نشرت إحدى عشرة صحيفة دنماركية، بينها الصحف الثلاث الكبرى، باسم حرية التعبير، رسماً كاريكاتوريا للنبي محمد رسمه فنان كان هدفاً لاعتداء أحبطته الشرطة الثلاثاء. وفي عداد هذه الصحف صحيفة برلينغسكي تيدندي المحافظة الواسعة الانتشار التي كانت أول من نشر هذا الكاريكاتور المثير للجدل الذي يظهر النبي الكريم محمد يضع عمامة على شكل قنبلة مشتعلة الفتيل، وذلك لتعبر كسواها من الصحف الأخرى عن رفضها للرقابة الذاتية بعد تهديدات بالموت وجهت إلى رسام صحافي. وكتبت الصحيفة في مقالها الافتتاحي ان حرية التعبير تمنح الحق في التفكير والتحدث ورسم ما نريد، والمخططات الإرهابية لن تغير شيئا في ذلك. وكان نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية للنبي الكريم محمد التي اعتبرها المسلمون مهينة لديانتهم، أثار في يناير فبراير 2006 عاصفة احتجاجات عنيفة في في العالم الإسلامي. اعتقال وأعلنت الشرطة الدانماركية في مدينة آرهوس -ثاني أكبر مدن البلاد- اعتقال مهاجرين تونسيين ودانماركي من أصول مغربية للاشتباه في أنهم خططوا لقتل فسترغورد أحد 12 رسام كاريكاتير وضعوا رسومات اعتبرت مسيئة للنبي محمد. وقالت السلطات إنها سترحل التونسيين إلى خارج الدانمارك في حين ستجري تحقيقات مع المتهم الثالث بتهمة انتهاكه قوانين مكافحة الإرهاب وستطلق سراحه في انتظار نتائج التحقيق. وفسترغورد (73 عاما) هو رسام الكاريكاتير في صحيفة يولاندس بوسطن التي كانت أول من نشر الرسوم التي أعيد لاحقا نشرها في نحو 60 مطبوعة، ما أثار موجة من الاحتجاجات حول العالم. ويعيش هو وزوجته في حماية الشرطة منذ ثلاثة أشهر بسبب تعرضهما للتهديد. إعادة النشر وكان تيور سايدنفان رئيس تحرير صحيفة بوليتكين -ثاني أكبر الصحف الدانماركية- قد أكد عزم صحيفته إعادة نشر هذه الرسوم في عددها الصادر اليوم كجزء من تغطيتها للاعتقالات التي في مدينة آرهوس. واعتبرت صحيفة يولاندس بوسطن أن حرية التعبير غالية الثمن، وقال رئيس تحريرها كارستن يوسته إنه من المعيب أن يكون جزاء شخص يقوم بعمله حسب القانون الدانماركي والتقاليد الصحفية الدانماركية أن يهدد بالقتل. قلق حكومي وفي سياق متصل عبر رئيس الوزراء الدانماركي أندرياس فوغ راسموسن عن بالغ قلقه عقب اعتقالات آرهوس صباح أمس الثلاثاء. ورفض راسموسن في بيان صحفي التعليق على القضية، واكتفى بالقول إنه علم بالقضية من الشرطة التي جاءت لوقف عملية القتل. ومن جانبها اعتبرت وزيرة العدل الدانماركية لينا إيسبيرسن في بيان مقتضب أن هذا التطور خطير ومقلق.