وصف قائد فرقة غزة فى جيش الاحتلال، ميكى إدلشتاين، أن الهدوء على حدود القطاع مع الأراضي المحتلة نوعاً من الخداع، لافتاً إلى أنّ اكتشاف نفق ثالث يُدلل على ما يشغل بال حركة حماس عنا هذه الأيام. جاء ذلك فى تقرير نشرته مجلة "بمحاذيه" العسكرية الإسرائيلية، وأكد "إدلشتاين" قائد الجبهة الجنوبية أن كتائب القسام ولواء رفح القائد "محمد السنوار" مسئول عن النفق الأخير، الذى بدأ العمل به عام 2010. وأضاف أنّ اهتمام حماس بالأنفاق يقابله اهتمام من الجيش بمكافحتها حيث يعتبرها هدفه الأول، لافتاً إلى أنّه تم انتداب جميع أذرع أجهزة الأمن لتركيز جهودها على اكتشافها، والبحث عن حلول لهذه المشكلة، مُعترفاً بأنّ "حماس" آخذة فى التطور طوال الوقت وبشكل ملحوظ، وأنّ النفق الأخير كان "مثيراً للإعجاب من كل النواحى نظراً لطوله وعمقه وعرضه وقوته، والأهم الرغبة الجامحة فى حفر هكذا نفق". وأشار "إدلشتاين" إلى أنّ استخدام الأنفاق المُتعددة يتمثل فى الدخول لعمق المنطقة المحتلة، واختطاف الجنود أو المستوطنين، أو إدخال المسلحين للسيطرة على البيوت فى إحدى البلدات القريبة، أو إدخال استشهاديين لتفجير أنفسهم بعيداً عن غزة، فى قلب "تل أبيب" أو القدس. واعتبر أنّ التحدى الحالى الذى يواجهه جيش الاحتلال يكمن فى كيفية تغيير أسلوب التفكير والعمل، فالقوات موجهة للنظر دائماً للأمام تستوجب منع القيام بنشاطات اعتيادية تقوم بها حماس. وأشار إلى أنّ "حماس" ستدخل المواجهة القادمة عندما تشعر بالجاهزية فقط، وليس قبل ذلك، ولهذا فهى بحاجة لترميم تشكيلاتها التنفيذية، بما فى ذلك الصواريخ بعيدة المدى، فمشاكل الأنفاق تلزمها العمل على تعميق قدراتها فى التصنيع الذاتى، خاصة صواريخ "8 إنش"، تشبه ما أطلقته تجاه "تل أبيب" والقدس فى المعركة الأخيرة. واعتبر أنّ الهدوء الحالى فى قطاع غزة من شأنه أن ينتهى فى أية لحظة، وأضاف قائلا: "المعركة الأخيرة علمتنا أننا لا نعلم متى سنضطر للدخول فى معركة، ولذلك فإن فرقة غزة ستجرى قريباً ولأول مرة فى تاريخها تدريباً شاملاً بمشاركة 7 ألوية، وعلى جدول أعمالها محاكاة حرب شوارع فى غزة، والطريق إلى هناك ستمر عبر المدن المحتلة كعسقلان، حيث ستشهد هجوماً لسلاح المشاة والمدرعات، فى الماضى كنّا نسير بمركباتنا المكشوفة على طول الحدود مع القطاع، لكن الأمور اليوم مختلفة تمامًا فحماس تطور الأنفاق والعبوات الناسفة". واختتم حديثه بالقول: "حماس مُنشغلة بإجراء تدريباتها، وتُطور وسائلها، وتستعد لساعة الصفر، لأنّ هذه لعبة عقول، وفيها يتعلم كل طرف ما الذى يدور فى عقل الطرف الآخر، بما فى ذلك من أخطاء".