بالرغم من طوابير المواطنين على المخابز وندرة الرغيف المدعم وسوء عمله إلا أن حاجة الشعب أكبر من كل ذلك؛ فنراه يقاتل من أجل الحصول على رغيف الخبز ولكن دون جدوى، وكانت الحكومة قد قررت للمرة الثالثة خلال أقل من شهر زيادة أسعار الزيوت والدقيق الفاخر والسمن والعدس والمكرونة، يأتي ذلك وقت إعلان الوزارة تلقي أكثر من10 آلاف و500 شكوى واستفسار تتعلق برغيف الخبز واسطوانات البوتاجاز.. والمصيبة الأكبر من ذلك كله تلوث مياه الشرب وإصابة أكثر من نصف مليون مصري بالتسمم سنويا وموت خمسة آلاف آخرين. وقد كشف مصدر مسئول بوزارة التضامن الاجتماعي عن زيادة سعر رغيف الخبز المدعم من 5 قروش إلي 10 قروش، اعتباراً من شهر يوليو المقبل تحت مسمي تحسين جودة الرغيف، بحيث لا يقل وزنه عن 130جم، لافتاً إلي أنه تجري حالياً دراسة إلغاء دعم رغيف الخبز. وقال المصدر: إن هذا التوجه جاء نتيجة تدني مستوي الرغيف خلال الفترة الأخيرة، وارتفاع معدلات تهريب الدقيق المدعم، وزيادة الطوابير أمام المخابز، زاعما أن هذه الخطوة من شأنها التقليل من حجم تهريب الدقيق. وتدرس الحكومة تدرس إعادة السيطرة علي الأسعار، نظراً لتأثيرها الكبير علي دخل الفقراء، خصوصاً مع تضاعف أسعار الزيت والسكر واللحوم والأسماك في الفترة الأخيرة.
ارتفاع الأسعار للمرة الثالثة وكانت الحكومة - ممثلة في الشركات التابعة لوزارة الاستثمار- ، قد قررت للمرة الثالثة خلال أقل من شهر، زيادة أسعار الزيوت والدقيق الفاخر والسمن والعدس والمكرونة، التي تباع عن طريق شركات تجارة السلع الغذائية بالجملة والمجمعات الاستهلاكية المنتشرة في جميع المحافظات. وارتفعت أسعار السمن النباتي من 85.75 جنيه للصفيحة عبوة 14 كيلو جرام قائم إلي 95.25 جنيه لتاجر التجزئة، والكيلو من 7 إلي 7.5 جنيه للمستهلك، ومن 79.25 جنيه للصفيحة عبوة 13 كيلوجرام قائم إلي 85.25 جنيه، وارتفع سعر الكرتونة عبوة 8 علب من 110 إلي 113.5 جنيه لتاجر التجزئة، ومن 14 للعبوة 2 كيلو إلي 14.5 للمستهلك وارتفعت أسعار المكرونة السائبة والمعبأة من إنتاج شركة مطاحن شمال القاهرة من 22 جنيها للعبوة 350 جراما في 20 كيسا إلي 23 جنيهاً لتاجر التجزئة، ومن 1 جنيه للكيس عبوة 350 جراماً إلي 1.25 جنيه، ومن 25.25 جنيه للعبوة 400 جرام في 20 كيسا إلي 25.75 جنيه لتاجر التجزئة، وارتفع سعر المكرونة السائبة عبوة 10 كيلو جرامات من 31 جنيها إلي 32 جنيها. يذكر أن الحكومة رفعت أسعار معظم هذه السلع يوم 8 يناير الماضي ثم كررت الزيادات يوم 16 يناير للمرة الثانية قبل أن تزيد مرة ثالثة يوم الأربعاء الماضي.
10 آلاف و500 شكوي وقد أعلن الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي أن مركز تلقي الشكاوى والاستفسارات بالوزارة تلقي أكثر من10 آلاف و500 شكوى واستفسار في الفترة من سبتمبر2006 وحتى يناير2008. وقد بلغت الشكاوى من المخابز ورغيف الخبز النصيب الأكبر بنحو7758 شكوى وبطاقات التموين واسطوانات البوتاجاز1563 شكوى والجمعيات الأهلية290 شكوي ومعاش الضمان الاجتماعي890 شكوى. وأكد وزير التضامن الاجتماعي أنه تم التحقيق في غالبية الشكاوى والرد عليها بنسبة66,56% بالنسبة لشكاوى المخابز ورغيف الخبز و63,47% بالنسبة لبطاقات التموين والبوتاجاز و93,45% بالنسبة للجمعيات الأهلية و94,49% بالنسبة لمعاش الضمان الاجتماعي. وأشار إلي أنه منذ الإعلان عن فتح باب قيد المواليد ببطاقات التموين فقد تم استقبال ما يزيد علي415 استفسارا خلال شهر يناير فقط. وطالب المواطنين بالاتصال برقم الحكومة الالكتروني 19468 في حالة الإبلاغ عن الشكاوى.
تلوث المياه وموت خمسة آلاف شخص وأشارت دراسة إلي أن أكثر من نصف مليون مصري يصابون بالتسمم سنويا نتيجة تلوث مياه الشرب كما أن خمسة آلاف شخص يروحون ضحية المياه الملوثة كل عام. وأكدت الدراسة التي أجراها الدكتور محمود عمرو أستاذ الأمراض المهنية بالمركز القومي للسموم بطب القاهرة أن16 مليار متر مكعب محملة بالمخلفات الزراعية والصناعية يتم صبها في النيل سنويا. وأشارت الدراسة إلي أن الاستثمارات التي خصصت لمياه الشرب والصرف الصحي منذ عام1982 حتي عام2006 تقدر بنحو65 مليار جنيه منها25 مليار جنيه للمياه و40 مليارا للصرف الصحي. وأعلن الدكتور عبدالقوي خليفة رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي أن متوسط نصيب الفرد من المياه في مصر يصل إلي800 متر مكعب في السنة وهو أقل من حد الفقر المائي الذي يقدره العالم ب1000 متر مكعب سنويا. هذا في حين كان نصيب الفرد عام1960 يزيد علي2000 متر مكعب في العام وهذا يدق نواقيس الخطر لكي ننتبه للحفاظ علي الثروة المائية وترشيد استهلاكها وتعليم ثقافة التعامل مع المياه سواء كانت للشرب أو للري أو للأغراض المختلفة.