فقد رئيس الوزراء الصهيوني صوابه في أعقاب الهزيمة المدوية التي مني بها جيشه أمام مجموعة قليلة من مجاهدي كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس وباقي فصائل المقاومة، حيث أقر وزير أمنه بفشل العملية فشلاً ذريعاً. فقد أعلن إيهود أولمرت، خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن في البرلمان الصهيوني: إن كل الوسائل واردة بالحسبان وجاهزة للرد، على عملية القصف الصاروخي التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية، مؤكداً أنه ليست هناك أي وسائل مرفوضة، على حد تعبيره. وكان أولمرت يرد بذلك على مطالبات لاغتيال قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس السياسيين، وقصف التجمعات السكنية التي تكتظ بالمدنيين، وإعادة احتلال أجزاء من قطاع غزة محاذية للأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948، وتنفيذ عملية اجتياح واسع للقطاع على غرار عملية السور الواقي. كما أقر أولمرت في الوقت ذاته، بما قاله قبله وزير الحرب إيهود باراك بأن العمليات العسكرية لم تكن للرد على الصواريخ فحسب؛ إنما لتحقيق أهداف أخرى. وقال: إن الجيش لم يقم بعمليته الأخيرة في قطاع غزة فيأعقاب تعرض عسقلان للرشقات الصاروخية، وإنما بعد أن أصبحت الظروف لها ناضجة، حسب قوله. بدوره؛ دعا عضو الكنيست الصهيوني عوتنيئل شنيلر خلال الجلسة إلى احتلال المناطق غير المأهولة بالسكان المحيطة بالتجمعات السكنية في قطاع غزة وجعلها مناطق مجردة من السلاح مما يبعد عنها مطلقي القذائف الصاروخية، كما دعا النائب شنيلر الى استهداف قادة حماس على المستويين السياسي والعسكري على حد سواء. وطالب نواب المعارضة اليمينية في اللجنة من كتلتي الليكود والاتحاد الوطني – المفدال، رئيس الوزراء الصهيوني بالإيعاز إلى الجيش لشن حملة واسعة في قطاع غزة على غرار حملة (السور الواقي) في الضفة الغربية عام 2002. واعتبر النواب اليمينيون أن حملة كهذه تستطيع وحدها دحر النظام الحمساوي في غزة والقضاء على صناعة القذائف الصاروخية الخاصة به، ومنع تهريب الأسلحة عبر محور فيلادلفي (صلاح الدين) والتصدي لجهود إيران لإنشاء قاعدة متقدمة لها في القطاع، على حد قولهم. وكان وزير ما يسمى الأمن الداخلي في الحكومة الصهيونية قد أقر بفشل العملية العسكرية التي بدأت منذ يوم الأربعاء الماضي (27/2)، مشيراً إلى أن صواريخ المقاومة الفلسطينية مازالت تنهمر بكثافة أكبر من ذي قبل. ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن الوزير آفي دختر قوله خلال جلسة الحكومة الصهيونية الأسبوعية اليوم الأحد (2/3): إن الجيش الإسرائيلي وبعد خمسة أيام من المعارك، لم يتمكن من تحقيق غايته المتمثلة في وقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، على حد تعبيره. وقال دختر، الذي نجا يوم الخميس الماضي من موت محقق بعد أن سقط صاروخ فلسطيني بجواره عندما كان في زيارة لمغتصبة سديروت وجرح مرافقه الشخصي: لم يتوقف إطلاق الصواريخ ولم تتوقف النيران ضدنا ولم نحقق الردع المطلوب، فما الذي تغير علينا في قطاع غزة؟. وأضاف: إن مدى الصواريخ صار أبعد من ذي قبل ووصل إلى عسقلان وإلى نتيفوت (القريبة من اسدود) وأصبح الآن 250 ألف صهيوني تحت مدى الصواريخ الفلسطينية بدلاً من 125 ألفاً، حسب قوله.