بدأت السفارة الأمريكية في صربيا إجلاء الموظفين غير الأساسيين في السفارة بعد أن تعرض مبنى السفارة لهجوم من متظاهرين صرب يوم الخميس. وقد غادر رتل من 40 سيارة تحمل موظفي السفارة وأفراد عائلاتهم بلجراد. ويتوقع أن يمكث الموظفون الأمريكيون عشرة أيام خارج صربيا حسب ما أفادت به مصادر السفارة. وقالت السفيرة كاميرون منتر :"لسنا واثقين من أنهم سيكونون بأمان هنا". وعرضت السفارة على المواطنين الأمريكيين المقيمين في صربيا الانضمام إلى الرتل الذي غادر بلجراد. أعمال عنف وكان حوالي ألف متظاهر صربي قد أشعلوا النيران في مبنى السفارة في بلجراد يوم الخميس تعبيرا عن غضبهم بعد إعلان إقليم كوسوفو استقلاله عن صربيا واعتراف الولاياتالمتحدة به. وقد هاجم متظاهرون أيضا سفارات بريطانيا وألمانيا وكرواتيا وبلجيكا وتركيا. إلا أن الرئيس الصربي أدان أعمال العنف التي أدت إلى مقتل أمريكي واحد وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح. وقال ريان هاريس الناطق باسم السفارة الأمريكية لوكالة الأنباء الفرنسية إن أقارب الدبلوماسيين العاملين بالسفارة قد أمروا بمغادرة بلجراد مؤقت. وأضاف "ليست لدينا ثقة في أن تقدم السلطات الصربية الحماية لموظفينا". وقال ناطق آخر لوكالة رويترز إن السفير والموظفين الأساسيين سيستمرون في عملهم. وهناك مخاوف من وقوع مزيد من أعمال العنف بعد الموجة الأولى التي شملت أيضا تدمير منافذ حدودية بين صربيا وكوسوفو. تنديد وقد ندد مجلس الأمن الدولي بقوة باعتداء المتظاهرين الصرب الغاضبين على السفارة الأمريكية وسفارات أخرى في العاصمة الصربية بلجراد، ووصفها بأنها "اعتداءات من قبل عصابات". ووجه البيت الأبيض انتقادات قاسية للحكومة الصربية، وقال إن السفارة الأمريكية هوجمت من قبل "عصابات" وأن الشرطة الصربية لم تفعل ما يكفي لإيقاف هذا الاعتداء. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو إن الولاياتالمتحدة عبرت عن "قلقها وعدم رضائها" للحكومة الصربية لأن الشرطة لم تمنع العنف الذي طال السفارة. لكن رئيس الوزراء فويسلاف كوستونيتشه ندد هو الآخر يوم الجمعة بحدة بأعمال العنف التي أقدم عليها بعض المتظاهرين مضيفا أنها "أضرت بمصالح صربيا". أما رئيس وزراء كوسوفو هاشم ثاتشي، فقال في أول تصريح له بعد استقلال الإقليم إن مظاهر العنف تلك "تذكر بأيام الرئيس السابق سلوبودان ميلوزفتش، والحرب التي شنها ضد الأقلية الألبانية عامي 1998 و1999." لكن ثاتشي عبر عن "ثقته في أن قوات حفظ السلام التابعة لحلف الناتو واعتراف الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي باستقلال كوسوفو من شأنها حماية شعبه". وناشد الاتحاد الأوروبي الحكومة الصربية بذل جهود اكبر لحماية السفارات والبعثات الأجنبية في البلاد، والمح إلى أن تواصل أعمال العنف سيقوض الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات بين بروكسل وبلغراد. مظاهرة سلمية وجاءت أحداث العنف هذه بعد مظاهرة سلمية شارك فيها حوالي 150 ألف شخص على الأقل خارج مبنى البرلمان الصربي. وقد أغلقت المدارس والجامعات ليوم واحد، كما تبرعت شبكة السكك الحديد الصربية بنقل المشاركين إلى مكان انطلاق التظاهرة مجانا، وذلك لتشجيع اكبر عدد من الناس على المشاركة. وألقى رئيس الوزراء فويسلاف كوستونيتشه خطاباً حماسياً يدين فيه استقلال إقليم كوسوفو من منصة كبيرة مقابل مقر البرلمان الصربي، غطتها رايتان كبيرتان لصربيا وعلق عليها شعار "كوسوفو هي صربيا". سابقة خطيرة" كما قال توميسلاف نيكوليتش زعيم الحزب القومي الراديكالي: "لن نرتاح حتى تعود كوسوفو تحت سيطرتنا. هتلر لم يستطع اخذ كوسوفو منا، ولن تستطيع ذلك القوى الغربية". وفي معرض انتقادها لاستقلال كوسوفو، قالت روسيا انها قد تلجأ الى القوة العسكرية في المستقبل لفرض احترامها على المسرح الدولي. وقال مبعوث روسيا إلى حلف شمال الأطلسي دميتري روجوزين انه "في حال اجمع الاتحاد الأوروبي على الاعتراف باستقلال الإقليم، أو أن قرر حلف شمال الأطلسي تمديد مهمة قواته هناك، فقد تضطر روسيا للتحرك عسكريا من اجل فرض احترامها." كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن استقلال كوسوفو "سابقة خطيرة سيتحمل الغرب عواقبها."