أكد الرئيس السوداني أن دارفور هي قضية مصطنعة، وأن الإعلام لعب دوراً كبيراً للغاية في تضخيم الأزمة، التي بدأت كمشكلة تقليدية واحتكاكات بين القبائل، سواء بين قبائل رعوية وزراعية، أو قبائل رعوية مع بعضها. وأشار البشير إلى أن التدخلات الخارجية هي التي عطلت تحقيق السلام في الإقليم، الذي أكد أن أكثر من 90 في المائة من مناطقه آمنة تماماً. وذكر البشير أن السودان دولة مستهدفة لأسباب عديدة، منها موقعه الجغرافي كجسر بين أفريقيا العربية المسلمة، وتلك الزنجية المسيحية في جنوب الصحراء. ونفى أن يكون لخلاف دارفور خلفية عرقية، مشيراً أن محاولات تدويل الخلاف ليس سوى تغطية لما أسماه بالجرائم التي تقع في فلسطين والعراق والصومال وأفغانستان. ونحى بلائمة تضخيم الوقائع على وسائل إعلام غربية، مشيراً أن الأرقام الرسمية لضحايا النزاع القائم منذ عام 2003، لم تتجاوز عشرة آلاف قتيل، وأقل من نصف مليون نازح. ولكن تقارير دولية سابقة أشارت إلى مقتل أكثر من 250 ألف شخص، وتشريد قرابة مليونين آخرين، جراء الأزمة التي اندلعت برفع فصائل التمرد السلاح في وجه الخرطوم بدعوى التهميش. وكان البشير قد اتهم خلال لقائه الجالية السودانية بدولة الإمارات الاثنين، البعض بالعمل على الحيلولة دون التوصل لاتفاق لإنهاء الأزمة القائمة في الإقليم الشاسع. اتهامات لأوروبا واتهم السودان أوروبا بالإحجام والتردد عن مساعدة السودان وبلدان أخرى في مواجهة حروبها الأهلية، معتبرا أنها أسهمت في كثير من تلك الحروب. ودعا علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني في افتتاح ملتقى سوداني أوروبي نظم أمس بالخرطوم، أوروبا إلى معالجة أخطائها التاريخية في الدول النامية ومستعمراتها السابقة في أفريقيا ودول العالم الثالث. ولمعالجة علاقة السودان مع القارة الأوروبية، دعا المسئول السوداني إلى إقامة معادلة تنجح في تقريب حوار الحضارات بين الدول وتأسيس علاقات وشراكة دولية مع أوروبا، تقوم على الاحترام المتبادل وإحداث كيانات كبرى عربية وأفريقية أسوة بأوروبا. اعترافات أوروبية وفيما يتعلق بوجهة النظر الأوروبية في هذه المسألة، أقر رئيس مجلس العلاقات السودانية الأوروبية ديفد هويل بوجود مشاكل وصعوبات تعترض العلاقات السودانية الأوروبية. وقال هويل في كلمته التي ألقاها بالملتقى إن هناك ما يشير إلى ارتباط أوروبا وبريطانيا تحديدا بأزمة دارفور باعتبارهما متشاركتين في هذا الموضوع. واعتبر أن ما يواجهه تنفيذ اتفاق السلام الشامل الموقع عام 2005 بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني، أحد أسباب الصعوبات التي تواجهها العلاقات بين السودان وأوروبا. وذكر هويل أن أوروبا اتبعت بطريق الخطأ مع السودان كثيرا من المواقف التي هي مثار جدل، مشيرا بهذا الخصوص إلى قوات الأممالمتحدة في دارفور التي قال إن الولاياتالمتحدة ظلت تضغط بقوة حتى أرغمت الدول الأوروبية على القبول بها. واعتبر أن موضوع المحكمة الجنائية الدولية الذي وافقت عليه الدول الأوروبية، خطأ ناتج عن الضغوط الأمريكية على أوروبا، مشيرا إلى وجود مواقف كثيرة اتبعت فيها أوروبا مواقف أمريكا وهي محل جدل وتساؤل.