شهدت منطقة السفارات الأجنبية بالعاصمة السورية دمشق اليوم الثلاثاء 12/9/2006م اشتباكات عنيفة بين عناصر مسلَّحة استهدفت السفارة الأمريكية وبين قوات الأمن السورية مما أسفر عن مصرع عدد من المهاجمين، وتشير الأنباء إلى تصاعد دخان كثيف من منطقة الاشتباكات، فيما لم تعلن أي جهة مسئوليتها عن العملية. وذكرت وكالات الأنباء أن الاشتباكات التي دارت في حي المالكي الذي يُعتبر مقرًّا للسفارات الأجنبية في البلاد شهدت إطلاق حوالي 15 من قذائف ال"آر بي جيه"، إلى جانب استخدام القنابل في دليل على حدَّتِها.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية "AFP" عن أحد حرَّاس السفارة الأمريكية أن السفارة- التي تقع في منطقة الروضة- هي المقصودة بتلك العملية، بينما ذكرت أنباء أخرى أن 2 من المسلَّحين هاجَما السفارة الأمريكية، وتقوم قوات الأمن السورية حاليًا بحصار السفارة، فيما توجَّهت سيارات الإطفاء والإسعاف إلى المنطقة التي تقع السفارة العراقية في منطقة الرمانة المجاورة لها.
من جهته أعلن وزير الداخلية السوري مقتل 3 من مهاجمي السفارة الأمريكية، فيما نقلت وكالة (رويترز) عن مسئول رسمي سوري قوله إن 4 من المسلَّحين الذين هاجموا السفارة قد لقوا مصرعهم، بينما أكد شهود عيان مصرعَ رجل أمن سوري ووقوع بعض الإصابات الأخرى.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية وقوع هجوم على السفارة الأمريكيةبدمشق، وأعلنت السلطات السورية أن عملية اليوم "إرهابية" نفذتها مجموعة "تكفيرية" كانت تنوي تفجير سيارة مفخخة أمام السفارة الأمريكية.
وفي تعليقه على الأحداث أكد المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني أنه يصعُب في الفترة الحالية التكهُّن بطبيعة الاشتباكات بالنظر إلى تكتم السلطات السورية على المعلومات، وهو الأمر الذي أكد أنه معتادٌ في مثل هذه الحوادث.
وأشار البيانوني في تصريحات لقناة (الجزيرة) الفضائية إلى أن كل الاحتمالات مفتوحة لتفسير الحادث، موضحًا أن الموقف قد يكون في إطار صراعات سياسية وأمنية سورية، خاصةً أن المنطقة قريبة من القصر الجمهوري السوري.
وذكر البيانوني أن المنطقة التي تدور فيها الاشتباكاتُ تُعتبر من المناطق عالية التأمين، الأمر الذي قد يشير إلى أن الحادث مفتعَل، وأوضح أن بعضَ الحوادث الأمنية التي وقعت في سوريا قد اتضح فيما بعد أنها مفتعَلة، مضيفًا أن السلطات السورية قد تكون افتعلت هذه الحوادث للإشارة إلى أنها أيضًا مستهدفةٌ من جانب جماعات العنف؛ بهدف صرف النظر عن تورُّطِها في التفجيرات والاغتيالات التي تقع في لبنان، كما أشار إلى احتمال تورُّط بعض التنظيمات المسلَّحة في تلك العملية.