دعونا على صفحات "الشعب" منذ عدة أعداد إلى خطة من 14 نقطة، وطالبنا الانقلاب لأول مرة بتحديد موقفه منها، وطالبنا تحالف دعم الشرعية بتحديد موقفه منها، حتى إن البعض اعتبرها مبادرة، ولكنها ليست كذلك؛ إنها خطة وطنية تستهدف التحرر من النفوذ الصهيونى الأمريكى، وإحياء مشروع الوحدة العربية والإسلامية، فإذا كانت الأطراف مخلصة فى ذلك يمكن حل المشكلة الداخلية بسهولة، ومن خلال العودة للشرعية ولمصلحة الجميع (نعيد نشر هذه النقاط فى العدد القادم)، ولكن فى هذه اللحظة نقول إن هذه النقاط التى نشرت فى عدد 22 أكتوبر الماضى تضمنت التالى: رفض تلقى المعونة العسكرية والمدنية الأمريكية – وقف الاعتماد على التسليح الأمريكى واستبدال التسليح الروسى والصينى مكانه مؤقتا حتى إعادة الحياة إلى التصنيع الحربى المصرى – توثيق العلاقات الاسترتيجية مع دول البريكس: (الهند، الصين، روسيا، جنوب إفريقيا، البرازيل). وبالتالى نحن فى حزب الاستقلال لايمكن أن نكون ضد تحسين العلاقات مع روسيا فى المجالات العسكرية وغير العسكرية، ولطالما كنا نحث المخلوع على تنويع العلاقات الدولية حتى يئسنا منه، وأيدنا الرئيس مرسى فى توجهه لدول البريكس، بل لقد عقد فى زيارتيه للصين وروسيا صفقات عسكرية. ولكننا نذكر الانقلابيين وهم تلاميذ المخلوع بأن مصر كانت لها علاقات فى عهده مع الصينوروسياوالهند وغيرها، ولكنها ظلت دون أفق استراتيجى، وظل زمام مصر ليس فى أيدينا ولكن فى يد الحلف الصهيونى الأمريكى. بل كانت هناك صفقات تسليح فى عهد المخلوع مع روسياوالصين وكوريا الشمالية وبعض الدول الأوروبية. فالمسألة ليست مجرد صفقة سلاح مع روسيا احتجاجا على تأخر بعض الأسلحة الأمريكية، هى التى يمكن أن تخلق استراتيجية الاستقلال. بل أمريكا يمكن أن تسمح لبعض عملائها بشراء أسلحة من روسيا أو الصين تحت السيطرة والرقابة، وفى هذا سوابق كثيرة بما فيها مصر كما ذكرنا. كما أن منطق إقامة قاعدة روسية كشرط لصفقات الأسلحة أو كثمن لها أمر مرفوض، ونحن لانروج شائعات يا إعلام الانقلاب ولكن وسائل الإعلام الروسية هى التى تروج قصة القاعدة العسكرية. ولكن الانقلابيين لايزالون يتحدثون عن الشرف بينما فى مصر العديد من القواعد الأمريكية، فستصبح مصر مسخرة العالمين حين تقسم أرضها بين روسياوأمريكا، وتعلن المزاد: من يدفع أكثر. وساعتها سيحدث شىء طريف لامثيل له، حيث ستنسق القواعد الروسية والأمريكية مع بعضها حتى لاتصطدم ببعض، وهذا ممكن لأن القاعدة الروسية ستكون فى المتوسط غالبا، والقواعد البحرية الأمريكية الثلاث موجودة فى البحر الأحمر. بينما سيجمع الانقلابيون "النقطة" من الطرفين بطريقة وزير المالية الذى يفكر الآن فى تحصيل دولار من كل نزيل أجنبى فى فندق. وكما حدث بالفعل من إرسال الإمارات بعض الملابس الداخلية لأطفالنا فى المدارس. ويؤكد ذلك وزير الخارجية الهارب من حرب أكتوبر الذى صرح بأن العلاقات مع روسيا هى إضافة للعلاقات مع أمريكا ولاتنتقص منها ولا من معونتها ولا من أسلحتها. على طريقة تنويع مصادر التسول! هذا ليس مشروع استقلال هذا استباحة لشرف أمة كانت عريقة، وستستعيد نفسها بإذن الله تعالى بعد الخلاص من أمثالكم من مغتصبى السلطة. "الشعب"