رئيس الوزراء يتفقد أعمال تطوير مطار سانت كاترين الدولي وطريق المطار كمين النبي صالح    محافظ الجيزة يتابع سير العمل في المراكز التكنولوجية بمركز ومدينة أطفيح    خامنئي: مصير المنطقة تحدده المقاومة وعلى رأسها حزب الله    وزير التربية اللبناني يعلن تعليق الأنشطة التدريسية في الجامعات لأسبوع    فرمان عاجل من كولر تجاه لاعبي الأهلي بعد خسارة السوبر الإفريقي    ضبط عنصرين إجراميين بحوزتهما أقراص مخدرة تقدر ب10 ملايين جنيه في القاهرة    اعتماد "تربية كفر الشيخ" من هيئة ضمان جودة التعليم    رئيس جامعة عين شمس يشهد رفع وتحية العلم خلال استقبال العام الجامعي 2024-2025    إسرائيل تخترق موجة برج مراقبة مطار بيروت وتحذر طائرة إيرانية    بدء تسكين طلاب جامعة القاهرة بالمدن الجامعية وفق الجداول الزمنية    بعد التتويج بالسوبر الإفريقي.. الزمالك راحة من التدريبات 7 أيام    وزير الشباب والرياضة يفتتح أعمال تطوير الملعب الخماسي بمركز شباب «أحمد عرابى» في الزقازيق    عيار 21 الآن بعد آخر انخفاض.. سعر الذهب اليوم السبت 28-9-2024 بمنتصف تعاملات الصاغة    الأمير أباظة يكشف عن أعضاء لجان تحكيم مسابقات الدورة 40 من مهرجان الإسكندرية    سفير الصومال: إرسال مصر قافلة طبية إلى بلادنا يعكس موقفها الثابت بدعمنا في شتى المجالات    مرض السكري: أسبابه، أنواعه، وعلاجه    لإحياء ذكرى وفاته ال54.. توافد العشرات على ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر    رئيس جهاز السويس الجديدة تبحث مع مستثمري منطقة عتاقة تنفيذ السياج الشجري بطول 7 كيلو    بقيم درجات حرارة أعلى.. الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة خلال الأيام المقبلة (تفاصيل)    وزير الإسكان يتابع استعدادات فصل الشتاء ب5 مدن جديدة    «أمن المنافذ»: ضبط 289 مخالفة مرورية وتنفذ 301 حكمًا قضائيًا خلال 24 ساعة    شهداء وجرحى بقصف إسرائيلي على النصيرات والمغازي    كانت دائما بتراضيني.. آخر ما قاله إسماعيل فرغلي عن زوجته قبل وفاتها    حكيم يشعل المنيا الجديدة باحتفالية ضخمة بمشاركة فريق مسار اجباري (التفاصيل والصور الكاملة)    الثقافة تحتفل باليوم العالمي للسلام مع أطفال الأسمرات بمركز الحضارة والإبداع    في اليوم العالمي للمُسنِّين.. الإفتاء: الإسلام وضعهم في مكانة خاصة وحثَّ على رعايتهم    علي جمعة: سيدنا النبي هو أسوتنا إلى الله وينبغي على المؤمن أن يقوم تجاهه بثلاثة أشياء    بعد واقعة النزلات المعوية.. شيخ الأزهر يوجه ب 10 شاحنات محملة بمياه الشرب النقية لأهل أسوان    الضرائب: إتاحة 62 إتفاقية تجنب إزدواج ضريبى على الموقع الإلكتروني    برلماني: التحول إلى الدعم النقدي يعزز الحماية الاجتماعية ويقلل منافذ الفساد    وكيل صحة البحيرة يزور مركز طب الأسرة بالنجاح| صور    رئيس الوزراء يتفقد المراحل النهائية لعناصر مشروع تطوير موقع التجلي الأعظم فوق أرض السلام    وزير التعليم العالي يتفقد جامعة حلوان ويطمئن على انتظام الدراسة    ضبط 4 متهمين بالحفر والتنقيب عن الآثار في القاهرة    جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترض صاروخا بالستيا جديدا أُطلق من لبنان    الاثنين.. القومي للسينما يعرض فيلم الطير المسافر في نقابة الصحفيين    رانيا فريد شوقي وحورية فرغلي تهنئان الزمالك بحصد السوبر الإفريقي    "عمر كمال ورامي ربيعة الأعلى".. تقييمات لاعبي الأهلي بالأرقام خلال مباراة الزمالك في السوبر الأفريق    «الزراعة»: مصر لديها إمكانيات طبية وبشرية للقضاء على مرض السعار    رئيس هيئة الدواء: أزمة النقص الدوائي تنتهي خلال أسابيع ونتبنى استراتيجية للتسعيرة العادلة    الرئيس الإيراني يدين الهجمات الإسرائيلية على بيروت ويعتبرها "جريمة حرب" آثمة    وزير خارجية الصين يشيد بدور مصر المحوري على الصعيدين الإقليمي والدولي    تشكيل أرسنال المتوقع أمام ليستر سيتي.. تروسارد يقود الهجوم    «الداخلية» تحرر 508 مخالفة «عدم ارتداء الخوذة» وتسحب 1341 رخصة بسبب «الملصق الإلكتروني»    4 نوفمبر المقبل .. وزارة الإسكان تشرح للمواطنين مزايا التصالح على المباني المخالفة    وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديموقراطية    أوستن: لا علم للولايات المتحدة بيما يجري بالضاحية الجنوبية لبيروت    مقتل شخص في مشاجرة بسبب خلافات سابقة بالغربية    سعر الفراخ اليوم السبت 28 سبتمبر 2024.. قيمة الكيلو بعد آخر تحديث ل بورصة الدواجن؟    اليوم.. محاكمة سعد الصغير بتهمة سب وقذف طليقته    أمين الفتوى: حصن نفسك بهذا الأمر ولا تذهب إلى السحرة    مواقف مؤثرة بين إسماعيل فرغلي وزوجته الراحلة.. أبكته على الهواء    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    كولر: لم نستغل الفرص أمام الزمالك.. والخسارة واردة في كرة القدم    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الشعب" تنشر الأسباب الحقيقية لعدم محاكمة يوسف والي على جرائم الإبادة الجماعية (الحلقة الثانية)
نشر في الشعب يوم 02 - 11 - 2013

جريمة إبادة المصريين لا تسقط بالتقادم.. بل هى ما تزال مستمرة وسط صمت الجميع!!
والى "صرح مرتين لسناء السعيد بأنه كان يهوديا ثم أسلم.. ومع ذلك يتهمنا نحن بأننا وراء ترويج ذلك"!!
اتهمه د. حلمى مراد بالخيانة الوطنية.. ودعا إلى "محاكمة شعبية للداعية الإسرائيلى يوسف والى.. المسئول الأول عن خراب مصر الزراعى"
يوسف والى ليس مجرد فرد متآمر.. بل مؤسسة متكاملة لها أصول وفروع وشبكة علاقات متنوعة موجهة لخدمة الصهاينة
نعرض فى هذه الحلقة ملخصا لحملة صحيفة "الشعب" على يوسف والى فى العام الأخير من القرن العشرين.
لقد قاتل حزب "العمل" وجريدته اللوبى اليهودى فى مصر وهو فى ذروة قوته، وقد كان ذلك السبب الرئيسى وراء حبس رئيس تحرير الصحيفة وعدد من المحررين ثم إغلاق الجريدة نهائيا بعد تجميد الحزب فى مايو 2000. ورغم ما قد ثبت من صحة اتهاماتنا إلا أن حزبنا ظل مطاردا قبل وبعد ثورة 25 يناير. ونحن ما نزال نطالب بمحاكمة يوسف والى ومبارك على هذه الجرائم فى حق الشعب المصرى، بدلا من تكريم مبارك وأعوانه ورد الاعتبار لهم فى ظل حكم السيسى الانقلابى، وهو من أخلص أبناء مبارك له.
إن عدم محاكمة مبارك ووالى على جرائم الإبادة الجماعية ليس استهانة بأرواح المصريين فحسب، بل حرصا على عدم التصعيد مع أمريكا وإسرائيل وهما صاحبا المخطط الأصلى فى ضرب الزراعة المصرية، وتوجيه ضربة كيماوية وبيولوجية للشعب المصرى، وهو ما يعنى عدم اتخاذ موقف من استمرار هذه الممارسات ضد الشعب المصرى، التى نؤكد أنها مستمرة حتى هذه اللحظة: التطبيع الزراعى، واستيراد المواد المسرطنة، والبذور المهندسة وراثيا، التى تملأ أسواق سيناء ومدن القناة عن طريق التصدير الرسمى وعن طريق التهريب.
إننا نؤكد أن هذه قضية اليوم وليست قضية من الماضى الذى انتهى، ونحذر من أن استقرار الانقلاب سيعنى العهد الذهبى للتطبيع الزراعى وغير الزراعى. (الشعب)

المسئول الأول عن انتشار شائعة أصله اليهودى
إن حملتنا لم تشر من قريب أو بعيد لحكاية الأصل اليهودى لوالى. والأمر حقيقة لا يشغلنا.. لأن التاريخ يؤكد أن أكثر من خدم اليهود لم يكن يهودى الأصل!!
ومع ذلك فإنه لأمر ما وربما على سبيل الفخر فإن "والى"هو المسئول الأول عن انتشار بل وتأكيد شائعة أصله اليهودى من خلال تصرفاته وأقواله وأفعاله. وكأنه يريد أن يؤكد أصله اليهودى.. أو يترك الشائعة تنتشر.. أو كأنه رأى أنه ليس من اللائق التنصل القطعى من أصله اليهودى لأن اليهودية ليست تهمة!.
إن الأصل اليهودى لسيادته لا يهمنا فى كثير ولا قليل ولم نذكره فى حملتنا الراهنة التى اقتربت من العام.. وسط صمت مخيف من الدولة..
ويبقى كلام يوسف والى.. هو الأهم.. فقد صرح مرتين للزميلة سناء السعيد بأنه كان يهوديا ثم أسلم.. ومع ذلك يتهمنا نحن بأننا وراء ترويج ذلك!!
قالت له: هل أنت يهودى؟! قال لها إن الإسلام يجب ما قبله..
وفى مرة ثانية قالت له هل أنت صهيونى؟! فرد قائلا"الإسلام يجب ما قبله".
وعن اتهامه من قبل د. حلمى مراد بالخيانة الوطنية والتحالف مع إسرائيل قال بالحرف الواحد:
د. حلمى مراد عالم محترم ولكن قد تكون لديه معلومات غير دقيقة.
سناء السعيد: لماذا تلتزم الصمت وأين ردود فعلك؟
يوسف والى: هناك إنسان يدخل فى المشكلة وتكون لديه فلسفة للخروج منها وهذه نظرية عمرو بن العاص. أما معاوية فكان يقول أنا لم أدخل مشكلة قط، وهذه هى النظرية التى أتبناها، وهى تفسر لك السبب فى أننى ألتزم الصمت ولا أرد كما تقولين.
سناء السعيد: ولكن هناك حدا أدنى فى الصبر ألا ينفد صبرك وألا تضايقك الحملات المستمرة عندما تصفك بأنك حليف لإسرائيل؟
يوسف والى: لا تضايقنى أية حملات. ولا أرد على أحد وليقل من شاء ما يشاء، فكله يدرج فى اللعبة الحزبية. ولكن عن نفسى لا أدخل فى عملية الفعل ورد الفعل.
سناء السعيد: بلغ الهجوم حدا لاذعا إلى درجة وصفك بالصهيونى؟
يوسف والى: هنا أقول زودوها حبتين.. ومع ذلك أقول"إن الإسلام يجب ما قبله"! (علامة التعجب لسناء السعيد).. نشر هذا الحديث بمجلة المصور بتاريخ28/5/1993.

الثقافة الإسلامية العجيبة عن عمرو ومعاوية
وإذا نحينا جانبا هذه الثقافة الإسلامية العجيبة عن عمرو بن العاص الذى لديه فلسفة حل المشكلة.. ومعاوية الذى لا يدخل فى المشكلة أصلا!! فإن أهم ما يلفت الانتباه.. هو قوله"إن الإسلام يجب ما قبله".. رغم أن السؤال يتعلق بالصهيونية (وهى مذهب سياسى عنصرى لا يعتنقه كل اليهود.. وكان وراء تأسيس الكيان الصهيونى).. ولم يكن السؤال يتعلق باليهودية كدين.. الذى ينطبق عليه الرد (الإسلام يجب ما قبله)..
وهكذا فإن يوسف والى قال صراحة: نعم أنا صهيونى.

رواية الثقاة عن سلوكيات والى
من حق كل المواطنين أن ينزعجوا من سلوكيات يوسف والى.. على هذه الخلفية.. عندما لا يجدون ما يشغله إلا الترويج لتكنولوجيا إسرائيل.. وعظمة إسرائيل.. حتى لو أدى ذلك للإضرار بالمصلحة الوطنية.. وهنا نطرح روايتان لشخصين من الثقات:
1) الرواية الأولى: تتعلق بزيارة عارضة قام بها واحد من كبار الصحفيين لمكتب يوسف والى.. وأثناء تواجده بالمكتب.. دخل أحد العاملين بالوزارة متقدما بالتماس ليوسف والى.. للحصول على ثمن تذكرة طيران لحضور دورة تدريبية فى أحد البلدان الغربية.. لأن دخله لا يسمح له بشراء التذكرة.. وبدون مناسبة تحول د. والى لإقناعه بضرورة السفر لإسرائيل حيث لن يتكبد أى مصاريف.. وسيستفيد أكثر علميا وماديا.. وهنا حاول الموظف المسكين أن يتهرب من هذا العرض المفاجئ.. إلا أن الوزير بكل ثقله ظل يقنعه بهذا الأمر لمدة طويلة ربما 15 أو20 دقيقة.. دون أن يهتم بمشاهدة الضيف لهذا الحوار العجيب.. وعلى الرغم من أن الضيف صحفى.. واستمر يوسف والى فى ضغطه على مرءوسه المسكين حتى اضطر للموافقة.
2) أما الرواية الثانية: فهى على لسان صحفى مخضرم آخر.. بدأ فى حديثه معنا معترضا على حملة"الشعب"على أن والى ينفذ سياسة الدولة.. ولكنه عاد وأقر فى نهاية الحوار.. بأن والى يتعامل مع اليهود بحب وود واضحين.

د. مراد: ما يحدث خيانة عظمى
إن د. والى أقدم نائب لرئيس الوزراء.. وأمين عام الحزب الحاكم.. ووزير الزراعة منذ عام1982 (أى منذ17عاما!!)..وكل هذه المناصب الخطيرة لا يمكن أن يستمر فيها.. وهو محاط بكل هذا القدر من الشبهات.
وكان د. محمد حلمى مراد.. رحمه الله عليه.. قد وصف أعمال وتصريحات د. والى بأنها" خيانة وطنية".. ودعا فى22/2/1994على صفحات جريدة"الشعب"إلى"محاكمة شعبية للداعية الإسرائيلى يوسف والى..المسئول الأول عن خراب مصر الزراعى".
وفى مقالين آخرين اعتبر د.حلمى مراد أن ترويج د. يوسف والى لمشروع الشرق أوسطية تمكينا لإسرائيل فى تحقيق حلمها الصهيونى التوسعى يشكل جريمة"خيانة عظمى"..
وها هى السنون تمر.. ويرحل عنا المجاهد الحر، ورجل المواقف الصعبة الذى كان قلمه سيفا بتاراً على أعناق الفساد والمفسدين فى عهدى السادات ثم المخلوع د. حلمى مراد عن عالمنا.. بينما "والى" لا يزال يتمتع بكافة المزايا التى منحها له سيده مبارك باعتباره تلميذه وشريكه فى منظومة الفساد التى أصبحت سمة عصره ليستقبل بحفاوة بالغة عند أصدقائه الصهاينة والأمريكان وليشرب الفلاح المصرى المسكين من ماء البحر لو وجده.
الإنسان المصرى يأكل ليموت
منذ بداية الحياة، كان الإنسان المصرى يأكل ليعيش، ومنذ تولى يوسف والى لوزارة الزراعة، صار الإنسان المصرى يأكل ليموت، ويموت بعد أن يتعذب بأفظع الأمراض مثل السرطان والفشل الكلوى وأمراض الكبد التى تسببت فيها المبيدات المسرطنة التى تولى والى زرعها فى أرض وماء وهواء المحروسة، فحول مصر إلى مستعمرة أمراض. والأفظع أنه غير الخريطة الجينية لتربتها وحبوبها وثمارها. وهى أكبر جريمة يمكن أن تواجه مصر على المدى البعيد.

الصفقات المشبوهة التى دمرت الزراعة
إن كل المفاسد والابتلاءات الشريرة التى تعانى منها مصر الآن يجسدها يوسف والى باعتباره رجل المهام الصعبة والصفقات المشبوهة التى دمرت الزراعة المصرية وجعلت الفلاح المصرى جائعا مهانا يسكنه الفقر والمرض ويحاصره الجوع وينتهى به المصير إلى السجون لأنه عجز عن دفع الإيجار أو دفع ثمن الأسمدة المسرطنة والتى أصابته ومعه أسرته بالفشل الكلوى والفيروسات ليوصم هذه الحقبة بأنها كانت عصر الخراب بعد أن باع الفلاح المطحون الأرض والضرع ليقضى سنواته يئن ويستغيث ولامجيب.

الاختراق الصهيونى الأمريكى
وإذا كان الاختراق الصهيونى الأمريكى لمؤسسات الدولة والمجتمع هو أخطر ما نعايشه الآن، فإن يوسف والى يجسد هذا الاختراق على النحو الأمثل.. وإذا كان هذا الاختراق يفرض سياسات تفضى فى حدها الأدنى إلى تخريب الإنتاج ونشر البطالة والفساد والفقر، فإن هذه السياسات تحقق فى حدها الأعلى قتل المصريين قتلا بطيئا، من خلال نشر الأمراض الفتاكة خفية وبخفة يد.. إنها مخططات شيطانية رهيبة، ويوسف والى يجسد هذه المخططات وينفذها.
إلا أن يوسف والى ليس مجرد فرد متآمر.. إنه مؤسسة متكاملة لها فروع وشبكة علاقات متنوعة.

دولة داخل الدولة
هل هو يجافى الحقيقة حينما يقول إنه ينفذ سياسة الدولة مع أنه كان دولة فوق الدولة، ولذا فإن تنحيته ستمثل فى التاريخ حدثا يشبه فى مغزاه ونتائجه تأميم قناة السويس!
لقد كانت القناة (مثل مؤسسة والى) دولة داخل الدولة، وكانت تجسد سيطرة الأجانب على مقدراتنا، ولذا كانت سيطرة الدولة المصرية على القناة شرطا ضروريا لتحقيق الاستقلال والنهضة.. والأمر نفسه يقال اليوم عن مؤسسة يوسف والى، فتصفية الدولة المصرية لهذه المؤسسة الصهيونية شرط ضرورى لتأكيد الاستقلال والسيادة. ونعلم أن الدول الاستعمارية استخدمت أقصى درجات القمع والقوة ردا على تأميم القناة، وأحسب أن الحلف الصهيونى الأمريكى سيفعل بدوره أقصى ما يستطيع ردا على تنحية يوسف والى.

شرفاء الزراعة يكشفون المخطط
على مدار سنوات عديدة لم نكن نعبث حينما حذرنا من جرائم "والى"وأفعاله فى حق الوطن.. وها هى الأيام تكشف صحة كل حرف كتبناه.. فهل يمكن لهذا الوضع أن يستمر؟! إنه أمر لا يمكن لأى عاقل تقبله.
إن اللعبة التى يستند إليها "والى"دائما.. هى ادعاؤه أنه ينفذ سياسة الدولة الرسمية.. ونحن نتساءل.. بالنسبة لشركة الكومبيوتر الإسرائيلية بالتحديد: هل أخذ د. والى موافقة مجلس الوزراء؟! هل أخذ رأى الجهات السيادية والمسئولة عن الأمن القومى؟! نشك فى ذلك، لأنه لم يصدر بيان رسمى حتى هذه اللحظة..فإن شبهة التجسس تحيط بالدكتور والى!! وشبهة الضعف والعجز وازدواجية السلطة.. تحيط بالنظام السياسى ككل
ويقول الرأى العام فى الشارع المصرى إن د. والى مفروض على النظام.. ولكن إلى متى يقبل الرأى العام هذا التفسير المؤلم.. خاصة بعد كل ما نشر؟!

تخريب المحاصيل الحقلية
أما ما يتعلق بالتخريب الزراعى.. حقا فقد أشرنا إليها من قبل كثيرا.. إلا أنها هذه المرة على لسان الرجل الثانى فى وزارة الزراعة.. وعلى رأسها تخريب المحاصيل الحقلية (القطن-القمح-الذرة).. تنفيذا لتوجيهات أمريكية.. وواصلنا متابعة الجريمة على صفحات جريدة"الشعب"..وتتمحور حول تدمير مؤسسة القطن.. باعتباره العمود الفقرى للاستقلال الاقتصادى المصرى.. تدمير مؤسسة القطن فى مختلف مراحله (زراعة-صناعة- تجارة خارجية).. والأرقام الواردة فى دراسة د. محمد عباس دامغة فى هذا المجال.. وتكشف الأكاذيب الإحصائية.. التى ينشرها"والى"فى كل الصحف الرسمية.. فى صورة إعلانات مدفوعة الأجر.. وتأخذ شكل الملاحق المنتظمة.. وهو الأمر الذى لا تقوم به أى وزارة أخرى فى مصر بهذا الحجم.. وهو تبديد للمال العام.. وفيما يضر الصالح العام.

تدمير المحاصيل الاستراتيجية
والتخريب يأخذ شكل تقليص الزراعات الاستراتيجية (القمح-الذرة-القطن) لصالح أنواع من الفاكهة والخضروات (بتقاوى إسرائيلية) وتفيض عن حاجة السوق.. ورديئة الصنف وغير صالحة للتصدير!!
وفى هذا المجال يقول د. محمد عباس حقائق مذهلة على سبيل المثال:
• صادرات مصر الزراعية لا تصل إلى مليون طن من جميع المنتجات وتستورد فى المقابل 12مليون طن (أى نجاح إذن يتحدث عنه"والى"بعد 17سنه).
• مصر هى المستورد الأول للقمح فى العالم!! حيث تستورد ربع إنتاج الولايات المتحدة.. وتسبق فى ذلك اليابان، وسكانها ضعف سكان مصر ولا تتوافر بها أراض زراعية، وتسبق بلاد كثيفة السكان أيضا كإندونيسيا!!
باكستان (ضعف سكان مصر) اكتفت من الأرز وتصدره.. فى ظل عجز مصر عن التصدير.
• ويمتد التخريب إلى التقاوى والمبيدات المشبوهة المصرية) وأضرت بالثروة السمكية وسممت البحيرات! فهل أخذ د. والى موافقة مجلس الوزراء والقيادة السياسية على هذا التخريب الواردة من إسرائيل.. التى أضرت الأرض الزراعية (وتسببت فى رفض أوروبا للبطاطس ؟ وهل وافقت القيادة السياسية على المحو الوراثى للسلالات المصرية الأصلية من الأقطان فائقة الطول؟ وهل وافقت على سرقة الأقطان المصرية لزراعتها فى أمريكا وإسرائيل ثم طرد مصر من أسواق القطن العالمية وطردها من اللجنة الاستشارية الدولية للقطن؟!
• كل واقعة من الوقائع السابقة كافية وحدها لمحاكمة يوسف والى أو طرده من الوزارة، ولكنه باق.. باق.. ولتشرب الأمة بأسرها من البحر!
. المشروعات القومية الكبرى!
ويفك لنا د. محمد عباس -وكيل أول وزارة الزراعة- طلاسم المشروعات القومية الكبرى وعلى رأسها مشروع توشكى.. لنجد أصابع والى تفك لنا كثيرا من الألغاز.. وتؤكد كل حرف كتبناه ضد هذا المشروع.
• ففى البداية (الثمانينيات) تبنى "والى" سياسة نابعة من تقارير أمريكية ضد التوسع الأفقى واستصلاح الأراضى.. وركز على حكاية (الصوب والبيوت الزجاجية).. وبعيدا عن المحاصيل الإستراتيجية.
• عندما ضغطت القيادة السياسية على ضرورة التوسع الأفقى. اتجه"والى"إلى أسوأ المواقع.. وعندما اعترضنا على مشروع توشكى والتى كتبناها عام1995.. لم نكن نعرف أن دراسة د. محمد عباس تتضمن نفس وجهة نظرنا.. حيث يقول بالحرف الواحد: "إن االتوسع فى استصلاح الأراضى فى أطراف الصحراء وفى المنطق البعيدة مثل الوادى الجديد وشرق العوينات سوف يخلق زراعة عالية التكلفة منخفضة العائد، كما سيخلق مجتمعات تحتاج إلى مياه شرب والصناعة والرى بكميات كبيرة أعلى من الكميات المخطط لها وذلك لطبيعة التربة وارتفاع حرارتها وحرارة الجو والتغيرات غير الملائمة للمناخ، كل ذلك سوف يؤدى مستقبلا إلى التنافس على المياه باستخداماتها الثلاثة: الآدمية والزراعية والصناعية، وقد يؤدى ذلك إلى صراع داخلى على المياه بين شمال البلاد وجنوبها إلى جانب أن نوعية الإنتاج بهذه المناطق ليست هى المحاصيل الاستراتيجية التى يريدها المجتمع، وبذلك فإننا ننتقل مع مرور الأيام من الزراعة المنتجة المستمرة فى الدلتا والوادى إلى زراعة منخفضة الإنتاجية غير مستمرة خارج الدلتا والوادى، الأمر الذى يشكل خطورة قومية ومسئولية تاريخية وسياسية أمام الأجيال القادمة".
ويشير تقرير "الشعب" إلى أن "والى" هو صاحب اختيار مكان توشكى.. وهو الذى كان وراء توجيه ترعة السلام إلى شمال سينا بدلا من وسطها حيث التربة الأجود!! وهذه واضحة، لأن شمال سيناء هو الطريق المؤدى إلى إسرائيل، إن لم يكن اليوم فغدا. كما يحذر د. محمد عباس من نوعية المياه المتجهة لترعة السلام حيث تتضمن مياه صرف ملوثه.

ترعة سيناء.. والدور المشبوه
وإذا كان توجيه الترعة إلى شمال سيناء واضحا فى مغزاه السياسى التخريبى، فإن توجيه الأنظار إلى منطقة توشكى لا يبدو بنفس الوضوح.. إلا إذا كان المقصود توجيه العمران الجديد إلى أقصى الأماكن بعدا عن الكيان الصهيونى.. وكذلك الاستمرار فى حكاية زراعة الكانتلوب وما أشبه بدلا من المحاصيل الاستراتيجية، ويشير كثير من العلماء إلى أن البدائل الأفضل فى التوسع الأفقى هى فى الساحل الشمالى والدلتا ووسط سيناء والصعيد.. (كما ذكرنا) وليس فى أبعد نقطه صحراوية!!

الخطيئة الكبرى
ألسنا إذن أمام عملية تخريبية كبرى.. توجه طاقات البلاد إلى المكان الأسوأ.. بدلا من توجيهها فى الاتجاه الصحيح؟ وهل تسمح إمكانيات البلاد بترف الوقوع فى هذه الخطيئة الكبرى؟! وإذا كان بإمكاننا أن نوفر 5.5مليارم3 من المياه لماذا لا نوجهها إلى سيناء.. التى إذا تم استيطانها بعدة ملايين.. نكون قد أمناها استراتيجيا من مخاطر الغزو الإسرائيلى تأمينا كاملا.. لأن إسرائيل غير قادرة على احتلال منطقة يسكنها من3-5ملايين إنسان.. وقد كانت سيناء معرضة سابقا للسلب.. وعدة مرات.. لأنها منطقه شبه خالية من السكان.. أو بمعنى أصح ذات كثافة سكانية ضئيلة.

الصهاينة والأمريكان
عداوة الصهاينة لنا لا يقتصر برهانها على ما تعلمناه فى القرآن، فكل خبرتنا المعاصرة تؤكد فعلا عمق العداء، وتثبت نيتهم على قتلنا جملة كلما استطاعوا.. هل نحتاج إلى التذكير بدير ياسين، أو بصبرا وشاتيلا، أو بمذابح الأسرى المصريين فى سيناء؟ ثم لماذا راكموا أسلحة الدمار الشامل نووية وبيولوجية وكيميائية؟ إنهم لن يترددوا فى استخدامها إذا قدروا أنهم سيفلتون من الرد والعقاب.

د. محمد عباس وكيل وزارة الزراعة يرد على والى:
- صادرات مصر الزراعية لا تصل إلى مليون طن من جميع المنتجات وتستورد فى المقابل 12مليون طن.. فعن أى نجاح تتحدث عنه؟
- مصر المستورد الأول للقمح فى العالم حيث تستورد ربع إنتاج أمريكا.. وتسبق اليابان وإندونسيا وباكستان
- التقاوى والمبيدات المشبوهة أضرت بالثروة السمكية وسممت البحيرات.. فهل أخذ د. والى موافقة مجلس الوزراء والقيادة السياسية على التخريب الواردة من إسرائيل؟
- "والى" صاحب مشروع توشكى.. وهو الذى حول ترعة السلام إلى شمال سينا بدلا من وسطها للوصول إلى إسرائيل
- فى توشكى تبنى تقارير أمريكية ضد التوسع الأفقى واستصلاح الأراضى.. وركز على (الصوب والبيوت الزجاجية).. ليدمر المحاصيل الاستراتيجية
- زيادة الاعتماد على محاصيل جديدة تملك إسرائيل وحدها أسرارها لتظل محتكرة التفوق فى إنتاجها
الشبكة الصهيونية تلعب دورا كبيرا فى نشر أخطر أنواع المخدرات لتدمير شبابنا.. فلماذا لا نتوقع أن تلعب دورا مشابها من خلال التفاح والطماطم؟
منتجات الهندسة الوراثية تصدرها إسرائيل لنا بهدف القتل الجماعى والدمار الصحى والاعتماد عليها فى المواجهات العسكرية
تشويه هيكل الإنتاج الزراعى.. وتصفية الاقتصاد المصرى واستخدام مدخلات إسرائيلية تحرق الأرض من أصلها وتقتل البشر
الهندسة الوراثية.. القتل الجماعى والدمار الصحى
فى ضوء الإشارات السابقة، أرجوا ألا يندهش الطيبون منا إذا سمعوا منا أن أصنافا إجرامية معينة من منتجات الهندسة الوراثية ستصدر إلينا عن قصد بهدف القتل الجماعى والدمار الصحى، بل أضيف أن هذا الأسلوب هو الآن أهم أدواتهم فى المواجهة العسكرية.
إن إسرائيل تركز فعلا على أبحاث الهندسة الوراثية أكثر من أى دولة أخرى صناعية باستثناء الولايات المتحدة، ومؤكد أنها تحصل من الولايات المتحدة على أحدث الأسرار فى هذا المجال (بالتعاون الرسمى أو التجسس) فلماذا هذا التركيز؟ هل هو لأهداف اقتصادية تكنولوجية؟

الصهيونية.. والهندسة الوراثية
إن إسرائيل لا تركز أبدا فى مجالات بحثها وصناعتها على الجدوى الاقتصادية فى المقام الأول، فالأولوية عندها للجدوى الاستراتيجية العسكرية، لقد كان تركيزها على الأبحاث النووية يصدر عن هذه الأولوية الاستراتيجية، وكذلك كان تركيزها على أبحاث الاتصالات والإلكترونيات موجها فى الأساس لخدمة التفوق العسكرى المستهدف، فلماذا يكون تركيزها الملحوظ على الهندسة الوراثية بعيدا عن هذا المنطق؟
ولم نذهب بعيدا؟ أليس ثابتا أن الشبكة الصهيونية تلعب دورا كبيرا فى نشر أخطر أنواع المخدرات لتدمير شبابنا؟ فلماذا لا نتوقع أن تلعب الشبكة دورا مشابها من خلال التفاح والطماطم وما أشبه؟أليس هذا أكثر قدرة على الانتشار بين جمهور أوسع وبطريقة"أنظف"، خاصة إذا كان هناك من يفتح الأبواب أمامهم بطريقة قانونية؟!
والطريف بالمناسبة أن يطلب منا مثلما طلب من الصين (عام1839) أن نزيل العقبات من طريق الواردات القاتلة باسم حرية التجارة

التكنولوجيا العالية للقتل الجماعى فى العراق
ولتقريب الصورة أشير أيضا إلى ما جرى فى العراق. دعك من حكاية التجويع المعروفة، فإننى أشير هنا إلى استخدام الأعداء التكنولوجيا العالية من أجل القتل الجماعى المقصود، معتمدين على احتكارهم لأسرار هذه التكنولوجيا العالية، بحيث يتعذر علينا كشف الجريمة.. نحن لا نعلم بعد شيئا عن استخدام الهندسة الوراثية فى قتل الشعب العراقى، ولكن أصبح معروفا الآن استخدام الولايات المتحدة "اليورانيوم المستنفد" UD فقد استخدمت هذه المادة فى القذائف المواجهة للمدرعات العراقية أثناء حرب الخليج، وثابت الآن أن استخدام هذه المادة يطلق إشعاعات قاتلة تلوث مناطق القتال وما حولها لسنوات طويلة، فتسبب أمراضا مهلكة لأهل العراق..

كارثة تدمير التفوق المصرى فى القطن
إننا نسعى هنا لتقديم خلاصة مركزة لما طرحته "الشعب" (وما كتبه غيرنا) ضد سياسات والى، والتى تصاعدت فى ضوئها اتهاماتنا له، والمسابقة المقترحة هى أن يقدم لنا القراء (إن استطاعوا) صفات بديلة تغاير ما وصفنا والى به.
1) لقد أحدث والى تغييرا جذريا فى استراتيجية الزراعة المصرية، فقلل الاعتماد على المحاصيل التقليدية التى تناسب ظروفنا وتعاظم أمننا الغذائى، والتى نعرف كل أسرارها ونتقن أساليب التفوق فيها.
2) وفى المقابل زاد الاعتماد على محاصيل جديدة تملك إسرائيل وحدها أسرارها، ولا يمكن أن تطلعنا عليها، لتظل محتكرة للتفوق فى إنتاجها. ويهمنى بشكل خاص فى هذا التوجه الاستراتيجى الجديد، كارثة تدمير التفوق المصرى فى القطن. هذا عندى أخطر من التقصير الشديد فى تنمية السلع الغذائية الرئيسية. لقد دمر والى إنتاج القطن عاما بعد عام، واستخدم كل المسببات والحوافز التى تؤدى إلى فرار المزارعين من زراعته، وقد شمل ذلك أحيانا استخدام مبيدات إسرائيلية خائبة. فهل كان تراجع القطن المصرى فى المساحة والإنتاجية وفى الأصناف المنتجة، وهل كان التدهور المذهل فى صادراتنا القطنية، هل كان كل هذا أهدافا إستراتيجية للدولة المصرية فى قطاع الزراعة؟ إن الاستراتيجية المنشورة لقطاع الزراعة لم يكن فيها أبدا هدف تدمير القطن المصرى، وإذا كان التدمير قد حدث فعلا فهذا يعنى احتمالا من اثنين:إما أن والى قد فشل تماما فى تحقيق الأهداف الاستراتيجية التى قد كلفته الدولة بها.. هذا إن أحسنا الظن، وحتى مع أحسان الظن فإن هذا الفشل فى المحافظة على ثروة مصر الأولى (ولا أقول تطويرها) يكفى لإدانته وتنحيته.
3) أما الاحتمال الثانى فهو أن يكون والى قد نفذ (دون أن يعلن صراحة) استراتيجية خاصة به من أجل التدمير المتعمد لمحصول تميزنا الأول فى قطاع الزراعة. وإذا كانت كارثة القطن هى الأعظم فى التاريخ الحديث للاقتصاد المصرى، فإنها طبعا لا تعد الكارثة الوحيدة فى قطاع الزراعة، فقد شملت الكوارث بدرجات مختلفة محاصيل أخرى، نباتية وحيوانية، وقد أثبتنا هذا فى مناسبات أخرى. لقد وصفنا هذه النتائج بأنها خراب ودمار لاقتصادنا الزراعى، ووصفنا صاحب هذه النتائج بأنه مخرب ومدمر، والمسابقة هى أن يتفضل القراء بإرسال مقترحات تصف ما جرى على غير ما فعلنا، بحيث تكون أقل حدة مع التزام الحق والصدق..

الفراولة المصنعة والكانتالوب تحتكرها إسرائيل
4) ثم ماذا إن ثبت أن والى حقق" إنجازاته" فى تغيير الهيكل المحصولى تنفيذا لمخطط صهيونى أمريكى؟ ماذا إذا ثبت أنه لم يدخل زراعات الفراولة المصنعة والكانتالوب وما أشبه (التى تحتكر إسرائيل مفاتيح التفوق والسبق فيها). ماذا إذا ثبت أنه لم يتبع التوجيهات الإسرائيلية فى هذا الشأن وحسب، ولكنه نفذ أيضا التوجيهات الخارجية التى دمرت القطن المصرى؟ لقد خلع القطن المصرى عن عرشه فى الأسواق العالمية، لكى تحتله فى نفس الفترة إسرائيل! هل كل هذا مصادفة؟
5) لقد كشفنا عن معالم المخطط الصهيونى الأمريكى لتدمير القطن المصرى منذ عشرين عاما، ثم توالت مع دخول المخطط فى التنفيذ على يد والى.
6) إذا كانت سياسات والى فى البداية أخطاء جسيمة ولم تكن إتباعا للمخطط الخارجى التخريبى، فكيف نفسر إصراره على مواصلة التدمير، وعلى تجاهل كل ما قلناه وقاله الخبراء؟ لقد دفعنا هذا الموقف إلى أن نقول إن والى ليس مجرد مدمر للاقتصاد الزراعى، ولكن تحيطه شبهات التواطؤ مع الإسرائيليين.. فهل هذا كثير؟ وهل هذا سب أم هو اتهام وتحذير؟ إن كل من يجد توصيفا اصدق وأدق سيستحق جائزة!
7) لاحظنا أن الأمر تجاوز تشويه هيكل الإنتاج الزراعى، وتجاوز تصفية القطاع الحاكم فى الاقتصاد المصرى (القطن)، فقد وصل الأمر (وبشهادة الشهود من خبراء ومزارعين) على حد استخدام مدخلات إسرائيلية تحرق الأرض من أصلها وتقتل البشر (ودعك من المواشى والزروع) فبماذا نسمى هذا الكلام؟ إن هذه الأمور الخطيرة جدا ثابتة ونشرت فى كل الصحف، فماذا فعل يوسف والى؟ إنه كالعادة لم يعلق.

البذور والأسمدة والمبيدات والأبقار الإسرائيلية على مائدة الفلاح المصري
وفى الحقيقة لم نكن نطلب منه تصريحات نافية، كنا نتوقع أن تجرى تحقيقات جادة داخل الوزارة من أجل تقييم نتائج التعامل مع إسرائيل فى المجالات التى نتحدث عنها،ولكن لم يحدث أن تشكلت لجنه علمية محايدة واحدة للبحث فى هذه الأمور، وبالتالى استمر دخول المدخلات القاتلة، بل تزايد.. تزايد استخدام البذور الإسرائيلية، والأسمدة الإسرائيلية، والمبيدات الإسرائيلية والأبقار الإسرائيلية، وازداد عدد الخبراء المنتشرين فى كل أنحاء القطر.. ومع هذا تزايدت أيضا الإصابات بالسرطان والسل والفشل الكلوى بشكل ظاهر ومفضوح الأسباب. كيف نعقل هذا؟ وكيف نفسره؟
لقد قلنا إن هذه التصرفات ترقى إلى تهمة القتل العمد للمواطنين، وقلنا أن شبهات الخيانة الوطنية أصبحت قوية.. فهل نكون بهذا قد تجاوزنا؟ نقبل أن يقال ذلك، ولكن نطلب من صاحب هذا الرأى أن ينصحنا ويرسل إلينا اقتراحه بالتوصيف الأصح والأدق وله الجائزة الموعودة!
**********
نستورد 60% من القمح
لقد اختلفنا مع والى فى سياساته الزراعية جذريا منذ تولى مسئولية هذا القطاع المنكوب.. ودون استطراد أذكر بأننا عارضنا سياسات والى التى جعلتنا نستورد 60% من القمح الذى نحتاجه (دون أسباب طبيعية أو اقتصادية تبرر ذلك)، وهذه الحال جعل مصر أول دول العالم استيراد لهذه السلعة الاستراتيجية، وأصبح هذا تهديدا خطيرا لأمننا القومى.. ومن ناحية أخرى،فإن سياسة والى قوضت محصول القطن الذى هو الأساس لاقتصادنا القومى. فى عام1961كانت المساحة المزروعة قطنا2.2مليون فدان، وفى ظل والى تم خفض هذه المساحة بشكل مدبر عاما بعد عام حتى أصبحت المساحة630ألف فدان.. وهذه بكل المقاييس كارثة.
ورغم كل ما تقدم، بوسعنا أن أضم سياسة والى إلى سياسة حكومته فى باقى القطاعات، فكلها كانت تخضع بدرجة أو أخرى لتوجيهات الحلف الصهيونى الأمريكى.. وكلها كانت تحدث بالتأكيد خرابا كبيرا.

جرائمه تجاوزت أى خلاف سياسى
رغم فداحة الكوارث فى قطاع الزراعة، كان بوسعنا أن نقول إن خلافنا مع والى يظل فى إطار الخلاف العام مع الحكومة.. وكذلك كان بوسع والى أن يقول صراحة أو همسا إن تعاونه مع الحلف الصهيونى الأمريكى هو جزء من سياسة الدولة. صحيح أنه تجاوز فى هذا التعاون كل الخطوط الحمر، فى شبكات المعلومات، وفى عدد البعثات المتبادلة، وفى فتح كل الأبواب أمام جواسيسهم.
ولكن كل هذه الانحرافات الخطيرة المفروضة تظل كلاما فى السياسة، ولذا فإن ما طرحته"الشعب"لم يعد خلافنا مع والى حول أولويات الإنتاج (القمح مثلا أم الفراولة)، ولم تعد مسألة خلاف حول تسعير المحاصيل وتسويقها، ولم تعد حتى حول درجة التعاون مع الخبراء الصهاينة، فحملة"الشعب"لم تثبت أن تعاون والى مع الصهاينة لم يكن غير اقتصاديا وتكنولوجيا وحسب، ولم يكن خائبا فى زيادة المحاصيل الأساسية فحسب، فقد ثبت أن التعاون كان يستهدف إصابة المواطنين أنفسهم (وقبل المحاصيل) بأمراض مهلكة! وحين يصل الأمر إلى هذا الحد نكون قد دخلنا-كما قلت-فى دائرة اتهام لوالى تختلف تماما عما كنا نقوله فى السابق.

1) حين نقرأ أن استخدام المركبات الفوسفورية والكلوريد فى الزراعة، يمثل خطورة بالغة على حياة العاملين فى الحقول، ومنهم الأطفال، وحين نقرأ أن هذه المبيدات المحرمة قد استخدمت فعلا على محصول القطن عام 1998 على نطاق واسع.. فماذا نسمى هذا الكلام؟!
2) وحين نقرأ أن هناك إجماعا بين علمائنا على أن وباء الحمى القلاعية ورد إلينا عبر قطعان الماشية التى تسربت إلى مصر من إسرائيل، فماذا نسمى هذا الكلام؟!
3) وحين نقرأ أن الموساد يحقن حيوانات برية بالأمراض ويطلقها فى سيناء، فماذا نسمى هذا الكلام؟!
4) وحين نقرأ أنه ظهرت حالات الريفت فالى منذ 1993، ومع الظهور المفاجئ لهذه الحالات أفتى الخبراء الإسرائيليون باستخدام أمصال حية لمقاومته، بدلا من الأمصال الميتة،وهذا أدى إلى انتشار الإصابة بشكل واسع.. وحين نقرأ هذا الكلام ماذا نسميه؟! وللعلم فإن الريفت فالى يصيب الإنسان والحيوان، وهو يسبب تهجينا مؤذيا فى العيون يهدد بفقدان البصر، وهو يسبب الغثيان والدوخة، بل ويجهض النساء الحوامل.. كيف يعقل هذا؟ وماذا نسميه؟!
5) وحين نقرأ أن" نصائح"الخبراء الإسرائيليين أدت إلى تفشى وباء فيروس الجلد العقدى بحيث لم نفلح حتى الآن فى القضاء عليه، وهو ما أدى إلى نفوق أكثر من 200 ألف بقرة وجاموسة.. ماذا نسمى هذا الكلام؟!
6) وحين نقرأ أن سرطان الدم فى الأبقار ظهر مع رسالة بقر وصلت عبر الصهاينة إلى مزرعة فى أسيوط، وحين نقرأ أن هذا البقر لم يتم إعدامه فانتشرت الإصابات الآن فى كل أنحاء المحافظة، فماذا نسمى هذا الكلام؟!
7) وحين نقرأ الأغنام والأبقار الواردة من إسرائيل لا تخضع لرقابة بيطرية صارمة، وإن هذا أدى إلى انتقال السل الذى تحمله إلى الإنسان، فماذا نسمى هذا الكلام؟! إن الحيوانات المصابة بالدرن تنشر العدوى بسهولة عن طريق الهواء، وكذلك عن طريق ألبانها التى انتشرت فى الأسواق، والدرن المقصود لا يصيب الرئة وحدها، فهو يصيب الكلى أيضا والمعدة والأمعاء والعظام والمخ والعين والخصية والمبايض.. ويقول بعض خبرائنا إن هذه الكارثة تفوق كارثة الكوليرا والتيفود فى الأربعينات والخمسينيات.. كيف يعقل هذا الكلام وبماذا نسميه؟!
8) وحين نقرأ أن مصر أصبحت مستباحة بأمر من يوسف والى كحقل تجارب للمبيدات السامة والمحظورة بسبب خطرها على الإنسان والبيئة.. حين نقرأ أن هذه المبيدات يجرى تجريبها على الموالح فى مصر على يد شركات صهيونية، دون متابعة ولا رقابة، وأن هذه المبيدات تعرض المواطنين لكل صنوف السرطان، فكيف نعقل هذا؟ وماذا نسميه؟!
9) وحين نقرأ عن منتجات الهندسة الوراثية (أى المنتجات الزراعية المحورة من خلال التعامل مع مكوناتها الوراثية)، ونعلم أن هذه المنتجات ما زالت طلسما تحتكر أسراره الشركات الأمريكية بمشاركة صهيونية، وحين نسمع أن الآثار المحتملة لمنتجات الهندسة الوراثية يمكن أن تكون أخطر على الإنسان من الدمار الذى تخلفه القنبلة الذرية، فكيف نطمئن فى ظل هذا الغموض إلى أن منتجات هذه الهندسة الوراثية لن تستخدم فى قتل فى قتل متعمد لمجتمعات بعينها؟
وحتى إذا استبعدنا سوء الظن (وهذا غير جائز) فإن كل الدول المحترمة تضع ألف قيد قبل أن تسمح باستيراد شئ من هذه المنتجات، فكيف يتوسع يوسف والى فى استيراد الذرة المحورة وراثيا من أمريكا دون أية ضمانات؟! وكيف يتوسع فى استيراد الماشية المهندسة وراثيا من إسرائيل؟

قتل المواطنين بالجملة
حين تصل الجرائم إلى هذا الحد، إلى حد قتل المواطنين بالجملة، فهذا يخرج الأمر تماما عن كونه خلاف سياسية.. إذا صدقنا أن سياسات والى فى إتلاف القطن ووقف القمح تعتبر ضمن السياسات العامة الخاطئة للحكومة، وإذا اعتبرنا تعاونه مع إسرائيل (رغم شذوذه وتوسعه) ضمن توابع كامب ديفيد التى ما زالت الدولة تلتزم بنصوصها، فهل يمكن أن نعتبر أن جرائم قتل المواطنين بالأمراض المستعصية والأوبئة هى أيضا تطبيق لسياسة الدولة العامة، وتنفيذ لاتفاقها.
إنجازات والى
- نتائج المرحلة الأولى لسجل الإحصاء القومى للسرطان تؤكد وجود 150 حالة سرطان جديدة لكل 100 ألف نسمة سنويا بنسبة تصل إلى 120 ألف حالة تضاف إلى الإصابات السابقة، متوقعة زيادة معدل الإصابات لتوافر مسببات المرض من تلوث الماء والغذاء والهواء (الدكتور حسين خالد عميد المعهد القومى للأورام سابقا).
- السرطان الذى يحتل رأس القائمة السرطانية فى مصر، هو سرطان «الكبد»؛ إذ يعانى الآلاف من المصريين من فيروسى «سى» و«بى» والالتهاب الكبدى الوبائى الذى قد يتحول فى كثير من الحالات إلى سرطان (خالد أبو العينين، مدير المعهد القومى للأورام).
- من قبل كان عمر مريض السرطان يتعدى الستين. أما الآن فالمريض يمكن أن يكون طفلا أو شابا فى العشرينيات، مثل سرطان «القولون» مثلا كان يصاب به كبار السن. أما الآن فيصيب الشباب. والإصابة بهذا السرطان تحديدا ترجع إلى عاداتنا الغذائية.
- تزداد مخاطر الإصابة بالسرطانات لدى الأطفال الرضع وتقل كلما كبروا. ويعتبر مرض سرطان ابيضاض الدم من أكثر السرطانات الشائعة فى الأطفال المصريين، يليه الليمفوما ثم سرطانات الدماغ والجهاز العصبى.
- اعترفت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بأن أكبر نسبة انتشار لفيروس الالتهاب الكبدى الوبائى (‬سى) ‬عالميا فى مصر، وأن ‬14% ‬من المصريين تعرضوا للفيروس، ومنهم 10% ‬يعانون مشكلات صحية، فيما يوجد نحو 5.1% ‬من الشعب مصابون بالتهاب كبدى مزمن بعضهم يحتاج إلى زراعة كبد، كما كشفت إحصائية لمنظمة الصحة العالمية أن عدد المصريين المصابين بفيروس (‬سى) ‬يبلغ ‬12%؛ ‬أى ما يقارب ‬10 ‬ملايين مصرى على الأقل؛ إذ تحتل مصر المرتبة الأولى عالميا فى الإصابة، ومن المتوقع وفاة ‬5 ‬ملايين منهم على الأقل خلال عشر السنوات القادمة نتيجة تطور المرض وإصابة المرضى بسرطان الكبد والفشل الكبدى.
- وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن نسبة الإصابة بفيروس سى تصل إلى 2% ‬من سكان العالم، فيما تصل النسبة فى شمال إفريقيا إلى نحو 3% وفى مصر إلى 41% ‬حسب إحصائيات 2008، وأوضحت أن عدد المصابين بهذا المرض يصل سنويا فى مصر إلى 160 ‬ألف مريض.
- محافظات وسط الدلتا (‬الغربيةالدقهلية - دمياط - الشرقية -كفر الشيخ) ‬هى الأعلى فى نسب الإصابة بفيروس (سى)؛ ليس فى مصر فقط، بل على مستوى العالم،.‬وتأتى كفر الشيخ فى المقدمة بنسبة ‬32%؛ ‬أى أن ثلث سكانها مصابون بالمرض.
- كفر الشيخ بها 700 ألف مريض بالفيروس. وهذا الرقم يشكل نسبة 22% من سكان المحافظة.
- معدل إصابة المصريين بفيروس (سى) ‬250 ‬ألف حالة سنويا، ‬ما يوازى ‬700 ‬مريض يوميا، فأصبحت مصر أكثر دولة يجرى بها أبحاث حول فيروس سى. ‬ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تضم مصر ‬18 ‬مليون مصاب بفيروس (سى) بما يوازى ‬21% ‬من السكان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.