تضم ديوان «الشاطئ المجهول» والدوريات منذ عام 1924 حتى 1956 جمع الكاتب الصحفى على عبد الرحمن عطية فى موسوعته «الأعمال الشعرية الكاملة للأستاذ سيد قطب» الصادرة عن مركز الترجمة والنشر التابع لمؤسسة (الأهرام)- ما تفرق من شعر سيد قطب، ونشره فى مجلد عظيم يضم المجموعة الكاملة لآثاره الشعرية، باعتبار هذا العمل باكورة لنشر التراث الأدبى الكامل لسيد قطب، وفاء لهذا الرجل الذى عاش عصره بكل زخمه، ولم يتخلف عن تسجيل تراثه وخواطره ومشاعره وأحلامه كأى أديب ثابت القدم. تأتى أهمية هذه الأعمال الشعرية الكاملة للأستاذ سيد قطب فى وقت ما من يوم يمر فيه إلا ويتعرض لحملات إعلامية مكثفة من قبل أعداء الحركة الإسلامية، وكذلك لُوحِظَ فى الفترة الأخيرة تعرض العديد من الدوريات القديمة للتلف والضياع، التى كان ينشر فيها الأستاذ سيد قطب أعماله الشعرية والفكرية والأدبية. وقد لُوحِظَ أيضا العديد من المحاولات لتغييب أدبه وفكره عن الحياة الفكرية والثقافية فى مصر والعالم العربى. وتتجلى أهمية هذه الأعمال الشعرية فى أنها جُمعت من مصادرها الأصلية، وهى الدوريات التى كان ينشر فيها أشعاره، وهى: الحياة الجديدة، والبلاغ اليومى، والبلاغ الأسبوعى، والأهرام، وأبولو، والأسبوع، والرسالة، والوادى، والأديب، والعالم العربى، ودار العلوم، و«الإخوان المسلمون»، والكتاب، ومناهج وزارة المعارف (التربية والتعليم)، وكتاب الجديد فى المحفوظات بأجزائه الأربعة، ومجلة الحياة الجديدة. وتضم الأعمال الشعرية الكاملة ديوان «الشاطئ المجهول» الذى صدر فى يناير عام 1935م، ولم يطبع منذ ذلك الحين حتى صار مجهولا، ولا يوجد منه إلا نسختان؛ إحداهما فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والأخرى فى جامعة لندن، وصار البحث عنه يمثل جهدا كبيرا للباحثين فى مصر والعالم العربى. وكذلك تضم الأعمال الكاملة القصائد التى نشرت فى الدوريات منذ عام 1924م، وتبدأ بقصيدة «مرض الحبيب »، حتى عام 1956م، وتنتهى بقصيدة «أخى» التى أنشدها وهو فى السجن، وقد رُتبت هذه القصائد حسب تاريخ نشرها؛ حتى يتمكن الباحث من معرفة الأطوار الفكرية التى مر بها الشاعر، لا حسب أغراضها الشعرية، كما فعل الدكتور عبد الباقى حسين فى كتابه «سيد قطب.. حياته وأدبه». وتضم هذه الأعمال الكاملة 35 قصيدة لم تنشر من قبل فى الديوان، وكانت قد نشرت فى الأهرام (14 قصيدة)، والبلاغ (قصيدة واحدة)، وأبولو (قصيدتان)، و«الإخوان المسلمون» (قصيدة واحدة)، ومناهج وزارة المعارف (كتاب المحفوظات والمطالعة للصف الرابع الابتدائى والصف الأول الإعدادى- 4 قصائد) وكتاب الجديد فى المحفوظات (10 قصائد)، ومجلة الحياة الجديدة (4 قصائد). تحتوى هذه الأعمال على عدة قصائد فى مدح الأستاذ سيد قطب، ثم مقدمة للأستاذ الدكتور الطاهر أحمد مكى، ثم ديوان «الشاطئ المجهول»، والقصائد التى أنشدها الشاعر من عام 1924 حتى عام 1956م. وتضم أيضا مقالات نقدية ذكرها الشعراء المعاصرون فى ديوان الشاطئ المجهول، ونشرت فى حياة صاحب الديوان، وكذلك دراسات نقدية للباحثين الأكاديميين الذين تناولوا فى دراساتهم وأبحاثهم الأدبية منهج أدب الأستاذ سيد قطب. وعانى سيد قطب من عصره جحودا أدبيا، فكتب مقالا عاتب فيه كبار أدباء قومه؛ لأنهم لم يولوه من العناية والاهتمام ما يتكافأ مع استقرار منزلته فى الحياة الأدبية، مثل العناية التى كان يولونها أكثر أعلام عصره. والوحيد الذى تقبل هذا العتاب بروح حانية هو الدكتور أحمد أمين الذى عزّاه بمقال أكد فيه أن قيمة سيد قطب الأدبية مستمدة أصلا من ذاتيته الأدبية، وهى فى غير حاجة إلى تعليق أو إشارة وإن جاءت من أصحاب المقامات الرفيعة فى الأدب؛ فما حاجة سيد قطب إلى ثناء أو إطراء ما دام راضيا عن عمله وما دام تاريخه يشهد له بما أنجزه وحققه من آثار؟!