سخرت عدة صحف أجنبية من قيام سلطات الانقلاب ببناء نصب تذكاري بميدان التحرير لتخليد المجازر التي قامت بها ضد المتظاهرين في 19 /1 /2011 بشارع محمد محمود مشيرة إلى أن حكومة الانقلاب العسكري تسعى إلى كسب العقول والقلوب عبر هذه الممارسات. وأوضح "ريتشارد سبنسر" المحلل البريطاني السياسي في تحليله المنشور بالصحيفة أن المصريين يشعرون بالحيرة الشديدة بعد إعلان الانقلابيين لبناء هذا النصب التذكاري لتخليد ذكرى أحداث محمد محمود والتي راح ضحيتها عشرات المتظاهرين الرافضين لحكم المجلس العسكري في 2011 بالإضافة إلى من فقدوا أعينهم لاستهداف قوات الجيش والشرطة بشكل متعمد لها. وقال "سبنسر" أن بيان داخلية الانقلاب أثار غضب الحركات الشبابية الثورية التي تعارض الحكم العسكري السابق إبان تنحي الرئيس المخلوع والحكم العسكري الحالي بعد الانقلاب على الرئيس الشرعي د. محمد مرسي، ونقلت الصحيفة عن الناشطة سالي توما قولها "القاتل يبني نصب تذكاري لضحاياه !!" و اعتبرت صحيفة "التليجراف " البريطانية أن الحكومة الحالية المدعومة من الجيش تحاول كسب قلوب ومشاعر الثوار والمصريين عن طريق إقامة "النصب التذكارية" في ميادين الاحتجاجات، إلا أن البعض الأخر، أعتبر النصب بمثابة "هدية من القاتل لضحيته". قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن المكان الذي ملئته الخيام وهتافات المتظاهرين ضد النظام شهد وضع حجر الأساس للنصب التذكاري لشهداء حدث من أحداث الثورة. وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الثلاثاء سيشهد الذكرى الثانية لأحداث شارع محمد محمود، ووصفتها بالمواجهات الأعنف بين المتظاهرين وقوات الأمن، وقالت إن الداعين للاحتفال بهذه الذكرى لا يريدون تخليد ضحاياها، إنما يريدون بدء مواجهات جديدة مع قوات الأمن. ونقلت الصحيفة عن رشا عزب، ناشطة سياسية، قولها إن العدالة الانتقالية لا تبدأ ببناء نصب تذكاري، وتابعت "أتوقع أن يتم تدمير هذا النصب قريباً لأنه لا يمثل شيء". وقالت الصحيفة إن تدشين الحكومة لهذا للنصب التذكارية في ميدان التحرير وميدان رابعة العدوية هى محاولة إلى إظهار أن الدولة استعادت استقرارها، وأن الاضطرابات انتهت. وكان رئيس الوزراء، حازم الببلاوي، وضع حجر الأساس صباح الاثنين للنصب التذكاري ووجه تحية لشهداء الثورة، في الوقت الذي كثفت فيه قوات الشرطة من تواجدها حول ميدان التحرير استعداداً لذكرى محمد محمود. وأشارت الصحيفة إلى أن أحداث محمد محمود خلفت أكثر من 45 قتيلاً ومئات الجرحى أبان حكم المجلس العسكري الذي تولى إدارة البلاد عقب الإطاحة بمبارك، وعبرت عن مخاوفها من نشوب مصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن تدخل البلاد في موجة عنف جديدة .