قال قيادي في حركة فتح وعضو في المجلس الوطني الفلسطيني ،إنه يتوقع أن يكون المؤتمر السادس للحركة محطةً لبدء الانهيار الفعلي لها . وجاءت تصريحات القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه خلال الاستعدادات لعقد المؤتمر السادس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في العاصمة الأردنية عمان والمتوقع خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ولا يقف هذا التشاؤم عند قيادات الحركة بل إن كوادرها باتت تخشى انهيار الحركة التي أطلقت الرصاصة الأولى عام 1965. وأكد عضو بارز في حركة فتح بالأردن أن الحركة تمر بأسوأ مراحلها منذ انطلاقتها، وأن أبناءها لا يعولون على المؤتمر إلا في زيادة حدة الانقسام في صفوفها. ومن المقرر أن يعقد خلال الأيام القليلة المقبلة اجتماع للجنة التحضيرية للمؤتمر الذي تجري الاستعدادات لعقده منتصف العام الجاري. خلافات عميقة وكشف النائب السابق في البرلمان الأردني المقرب من الرئاسة الفلسطينية وقيادات حركة فتح حمادة فراعنة أن الخلافات داخل الحركة "كبيرة وعميقة"، مشيراً إلى الاجتماع الأخير للمجلس المركزي للحركة الذي عقد نهاية الشهر الماضي في رام الله. وشهد ذلك الاجتماع تبادل تيارين بارزين في الحركة اتهامات بالمسؤولية عن الإخفاقات التي تعرضت لها الحركة لاسيما هزيمة قوات الأمن التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة في يونيو الماضي. وقال فراعنة إن التيار الذي يمثله عضو المجلس التشريعي محمد دحلان شن هجوما عبر القيادي أبو علي شاهين على اللجنة المركزية لفتح وحملها مسئولية الإخفاق في غزة، لكن عضوي اللجنة المركزية حكم بلعاوي ونصر يوسف تصديا لهذا الهجوم وحملا دحلان وقيادات غزة المسؤولية عما جرى في القطاع. واعتبر فراعنة أن أعضاء في اللجنة المركزية "يتخوفون من عقد المؤتمر السادس، وأن هذه القيادات تخشى حدوث تغيير جذري في اللجنة"، ويرى أن بعض أعضائها لا يرغبون في التخلي عن "مناصبهم وامتيازاتهم". تجدد الاتهامات وتجددت الاتهامات بين أجنحة فتح قبل يومين بعدما تبادل دحلان والمسئول السابق في فتح حكم بلعاوي الاتهامات عبر بيانات إعلامية وصلت حد الاتهامات بالخيانة والمسئولية عما آلت إليه الحركة. لكن القيادي العضو في المجلس الوطني الفلسطيني الذي فضل عدم ذكر اسمه اعتبر أن حركة فتح باتت ضحية لتيارين: الأول لا يهمه سوى البقاء في القيادة وهو المقرب من الرئيس محمود عباس، والثاني يريد ابتزاز التيار الأول للعودة إلى القيادة والحصول على مناصب وامتيازات ويمثله محمد دحلان، على حد قول هذا القيادي. ومؤخرا زار دحلان –الذي يتخذ من القاهرة مقرا لإقامته- عمان في طريقه إلى رام الله، وحضر اجتماعات للجنة التحضيرية لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني، كما التقى في عمان ورام الله قيادات في فتح استعدادا لعقد المؤتمر السادس للحركة. وبينما يرى فراعنة أن دحلان "رقم صعب وقيادي لا يمكن تجاوزه داخل الحركة"، يؤكد القيادي في الأردن أن دحلان وتياره باتا يشكلان "عبئا على فتح"، لكن ذات القيادي يرى أن التيار الآخر الذي يرأسه محمود عباس "لا يهمه كثيرا إعادة القوة واللحمة إلى أم النضال الفلسطيني". ويرى أن أطرافا عدة في المعادلة الفلسطينية ستستفيد من انهيار حركة فتح، وتابع أن "حماس ستكون أكبر المستفيدين خاصة أنها استعادت صورتها في الشارع العربي والإسلامي نتيجة الحصار الصهيوني والقتل اليومي في قطاع غزة". وأضاف أن رئيس حكومة تصريف الأعمال "سلام فياض الذي يتطلع لخلافة محمود عباس يهمه بقوة تصدع فتح وإبقاء السيطرة عليها لتيار منتفع لا يؤمن بالثوابت الفلسطينية، وبالتالي فهو يقدم الامتيازات لهذا التيار مقابل إبعاد التيار المتمسك بالثوابت". مسألة وقت ولا يخفي عضو المجلس الوطني غياب من وصفها "بعض القيادات -التي تشكل توازنا داخل فتح- عن المشهد، لاسيما هاني الحسن الذي يرقد على سرير الشفاء نتيجة إصابته بجلطة دماغية". وبينما يشكك حمادة فراعنة في إمكانية انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح، يرى القياديان الآخران أن "عدم انعقاده أفضل". وتابع القيادي في الأردن بأن "انعقاد المؤتمر في ظل الانقسام الحاد سيؤدي إلى انهيار فتح ونجاح مؤامرة تحويلها إلى حزب سياسي لا علاقة له بالعمل المقاوم لتحرير فلسطين، ما سيؤدي إلى نهاية "أعظم حركة في تاريخ النضال الفلسطيني". بيد أن العضو في المجلس الوطني الفلسطيني يرى أن تحول فتح إلى حزب سياسي "بات مسألة وقت"، وتابع "تم تسريح كتائب شهداء الأقصى وتسليم من بقي يؤمن بالمقاومة من أعضائها لإسرائيل, وسلمت الأجهزة الأمنية والمفاوضات السياسية للمؤمنين بالخيار التفاوضي والتنسيق الأمني مع إسرائيل". غير أنه رأى أن الشعب الفلسطيني سيبقى مؤمنا "بالمبادئ التي انطلقت وناضلت فتح على أساسها، وسيلفظ من تآمروا على قضيته وعلى فتح خارجا".