بقلم: جهاد الخازن منظمة مراقبة حقوق الانسان أعلنت في تقرير طويل أن اللاجئين الفلسطينيين في العراق يتعرضون للعنف والاضطهاد بشكل متزايد، وقد قتلت جماعات شيعية مسلحة عشرات من اللاجئين الفلسطينيين وطلبت المنظمة من سورية والأردن أن تفتحا ابوابهما للاجئين الفلسطينيين في العراق.
الفلسطينيون بين جيش الاحتلال في بلادهم والمسلحين في العراق، وظلم ذوي القربى في كل بلد، فالحظ السيئ يلاحقهم، ولا حل عندي أو اقتراح. ولكن أرجو أن ينقلب بهم دولاب الحظ، فهو دوار، ليصبحوا في مثل حظ راكب كان الناجي الوحيد أخيراً من طائرة ركاب تحطمت في لكسنغتون بولاية كنتاكي، فقتل 49 راكباً وملاحاً كانوا على متنها ونجا وحده.
لا أعتقد بأن الراكب الناجي كان فلسطينياً.
شعب العراق ليس أفضل حظاً، فالتحرير الأميركي انتهى تدميراً وقتلاً، والعراق يخسر كل شهر أكثر مما خسرت الولاياتالمتحدة في ارهاب 11/9/2001. وكنت سجلت هذه الحقيقة من قبل، وأكررها اليوم لاربطها بالنقطة التالية.
الحكومة العراقية حليفة للولايات المتحدة، والعراق يدمر على رغم وجود 150 ألف جندي أميركي فيه، والحكومة اللبنانية حليفة للادارة الأميركية، أو أن هذه الادارة تؤيدها بقوة، ولكن هذا التأييد لم يمنع إدارة جورج بوش من أن تقاوم وقف اطلاق النار بين اسرائيل و «حزب الله» شهراً، فيما الطائرات الأميركية الصنع تدمر لبنان.
واذا كان هذا ما تصنع الولاياتالمتحدة بحلفائها، فإنني اقدر حكمة هوغو تشافيز في الابتعاد عن جارته الى الشمال.
حليف آخر للولايات المتحدة هو الرئيس حميد كرزاي، والادارة الأميركية تتهم نظامه بالفساد والفشل في حل مشاكل الفقر في افغانستان.
كرزاي رئيس كابول وضواحيها، و «طالبان» عادت لتسيطر على مناطق كبيرة من البلاد، وهناك تحدٍ للرئيس داخل العاصمة نفسها مع ما رأينا من هجمات وعمليات انتحارية في الأيام الأخيرة. وبعد خمس سنوات من ارهاب 11/9/2001 وسقوط «طالبان» التالي، لا يزال الملا عمر طليقاً ومثله اسامة بن لادن الذي كان يفترض أن يؤتى به حياً أو ميتاً، بكلام آخر، ادارة بوش تنقل الى كرزاي فشلها هي.
الرئيس الافغاني مثل آخر على وجوب التزام حذر أكبر في مصادقة الولاياتالمتحدة من معاداتها.
منذ أسابيع وجريدة «واشنطن بوست» الالكترونية تنشر دعاية ازدانت بصورة لرئيس الوزراء توني بلير مع سؤال: هل تكره توني بلير؟ وتحته نعم، أو لا.
لا أكره توني بلير، وربما لا أكره أحداً، ولكن لم يبق عندي احترام كبير لرئيس وزراء بريطانيا بسبب تبعيته لسياسة أميركية تعادي العرب والمسلمين، خصوصاً موقفه الشهر الماضي بمقاومة طلب وقف اطلاق النار في لبنان، وهو موقف أسمعه اللبنانيون رأيهم فيه بوضوح.
مع عدم كرهي توني بلير أجبت بنعم، لأن الدعاية تعد الفائز بتلفزيون «بلازما» كبير. وانتظر الآن أن أجد، اذا كنت ربحت، أو أن حظي «فلسطيني».
لا أكره جورج بوش أيضاً، على رغم أنني اعارض سياسته في الشرق الأوسط قياماً وقعوداً وعلى جانبي، لذلك شعرت بعدم ارتياح أمام فيلم تلفزيوني عنوانه «موت رئيس» يحكي عن اغتيال جورج بوش الابن.
أنصار الفيلم قالوا إنه ليس ضد الرئيس، بل محاولة لمراجعة سياسته الخارجية، وأنصار الرئيس قالوا إنه إهانة لبلدهم، والحقيقة بين الاثنين. وقرأت أن الفيلم بلا ذوق، وهو كذلك إلا أنه ليس أقل ذوقاً من السياسة الخارجية الأميركية.
تقدم الولاياتالمتحدة الى اسرائيل كل سنة ثلاثة بلايين دولار من المساعدات، والرقم الحقيقي أكبر كثيراً. غير اننا لو بقينا مع الرقم المعلن فإنني أرجح أن القارئ لا يعرف أن المساعدات الأميركية الى كل دولة أخرى تدفع بالتقسيط، ومع شرط الشراء من الولاياتالمتحدة، حتى عندما توجد البضاعة نفسها بسعر أرخص في بلد آخر. أما المساعدات الى اسرائيل فتدفع نقداً وفي البداية، ما يعني أن تزيد عليها اسرائيل سعر الفائدة الى حين استعمالها.
ومن ضمن ما سبق تشمل المساعدات الأميركية السنوية الى اسرائيل مساعدة عسكرية بمبلغ 2147 بليون دولار. وقد تعهدت الادارة الأميركية، بعد تدمير لبنان بالاسلحة الأميركية، أن تقدم الى اللبنانيين مساعدات بمبلغ 230 بليون دولار لاعادة التعمير.
ثلاثة بلايين، منها 2147 مليون دولار مساعدة عسكرية كل سنة، في مقابل 230 مليون دولار مرة واحدة للبنان.
عطفاً على ما سبق، قررت الادارة الأميركية أن تساعد الجيش اللبناني بالتدريب والسلاح (بنادق ومسدسات على الارجح) وهذا جميل، إلا انها لا تستطيع أن ترسل الى لبنان مساعدة عسكرية رمزية بثلاثين مليون دولار من دون استئذان اسرائيل، فرئيس مجلس الأمن القومي ستيفن هادلي عرضها على مستشاري أمن زائرين لرئيس الوزراء ايهود اولمرت هما يورام تبريوفيتش وشالوم تورجمان، وتفضل هذان بالسماح لأميركا بارسال مساعدة عسكرية الى لبنان.
اسرائيل ارتكبت جرائم حرب في لبنان، و 90 في المئة من 1400 قتيل لبناني كانوا من المدنيين وغالبيتهم من النساء والأطفال. وقد قررت منظمة مراقبة حقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية ولجنة حقوق الانسان في الأممالمتحدة أن اسرائيل ارتكبت جرائم حرب. وبما انها تعمدت ضرب خزانات النفط في الجيّة ولوثت البحر ونشرت غمامة سامة فوق ثلث لبنان فهي ارتكبت جريمة حرب اخرى.
لا نريد من أميركا مساعدة بقدر ما نريد منها أن تلجم النازي الاسرائيلي عنّا.