كشفت صحيفة فايننشال تايمز أمس الثلاثاء نقلاً عن وثائق غير منشورة لوزارة الاقتصاد الألمانية أن حكومة برلين اتخذت إجراءات صارمة بخصوص علاقاتها التجارية مع إيران وبشكل فاق حجم التوقعات. وقالت الصحيفة إن أرقام وزارة الاقتصاد الألمانية تشير إلي أن ضمانات اعتمادات التصدير التي تُمنح للشركات الألمانية التي تتعامل تجارياً مع إيران انخفضت بشكل قياسي العام الماضي، مشيرة إلي أن الحزب الديمقراطي الحر الألماني المعارض الذي حصل علي الأرقام ابدي قلقه من احتمال أن تمارس الحكومة ضغوطاً إضافية علي الشركات الألمانية التي تتعامل مع إيران بشكل يفوق ما هو مطلوب من العقوبات التي فرضتها الأممالمتحدة بهدف إجبار طهران علي وقف برنامجها النووي. وأضافت نقلاً عن تلك الأرقام أن برلين أصدرت العام الماضي ما قيمته 503 ملايين يورو، أي ما يعادل 730 مليون دولار و374 مليون جنيه إسترليني، من ضمانات اعتماد التصدير لدعم التجارة مع إيران وهو رقم يقل بنسبة 50% عن قيمة ضمانات العام 2006 البالغة 16.1 مليار يورو و20% عن مستوي العام 2004. وأشارت الصحيفة إلي أن المبلغ الإجمالي للضمانات التي أصدرتها الحكومة الألمانية لدعم التجارة مع إيران انخفض من 8.5 مليار يورو إلي 2.5 مليار يورو منذ العام 2004، وقابل ذلك انخفاض في حجم الصادرات الألمانية إلي إيران من 3.4 مليار يورو عام 2004 إلي 3.2 مليار يورو في العام الماضي. ونسبت إلي إلكي هوف النائبة عن الحزب الديمقراطي الحر الألماني المعارض قولها إن حزبها قلق من احتمال أن تكون الشركات الألمانية تدفع وبصورة غير مباشرة ثمن رفض الولاياتالمتحدة الانخراط في محادثات مباشرة مع طهران حول ملفها النووي ويتعين إزاء ذلك وضع إطار قانوني للشركات التي تمارس أنشطة تجارية مشروعة مع إيران وصارت تعاني من مضاعفات العقوبات غير الرسمية . مضاعفة الضغوط جدير بالذكر أن هذه الإجراءات تأتي متزامنةً مع زيارة رئيس الوزراء الصهيوني ايهود اولمرت زيارة تستمر يومين في برلين بهدف إجراء محادثات وصفها بأنها مهمة لأمن إسرائيل وتتعلق خصوصا بالبرنامج النووي الإيراني. وقال مسئول صهيوني كبير إن البرنامج النووي الإيراني سيأخذ حيزا مهما في هذه اللقاءان. وأضاف نرغب في إن تتواصل الضغوط على إيران. ويرى الكيان الصهيوني في إيران أرز عدو استراتيجي لها بعدما دعا الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إلى شطب الدولة العبرية عن الخارطة. وتأتي زيارة اولمرت وهي الثانية له خلال 14 شهرا فيما بدأ مجلس الأمن الدولي في يناير النظر في احتمال فرض عقوبات إضافية على إيران بزعم أنها تتبع برنامجا نوويا عسكريا تحت غطاء انتاج الطاقة. وسبق أن أصدر مجلس الأمن الدولي ثلاثة قرارات بينها اثنان أرفقا بعقوبات بهدف حمل طهران على التعاون بشكل أوثق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم. قصاصات ورق واعتبر احمدي نجاد الاثنين إن القوى الكبرى تلعب بقصاصات ورق عند اعتمادها قرارات في الأممالمتحدة. وألمانيا هي إحدى الدول الكبرى مع الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا التي تجري محادثات مع طهران حول برنامجها النووي المثير للجدل. وهذا البرنامج كان محور الزيارة الأخيرة التي قام بها اولمرت إلى برلين في ديسمبر 2007 حيث دعت ميركل انذاك إلى اعتماد الحزم مع طهران رغم العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين ألمانياوإيران.