قُتل ما يزيد على 20 شخصاً وأُصيب أكثر من 175 آخرين، في ثلاثة تفجيرات متزامنة، باستخدام سيارات مفخخة، هزت مدينة لاهور شرقي باكستان، في وقت مبكر من صباح الاثنين. وأكدت مصادر رسمية باكستانية وعاملون بفرق الإسعاف أن اثنين من تلك التفجيرات استهدفا مبنى وكالة التحقيقات الاتحادية الباكستانية، المكون من ثمانية طوابق، في حوالي التاسعة والنصف صباحاً. ووفق المصادر فإن إحدى السيارتين انفجرت داخل المبنى، الذي يعمل فيه قرابة ألف موظف، فيما انفجرت السيارة الثانية عند المدخل، مما أسفرا عن مقتل 17 شخصاً على الأقل، إضافة إلى منفذي الهجوم. وأظهرت صور الفيديو التي نقلتها وسائل الإعلام المحلية، النيران مشتعلة في عدد من الحافلات أمام المبنى الذي تسبب الانفجاران في تدميره، فيما تعمل فرق الإسعاف والإطفاء على انتشال الجثث وإخماد النيران. يُشار إلى أنه يوجد في محيط المبنى مدرستان، حيث شوهد طلابها يركضون ذعراً في الشوراع المحيطة إثر دوي الانفجارين. و وكالة التحقيقات الاتحادية، هي وكالة وطنية للتحقيقات مشابهة لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI، وتقع في منطقة معززة أمنياً، وهو ما يطرح تساؤلات عن كيفية حدوث الخرق الأمني من قبل انتحاريين. أما التفجير الثالث، الذي نفذّه مهاجم بقيادة حافلة صغيرة مفخخة، فقد استهدف منزلاً تتخذه شركة إعلانات مقراً لها، في منطقة سكنية تعرف باسم موديل تاون وسط لاهور، وأسفر عن مصرع ثلاثة أشخاص على الأقل، إضافة إلى منفذ الهجوم. ورجحت مصادر الشرطة أن يرتفع عدد الضحايا، في وقت لم تتبن فيه أي جماعة مسئولية العمليات الثلاثة. مشرف يتوعد وعلى الفور سارع الرئيس الباكستاني برويز مشرّف ورئيس الحكومة لتصريف الأعمال محمد أمين سومرو إلى إدانة الهجمات. وقال مشرّف إن أعمال الإرهاب لن تثني الحكومة عن عزمها على قتال هذه الجماعات، فيما أكد سومرو على أن السلطات ستسعى بكافة الوسائل لديها إلى القبض على المجرمين ومعاقبتهم. يُذكر أن المدينة كانت قد شهدت مؤخراً وقوع هجوم مزدوج نفذه مهاجمان على أحد المراكز التعليمية التابعة للبحرية الباكستانية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، إضافة إلى منفذي الهجوم، فضلاً عن إصابة نحو عشرين آخرين، أحدهم في حالة خطيرة. وقالت مصادر عسكرية باكستانية إن أفراد الأمن المكلفين بحراسة كلية الحرب البحرية، منعوا المهاجمين من الدخول إلى الكلية الواقعة في شرق مدينة لاهور، مما دفعهما إلى تفجير نفسيهما خارج المبنى. وقد تسبب أحد الانفجارين في حدوث سلسلة تفجيرات متتالية، نجمت عن انفجار عدد من اسطوانات الغاز في مخزن قريب، مما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من السيارات، التي تعمل بالغاز الطبيعي. وذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية، جاويد إقبال شيما، أن أحد المهاجمين اصطدم بسيارته في سيارة أخرى كانت متوقفة أمام المبنى، فيما لم يتضمن البيان العسكري الإشارة إلى استخدام سيارات في الهجوم. وعلى صعيد متصل، من المنتظر أن يبدأ خبراء أمن أمريكيون في وقت لاحق من العام، مهمّة تدريب المسئولين العسكريين الباكستانيين على أساليب مكافحة التمرّد، من أجل مساعدة الجيش على طول الحدود مع أفغانستان في قتال مقاومي القاعدة طالبان، وفقا لما أعلن مسئولون أمريكيون.