاناة النفسية التي تكبدوها أثناء فترات خدمتهم المتكررة في العراق وأفغانستان، مشيراً إلى حالات تغيب عديدة عن الخدمة بشكل غير مبرر وأعمال عنف منزلية ومحاولات انتحار. وأكد تقرير آخر للمجموعة نشر مطلع هذا الشهر على أن أكثر من تعرض إلى الأمراض والمشاكل النفسية هم الجنود الذين أرسلوا إلى جبهات القتال للمرة الثالثة أو الرابعة. وخلص تحقيق مشابه أعدته مجموعة عمل من مجلس الجيش للصحة العقلية عام 2007، إلى القول إن 28% من الجنود الذين يرسلون إلى مناطق القتال الكثيف يعانون من اضطرابات نفسية حادة. وكان تحقيق أخر أعدته مجموعة عمل من مجلس الجيش للصحة العقلية عام 2007، قد ذكر أن عدد العسكريين الذين يعانون من مشاكل الإدمان على الكحول والمخدرات والخلافات الزوجية واضطراب علاقاتهم عامة ارتفعت بأكثر من 85% منذ اجتياح العراق في 20 مارس 2003. ويرى بعض الناشطين ضد الحرب أن تلك الأرقام لا تعكس النسبة الحقيقية للمشاكل النفسية، لا سيما أن البعض لا يقر بإصابته خوفاً من عقاب أو عدم الترقية الوظيفية.