أكدت مؤسسات أهلية وحكومية فلسطينية، إن كمية المياه التي تنتجها آبار قطاع غزة تقلصت بنسبة 60% بسبب أزمتي الكهرباء، والوقود؛ مما أدى إلى عدم وصول المياه إلى 90% من بيوت غزة بشكل يومي، محذرة من وقوع "كارثة" بيئية وصحية في القطاع؛ بسبب ضخ المياه العادمة إلى البحر بدون معالجة. وشددت هذه المؤسسات، في مؤتمر صحفي عقدته في مدينة غزة، اليوم الثلاثاء، على المؤسسات الدولية والحكومتين في قطاع غزة والضفة الغربية ب"تحمل مسؤوليتهم تجاه 1.8 مليون إنسان مهددون بخطر الموت والمرض". وفي كلمة له، قال منذر شبلاق رئيس مصلحة مياه بلديات الساحل، إن "كمية إنتاج المياه تناقصت بنسبة 60% ولم يعد بالإمكان تغطية احتياجات قطاع غزة من المياه بشكل يومي إلا بنسبة 10% فقط ؛ وذلك بسبب أزمتي الكهرباء والوقود". وأوضح شبلاق أن 90% من مناطق قطاع غزة لا تصلها المياه يومياً، وإنما على فترات متقطعة، ما ينذر بكارثة بيئية وصحية خطيرة، مشيراً إلى أن 10% فقط من بيوت غزة تصلها المياه بشكل يومي، و25% تصلها كل أربعة أيام، و40% تصلها كل ثلاثة أيام، فيما يشكل ما نسبتهم 25% ممن تصلهم المياه كل يومين. وبحسب شبلاق، فإن "95% من مياه قطاع غزة غير صالحة للشرب وفق المعاير الفلسطينية، و100% وفقاً للمعاير الدولية". ولفت إلى أن آبار المياه في قطاع غزة، والبالغ عددها 205 آبار ، تعرضت جميعها لزحف مياه البحر، بما يتجاوز المعاير الدولية "أي أن ما تنتج من مياه غير صالح للشرب". وقال إن "42 محطة تضخ المياه العادمة في البحر باتت لا تعمل إلا لمدة 6 أو 8 ساعات يومياً بسبب أزمة الكهرباء، محذراً من أنه "إذا استمر الحال على ما هو عليه فإن المياه العادمة ستتدفق إلى المنازل، وهذا ينذر بكارثة صحية قريباً إذا لم تنتهي مشكلة الكهرباء". وفي هذا الصدد، نوه إلى أن شبكات ومضخات تصريف مياه الأمطار في القطاع ليست جاهزة لموسم الشتاء ؛ بسبب أزمة الكهرباء ما قد يؤدي إلى غرق أحياء كاملة داخل القطاع نتيجة هطول الأمطار". وناشد شبلاق المؤسسات الدولية وهيئة الأممالمتحدة بضرورة تأمين احتياجات القطاع من الوقود والكهرباء، والضغط على حركتي "حماس" و"فتح" من أجل إنهاء أزمة الوقود وتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة. من جانبه، قال إياد القطماني الناطق الإعلامي باسم سلطة جودة البيئة التابعة للحكومة المقالة في غزة، إن "مشكلة الكهرباء أثرت على جميع مناحي الحياة البيئية والصحية في القطاع، وأدت إلى توقف آبار سحب وتوزيع المياه على المنازل". وشدد القطماني على ضرورة "إيجاد حلول سريعة لأزمة الكهرباء والوقود، وإلا فإن كارثة بيئية وصحية ستضرب غزة في الوقت القريب". وفي السياق ذاته، طالب رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لرفع الحصار بشكل فوري وكامل عن قطاع غزة ؛ لأنه يمثل انتهاكاً فاضحاً لكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية. وقال الشوا: إن 57% من الفلسطينيين في غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي (...) هناك تهديد واضح لحياة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة بسبب الأزمات المتلاحقة التي من أبرزها الكهرباء والوقود". وأعلنت سلطة الطاقة التابعة لحكومة غزة المقالة نهاية الشهر الماضي عن توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل وانقطاع الكهرباء عن معظم مناطق القطاع، بسبب نفاد كميات الوقود المتوفرة لتشغيل المحطة. ويعاني قطاع غزة من أزمة خانقة في انقطاع الكهرباء تقترب من عقدها الأول، منذ قصف طائرات الاحتلال لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة صيف عام 2006، حيث يقطع التيار يوميا لأكثر من 12 ساعة.