form id="MasterForm" onsubmit="var btn=window.document.getElementById("psbtn");if(this.s && btn){btn.click(); return false;}" enctype="multipart/form-data" method="post" action="/mail/InboxLight.aspx?n=1299116633" div id="mpf0_readMsgBodyContainer" class="ReadMsgBody" onclick="return Control.invoke("MessagePartBody","_onBodyClick",event,event);" قضيت الأيام الماضية مصدوما بهول الوحشية التي مارستها آلة قتل القوات المصرية على المواطنين العزل ..أهم سؤال قفز إلى ذهني واستعصى علي حله هو: أليس هؤلاء مواطنون مصريون مهما بدر منهم ؟ ألم يكن هؤلاء يتظاهرون سلميا فلم كل تلك الوحشية التي تدع الحليم حيران ، وتستدعي صور الوحشية من أشد القرون ظلما ، وربما تفوق مجازر الهولوكوست المزعومة لليهود ومحاكم التفتيش ، وبطش الفراعنة وقتل البوذيين الصينيين للمسلمي بلادهم ، وسحق قومية الروهنجا المسلمة في بورما ومقتل سربرنتسا البوسنية ،كل هاتيك المآسي تصغر في البشاعة أمام ما حدث في مصر ليس بالضرروة أن تفوقها في عدد الضحايا، بل في الغرابة والبشاعة والمفاجأة فأولئك قتلهم قوات أو مليشيات حاقدة كافرة لا تمت لهم بصلة الدين والقربى أما هؤلاء فقد قتلهم أبناء عمومتهم وزملاؤهم في المدارس وجيرانهم ومسئولو حكومتهم . أعرف أن الشعب المصري الذي نعم بالهدوء ، وهو شعب لم يتعود على أعمال القتل والوحشية ولم تجر على أرضه معارك متسلسلة غيرت من طبيعته الإنسانية، وتمحي فيها معاني الإنسانية ، وإذا مات لأسرة فقيد أقاموا له سرادق العزاء وتقاطروا على بيته لتثبيت فؤاده وقرأوا له القرآن.. فلم هذا التحول السريع المفاجئ لطبائع المصريين ..وما الذي أوصل عداء العلمانيين إلى هذا الحد الذي تتصاغر أمامه عداء الأمريكان وإسرائيل وكل حاقد للإسلام والمسلمين .. من المخزيات أن العاهل السعودي الملك عبد الله حمل على عاتقه تأييد جمهورية القتل التي أعلنت ميلادها في مصرن بكل ثقله الدبلوماسي والمالي وبشكل يتجاوز كل معاني الإنسانية، حتى إنه لم يخطر في ذهنه ولا ذهن مستشاريه أن يبعث تعازي حارة إلى الأمة الإسلامية والمصرية من هذا العدد الهائل من أبنائها المتوضئين المثقفين الذين سحقوا بين عشية وضحاها لا لذنب ارتكبوا ولا لجريرة اقترفوا..سوى وقوفهم الطويل في الميادين يطالبون عودة الشرعية ...هذا كل ذنبهم ..واستحقوا بذلك كل النعوت التي استدعا حملة القلم من كتاب صحف العÙ �مانية ورعاة البلطجية من قواميس الحقد والكراهية.. كل هذه الأسئلة وغيرها وجدت لها إجابة شفت فؤادي أثناء تأملات في سورة آل عمران .. وهي أن هؤلاء المضطهدين على أعتاب النصر والغلبة وقد لاحت لهم أعلامه وخفقت لهم بنوده، فارتفعت به معنوياتهم ، وأن هذه المجازر والوحشية ما هي إلا لتمييز الصفوف ..فالله وعد بأنه لن يدع الناس على ما هم عليه حتى يمييز الخبيث من الطيب (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يمييز الخبيث من الطيب)[آل عمران/179] وقال سبحانه (وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين) [آل عمران/141] ليس للآيتين معنى إلا ما وقع في صفوف المسلمين ي وم أحد، وما وقع للمسلمين في مصر وفي كل مكان ..إن التاريخ يعيد نفسه فحين تولى الإخوان الحكم ومن لفَّ لفهم ، ودار في فلكهم ..كانوا بحاجة إلى تمحيص صفوفهم فبعضهم مالوا إلى الحطام (منكم من يريد الدنيا )[آل عمران/152] وإلى المناصب وتناسوا إخوانهم في الدين وشركاءهم في الوطن وراح بعضهم يلتهمون الامتيازات انتفاعا بالحكم واستعجالا بحيازة المغانم . فالآن يصبحون أهلا لأن يكون أحلم الناس وأبعدهم نظرا وأسدهم فكرا، وحينئذ يكونون أهلا لقيادة شعب مصر العظيم ، وإرجاع دوره الحضاري ، وتحرير الأقصى وتحرير القدس الشريف، ونصرة المظلومين في كل مكان، ويكون من شيمتهم التواضع والحلم حتى على أعدائهم.. إن بهذا سيكونون أطهر الناس نفسا ، وأعفهم يدا ليمثلوا أخلاق خير أمة أخرجت للناس. أما هؤلاء الذين نزعوا جلباب الحياء والقيم الدينية والحضارية المصرية، وكشروا عن أنياب جهنمية وحشية، واستأسدوا على العزل الضعفاء ثم لم يكتفوا بكل ما فعلوه من إجرام بل بدأوا يبالغون في إظهار صورتهم الحقيقية، ووجهم المخفي ، ويضعهم في عراء ليراهم الجميع بأنهم أبر الناس بيهود وأقساهم على فلسطين، وأرعاهم للمنكر والفواحش . ثم زادوا في الكذب والتضليل الفاضح الذي لن يجلب لهم إلا سخطا عند الله وعند الناس وبدأوا يتحدثون عن الإخوان والمحكمة الجنائية الدولية، ويحاكمون رئيسا شرعيا بسبب لقائه بوفد من حماس، وي برؤون ساحة محمد مبارك من الفساد ، ويدينون مغلوبا على أمره بأنه قتل، ويقيمون العزاء لحفنة من الشرطة قتلوا (25 مجندا من خيرة شباب مصر اغتالتهم يد الغدر والخيانة وجادوا بأرواحهم الطاهرة –حسب تعبير صحيفة الأهرام ) وحاشا أن أقلل من شأن قتلهم وإقامة عزاء لهم ،ولكن أين العدل في الفعال ولا يقيمون عزاء ولا وزنا لآلاف الضحايا من شباب مصر وكهولها. ثم بعد ذلك لا يرحمون شيخا لشيخوخة ولا لمكلوم الفؤاد ، ومجروح القلب ... يا ليت شعري !كيف حال محمد بديع الذي قتلوا نجله ظلما ثم يساق إلى السجن ولم تجف دموعه الحرَّى من خده ، ومحمد البلتاجي الذي طعنوا قلب فÙ �ذة كبده، وحبيبة قلبه ، ومئات بل آلاف من أمثالهم من أسر مصر. هؤلاء مظلومون حقا والله ينصر المظلومين وإن دولة الظلم لن تدوم بإذن الله! *باحث وأكاديمي من الصومال