أكد الرئيس السوداني عمر البشير على ضرورة عقد قمة دمشق، نظراً للأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة. وأوضح البشير، في مؤتمر صحفي بختام زيارته الإمارات الثلاثاء، أن زيارته تأتي لدفع العلاقات الثنائية بين السودان ودولة الإمارات، مشيراً إلى وجود تطابق برؤى الجانبين حول القضايا الإقليمية، وما يدور في الساحة العربية من أحداث، خاصة في الأراضي الفلسطينية، وفى العراق، والسودان، وفى منطقة الخليج. وتطرق الرئيس السوداني، في مستهل حديثه، إلى اتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب التي تنص على فترة انتقالية مدتها ست سنوات وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية كاملة لمختلف مستويات الحكم منها رئاسة الجمهورية والهيئة البرلمانية القومية وحكومة الجنوب والهيئة التشريعية في الجنوب وكذلك الولايات. وبمقتضى الاتفاقية، سيجرى في نهاية الفترة الانتقالية، استفتاء الجنوب لتقرير حق المصير بالبقاء كجزء من السودان، أو الانفصال بدولة مستقلة. وأكد السودان مشاركته في القمة العربية المقرر عقدها بالعاصمة السورية دمشق نهاية الشهر الحالي، وأشار البشير إلى أن هناك قناعة بأن الظروف الراهنة بحاجة إلى قمة لإزالة كافة الشوائب في العلاقات العربية، ولمواجهة التحديات الماثلة في العراق وفلسطين والصومال والسودان. وأكد الرئيس السوداني على أهمية الدور الأمريكي على الصعيدين السياسي والاقتصادي، نافياً عدم وجود خلافات بين الخرطوم وواشنطن. وأكد وزير الخارجية السوداني دينق آلور، ، وجود مبادرة سودانية لإعادة العلاقات إلى طبيعتها بين السودان والولاياتالمتحدة، مشيراً إلى اجتماعه بمسئولين أمريكيين، على رأسهم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، خلال قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا مؤخراً. وجاء رد آلور على سؤال عما إذا ما كانت عودة العلاقات بين الجانبين تقتضي تقديم السودان لتنازلات بشأن موقفها من أزمة دارفور، قائلاً إنه طالما كانت المبادرة سودانية، فنحن على استعداد للعمل مع الأمريكيين لتطوير خارطة طريق لدارفور. وأضاف قائلاً: الرئيس مستعد.. وهذا ما أخبر به الأمريكيين، إنه على استعداد للتعاون. يُشار إلى أن الرئيس الأمريكي وقع نهاية العام الماضي قانوناً يقضي بمنع الشركات الأمريكية من الاستثمار في أربعة مجالات رئيسية في السودان، على خلفية اتهام حكومة الخرطوم بارتكاب عمليات إبادة جماعية في دارفور. ويقضي القانون الجديد، الذي يأتي ضمن سلسلة من الإجراءات بدأتها إدارة بوش لفرض حصار اقتصادي على السودان، على حكومات الولاياتالأمريكية ومجالس البلديات، بمنع تقديم أية مبالغ حكومية إلى شركات تقوم بتنفيذ مشروعات استثمارية في السودان. وكان الرئيس السوداني قد بحث مع نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الاثنين، مجالات التعاون الاقتصادي بين الجانبين. واستهل البشير زيارته الإمارات بلقاء رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حيث تناول اللقاء مجمل القضايا الثنائية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بالتركيز على القضايا الاقتصادية بين الدولتين.