(1)في شريط فيديو بثته قناة الجزيرة مُباشر مصر؛ قالت السيدة الفاضلة عزة توفيق زوجة المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون فك الله أسره وجميع إخواننا المُعتقلين في سجون جيش كامب ديفيد؛ نقلا عن زوجها حول رأيه ورأي جماعة الإخوان المسلمون في المدعو " عبد الفتاح السيسي " الذي كان مديرا لمخابرات مُبارك الحربية! وعينه الدكتور مُرسي وزيرا للدفاع؛ بأنه : " كان رجلا صواما قواما " !. وأنهم كانوا يُحسنون الظن به!. وأنه كان من الصالحين ! رضي الله عنه .. أو كلاما من هذا القبيل !. وهذا الكلام جاء ترديدا لما سبق أن تناولته الجماعة عبر العديد من كوادرها وناشطيها؛ بأن اللواء عبد الفتاح السيسي ينحدر من أسرة مُتدينة!، وأن أولاده متدينون!، وأن حرمه المصون مُحجبة حجابا شرعيا كاملا!؛ وأن عمه هو القيادي الإخواني الأستاذ عباس السيسي رحمه الله من الرعيل الأول للجماعة!. و هو الموقف نفسه الذي أعلنه وأذاعه حزب الحرية والعدالة عبر بوابته الإلكترونية عن عبد الفتاح السيسي؛ بأنه : " وزير بنكهة الثورة "!. في الوقت الذي كان يسخر فيه " السيسي " من هذا الكلام، وكان يُباشر عمليا تآمره على الرئيس الشرعي المُنتخب الدكتور محمد مرسي، وعلى جماعة الإخوان المسلمون؛ مُنطلقا من خلفية عدائية إجرامية حاقدة على كل ما إخواني ! ؛ بل كل ماهو إسلامي!؛ حيث أعلن هذا بكل وضوح؛ عندما قال في حديثه للواشنطن بوست: "أن السبب في عملية قيامه بإزاحة الرئيس مرسي هو أن مرسي والإخوان؛ الإسلام عندهم مُقدم على الوطن"!. وبالطبع فإن الكلام الذي صرحت به السيدة الفاضلة نقلا عن زوجها المهندس خيرت الشاطر ؛ كلام في غاية الخطورة ؛ لا يصح تداوله بهذا الأسلوب الذي يجلب المزيد من الأحزان والأوجاع حول مدى تفكير الجماعة وإدارة الأمور فيها، ثم ما يتردد عن التفنن في ضياع الفُرص!. ما كان ينبغي أبدا على جماعة عظيمة تمتلك تنظيما قويا مُتماسكا بحجم جماعة الإخوان المسلمون أن تقع في هذه الفخاخ المتتالية دون أن يكون لها رد فعل استباقي قوي، في إطار الفعل السياسي على الأرض وبعيدا عن العنف أيضا؛ خاصة وأن تطمينات كثيرة كنا نسمعها من قادة الجماعة حول حُسن ترتيبات الجماعة وبأدق التفاصيل لكافة ملفات إدارة الدولة؛ وازداد الإطمئنان أكثر مع هذا التصريح القوي الشهير للمهندس خيرت الشاطر لتلفزيون BBCفي 19/4/2012م أيام مجلس مبارك/طنطاوي العسكري؛ حيث قال : "لدينا معلومات عن أحد أعضاء لجنة الانتخابات قال في اجتماع خاص مع المجلس العسكري أن موضوع حازم صلاح (أبو إسماعيل) سوف ينتهي خلال 3 أيام، وبعدها سيتم الانتهاء من موضوع " الشاطر " ولن تقبل أوراقهم، وعندما سأله المذيع عن مصدر هذه المعلومات أجاب بأن الإخوان موجودون في كل مكان، ولن تعدم مكانا يكون فيه أخ أو أحد أقربائة"! .. وبكل تأكيد فقد استبشرنا خيرا بهذه التصريحات القوية للمهندس خيرت الشاطر التي أعطتنا طُمأنينة كُبرى بأن جماعة الإخوان المسلمون الفصيل الإسلامي الأهم على قدر المسؤولية، وأن لديه قدرة كبيرة على الوصول إلى المعلومات الذي يُريد الوصول إليها، وأنه ربما لديه مكتبا أو جهازا مُتخصصا للمعلومات والبيانات شأنه في ذلك شأن التنظيمات الكُبرى في العالم التي لديها مشروعا لإدارة دولة أو لقيادة أمة!.. وهذا في الحقيقة شيئ يبعث على الراحة والطمأنينة؛ لأننا ننظر إلى نجاح أي تنظيم إسلامي على أنه نجاح لمشروعنا الإسلامي مهما اختلفت الآراء بيننا، ومهما تعددت الرؤى والاجتهادات.
(2)ثم توالت تصريحات المهندس خيرت الشاطر تَتْرى في هذا الاتجاه؛ فقد أطلق تصريحا من هذا القبيل في 20/5/2012م قائلا : " أن لديهم – في جماعة الإخوان المسلمون- معلومات تُفيد بأن رجال أمن الدولة اجتمعوا، أمس الأول الجمعة، لجمع معلومات عن الناخبين، والعمل على جذب كبار رجال القرى فى مختلف المحافظات لمساعدتهم فى جمع أكبر عدد من الأصوات لصالح أحمد شفيق "!.
وفي كلمة ألقاها المهندس خيرت الشاطر أيضا أمام الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح في 8 ديسمبر 2012م قال: " إن الجماعة وصلت لها معلومات من - كواليس البرامج الفضائية - مُسجلة على الهواتف المحمولة لحوارات بين قيادات في الدولة عن سقوط الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بعد 3 أو 4 شهور!. وأوضح الشاطر فى كلمته، أن الإخوان لا يُعلقون "شماعتهم" على الإعلام من فراغ ولكن من منطلق معلومات حقيقية"!. .. وغير ذلك من التصريحات التي تُدندن حول عبارة " لدينا معلومات .. لدينا معلومات " !! .. إلى أن وقعت الكارثة الكُبرى على يد الخائن عبد الفتاح السيسي الذي عينه المخلوع حُسني بارااااك مُديرا للمُخابرات الحربية وعضوا في مجلس مُبارك/طنطاوي العسكري الذي مكن لمُخططات الفلول، وقاد الثورة المُضادة لإجهاض ثورة 25 يناير المجيدة، تمهيدا للقضاء على الحركات الإسلامية التي دعمت الثورة وكانت سببا في إتجاحها وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمون، وتدجينا أو ترغيبا أو ترهيبا للقوى الوطنية الثورية الأخرى؛ حتى لا يُفكر أحد مرة أخرى بالثورة على قلعة الفساد والاستبداد العسكري. وهو نفسه عبد الفتاح السيسي الذي عينه الدكتور مرسي أيضا وزيرا لدفاعه، ورقاه ترقيتين استثنائيتين ما كان ليحصل عليهما إلا بعد فترة زمنية طويلة، وربما يتقاعد دون أن يحصل عليهما، وهو رجل مُخابرات عادي ليس لديه قدرات عسكرية عالية أو خارقة، تجعله القائد الأوحد؛ حيث لم يسبق له أن شارك في أي حرب من الحروب،حتى أنه يُشارك في قيادة كتيبة أو وحدة عسكرية مُهمة، أو جيش ميداني، أو سلاح! وليس مشهورا عنه أنه من صف القادة العسكريين الكبار المعروفين في الجيش المصري؛ بقدر ما هو رجل أمن عاش في الظلام يتجسس على قادة الجيش وينقل أخبارهم وتحركاتهم أولا بأول لصالح المخلوع مُبارك، لذا أغدق عليه ترقيات كثيرة لا يستحقها، وكافأه بأن عينه مديرا للمخابرات الحربية كما عينه عضوا بالمجلس العسكري، وهو شخص قزم قصير القامة؛ لا يُرى على وجهه مخايل الذكاء والنجابة؛ بل يظهر على وجه دلائل المكر والنفاق والتلون، والخداع؛ وهكذا تصدر السيسي المشهد؛ بصفته مُجرما من أكابر المُجرمين المتآمرين الخونة، وليس بصفته قائدا عسكريا مُلهما؛ بل سيذكره التاريخ في عداد الخونة المتآمرين؛ كل ذلك كان بسبب مرض الغفلة!. (3)ألم يعرف مكتب المعلومات أو جهاز المعلومات في الجماعة أن اللواء المدعو عبد الفتاح السيسي الذي عينه المخلوع مُبارك في موقعه بالمخابرات الحربية والمجلس العسكري؛ كان هو العقل المدبر لجميع العمليات القذرة بعد ثورة 25 يناير بدءا من معركة الجمل، و عمليات "كشوف العذرية" القذرة التي كانت تتم في مقرات الأمن والمخابرات الحربية!، ومُرورا بكافة عمليات إجهاض الثورة من مذابح محمد محمود، وماسبيرو، والعباسية؛ وغيرها من العلميات والمجازر الدموية وكافة العمليات القذرة التي كان يقودها ويحركها من أطلق عليه مجلس مُبارك العسكري –الطرف الثالث-؛ وكان الطرف الثالث هو "السيسي" المجرم؛ وزميله السفاح اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية السابق، ومعهم الدولة العميقة وعصابات الإجرام الأمنية والعسكرية؟!!. ثم تتحدث السيدة الفاضلة زوجة المهندس الشاطر نقلا عن زوجها فك الله أسره وإخوانه حديثا غريبا عن " تدين المُجرم السيسي "!، وأنه " صوام ؛ قوام " .. خيبة كبيرة والله !. لقد حركت فينا هذه الكلمات العفوية التي أطلقتها السيدة الفاضلة شُحنات مُتدفقة من مشاعر الحزن والغضب الكبير؛ حزن على دماء الشهداء وآلام الجرحى والمصابين؛ حزن كبير على ما ضيعناه من فرص؛ وغضب كبير على ما لحق بالحركة الإسلامية ومصر كلها من جراء غفلة وحسن ظن بمن ليس أهلا له!.. ثم يدعي بعضنا أنه يعرف ، ثم ظهر أنه لا يدري ولا يعرف شيئا!، حينما وضع ثقته بمن ليس أهلا لها، وحينما أحسن الظن بمن كان مُجرما بالأمس القريب جدا؛ قبل أن يرسم علامة الصلاة على جبهته!، ويدعي التقوى والصلاح!؛ وهو مُجرم أثيم عتيد في الإجرام لم يعترض يوما على فساد نظام المخلوع مبارك، بل كان جزءا منه، بل كان حاميا عتيدا، وكان حارسا أمينا له!؛ ليتحول فجأة وبلا أي مُقدمات إلى تقي صالح مُتدين صوام قوام مُحب للإخوان وناصر للإسلام!؛ وكمان عمه المُربي القدير الأستاذ عباس السيسي طيب الله ثراه! .. خيبة والله!، ثم مع هذا التخدير والوقوع في عملية الخداع المُمَنهج، والتضليل الملعوب بدقة حدثت الطامة الكبرى، وخربت مالطة!؛ وتم الانقلاب الدموي. ألم يُحذر الأستاذ مجدي حسين مرارا وتكرارا؛قائلا: لا تثقوا في عسكر المخلوع مُبارك؟! ألم يقل الشيخ حازم أبو إسماعيل فك الله أسره وإخوانه إنهم: " ذئاب وثعالب" ؟!!. ألم يقل الشيخ حازم أبو إسماعيل أيضا: إن السيسي " مُمثل عاطفي"؟!. (4) ثم تخرج السيدة الفاضلة لتزيد من أوجاعنا وآلامنا مُؤكدة على مدى الغفلة المعلوماتية، والغفلة السياسية، والغفلة التنظيمية، والغفلة الاستراتيجية؛ إي والله الغفلة بكل ماتعنيه هذه الكلمة من مرارة وألم!، الغفلة وما أدراكم ما الغفلة؟! التي كانت سببا رئيسا في إضاعة الفرص، إذ جعلت قيادات الحركة الإسلامية الكبار يُحسنون الظن بمن ليس أهلا له!. والسؤال المشروع الذي يتبادر إلى ذهن كل من يهمه أمر المشروع الإسلامي .. هل لجماعة الإخوان المسلمون مكتبا أو جهازا للمعلومات فعلا ؛كان يرصد ويتابع ويحلل ليضع صانع القرار في صورة المشهد، ليتخذ بدوره القرار المناسب في الوقت والزمان المناسبين، وليباغت الآخرين بقرارات ثورية استباقية تُجهض مُخططاتهم، وتفضح تآمرهم!؛ أم أن الكلام حول هذا الأمر، والتصريحات التي كان يُطلقها المهندس خيرت الشاطر في هذا الإطار كانت للإستهلاك المحلي، أو أنها كانت لإيهام الآخرين بقوة الجماعة وقدرتها على الرصد وجمع المعلومات والبيانات ؟!. ثم سؤال آخر إذا كان هذا موجودا .. فلماذا لم نرى له أثرا ؛ خاصة وقد رأينا تخبطا وارتباكا في قرارات ومواقف عدة!. الغريب في الأمر أن المهندس خيرت الشاطر نفسه اعترف "بأن هناك مُؤامرة تستهدف إسقاط الدكتور محمد مُرسي بعد 3 أو 4 شهور".. فماذا فعلت الجماعة لإجهاض هذا المخطط!!. نفس الكلام سمعناه مرارا وتكرارا من الأخ الدكتور محمد البلتاجي فك الله أسره وإخوانه ؛ بأن لديهم أدلة ومستندات تفضح الممول الحقيقي لعصابة البلاك بلوك الإجرامية!، وعصابة تمرد.. وغيرها!؛ دون أن نرى شيئا مُهما في هذا الموضوع أو غيره من الدكتور البلتاجي أو أي أحد من قيادات الإخوان؛ حيث كانت هذه التصريحات والكلمات تتوالى فقط أمام وسائل الإعلام وكفى دون أن يكون لها صدى على الأرض!!. فمكتب المعلومات أو جهاز المعلومات في الجماعة إذن بأي شيئ كان مشغولا؟!..فقد رأينا حساسية مُفرطة من العديد من قيادات جماعة الإخوان المسلمون تجاه مواقف وتحليلات الأستاذ مجدي حسين والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، وغيرهم ممن ينتقد بعض مواقف الجماعة وحزب الحرية والعدالة، من موقع المُخلص المُحب الذي يرجو نجاح إخوانه في جماعة الإخوان المسلمون .. ولكن رأينا من يضيق بالنقد البناء!، ومن يتعامل مع النصائح بتكبر واستعلاء!؛ وقد آن الآوان أن نُعيد قراءة تجربتنا بشيء من الشفافية والوضوح من خلال الاستفادة من الأخطاء والرغبة في الإصلاح على أسس ثورية واضحة لا تصالح فيها مع الفاسدين المجرمين الذين انقلبوا على شرعيتنا، وسفكوا دمائنا بإجرام لا مثيل له!.. وإلى أن تنطلق خطواتنا قدما في هذا الاتجاه الثوري لاستعادة ثورتنا التي سرقها اللصوص الخونة .. أرجو أن تكف السيدة الفاضلة عن التصريحات والكلمات المستفزة لأسر الشهداء وضحايا الانقلاب الدموي .. ولله الأمر من قبل ومن بعد.