طالبت فعاليات مغربية، نظمها مثقفون وعلماء دين ومفكرون ينتسبون لتوجهات مختلفة،بضرورة إبعاد العسكر عن ممارسة السياسة في مصر، معلنين مساندتهم لحق الرافضين للانقلاب العسكري في التعبير عن مواقفهم من خلال مختلف الاحتجاجات السلمية. وأعرب الموقعون على بيان حمل عنوان - كفى من المجازر- بحسب تقرير نشرته جريدة القدس العربي اللندنية أمس، عن تضامنهم غير المشروط مع ضحايا مجازر الانقلاب العسكري الدموي ، وتدابيره القمعية بمختلف أشكالها، وإكبارهم لقوافل الشهداء التي قدمت أرواحها فداء لمصر متحررة من الاستبداد. وطالب مثقفو المغرب وأغلبهم ذوو مرجعيات إسلامية وأخرى يسارية، المنظمات الحقوقية والمؤسسات الدولية بممارسة ضغوطاتها من أجل إيقاف حمامات الدم اليومية التي يذهب ضحيتها المئات من العزل، واعتبار ما حصل من مجازر في مصر جرائم ضد الإنسانية، وتجميد جميع صفقات بيع الأسلحة للجيش المصري إلى غاية عودة الشرعية والعمل بالدستور. وشدد أصحاب بيان "كفى من المجازر" على ضرورة التئام مختلف القوى السياسية المصرية المدنية المستقلة في قراراتها لوضع خطة متوافق عليها تحفظ وحدة الدولة المصرية وشرعيتها الدستورية، وتصون الدم المصري، وتعيد لملمة شمل الجماعة الوطنية المصرية، وتقيها من التفتت والانهيار، في إطار توافق سياسي مدني حول المقومات الجوهرية للدولة المدنية، دون نزوع هيمني أو إقصائي. وذكر البيان أن المجازر والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يتعرض لها الشعب المصري، والتي تكشف عن الطبيعة الإجرامية للطغمة الانقلابية وكل المتواطئين معها، مشيرا إلى أن مصر صارت عنوانا من عناوين القتل والتدمير في أبشع صوره، بعد أن تمت شيطنة مكونات تنتمي إلى الشعب المصري لتسويغ القتل والحرق والاعتقال . من جهة أخري وصف البيان ما جرى بمصر يوم 3 يوليو الماضي بأنه "انقلاب على كل قيم الديمقراطية، والتعايش، والتوافق، والتواصل، والاختلاف من خلال الآليات السلمية"، لافتا إلى أن نجاح انقلاب العسكر في مصر لا يمكن إلا أن يمر على أجساد الآلاف من المصريين التواقين لدولة تحفظ حرياتهم وكرامتهم، وتنتصر لسيادة الشعب، وهو ما ينبئ بمستقبل قاتم لم يكن لأكثر المتشائمين أن يتصوره لثورة 25 يناير 2011 المجيدة. ومن الجدير بالذكر أن الموقعين علي البيان عدد من الشخصيات من بينها: إدريس الكتاني، رئيس نادي الفكر الإسلامي، وفؤاد عبد المومني، الناشط الاقتصادي والمناضل اليساري المستقل، وعبد العالي المسؤول، أستاذ محاضر بجامعة محمد بن عبد الله ذ فاس، وعبد اللطيف جسوس، العلامة المغربي، وعمر أمكاسو نائب الامين العام لجماعة العدل والإحسان (شبه محظورة)، وخديجة مفيد، أستاذة جامعية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- الدار البيضا،. وحسناء القطني، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، ومحمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح (النواة الدعوية لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم)، ومحمد المرواني، رئيس حزب الأمة الإسلامي المعارض (قضت المحكمة الإدارية بالرباط برفض دعوى وزارة الداخلية بإبطال التصريح بتأسيسه قبل نحو سنة)، وعبد السلام البقوي رئيس جمعية هيآت المحامين بالمغرب، ومحمد منار باحث في القانون الدستوري والعلوم السياسي، وإدريس مستعد رئيس االحركة من أجل الأمة'، (النواة الدعوية لحزب الأمة).