كشف مسئول أمريكي رفيع عن أن كوريا الشمالية لا تعتزم التخلي عن برنامجها للتسلح النووي قبل انتهاء فترة ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش، في مطلع العام المقبل، مما قد يؤدي إلى تجدد التوتر مرة أخرى في شبه الجزيرة الكورية، بعد فترة "هدوء نسبي" بين الدولة الشيوعية والغرب منذ أوائل العام الماضي. وقال المبعوث الأمريكي الخاص لحقوق الإنسان في كوريا الشمالية، جاي ليفكوويتز، إن "كوريا الشمالية ليست جادة في تفكيك منشآتها النووية وفقاً للجدول الزمني"، الذي توصلت إليه الأطراف المشاركة في المحادثات السداسية، في فبراير 2007. وقال ليفكوويتز، خلال منتدى عقد في العاصمة الأمريكيةواشنطن الخميس، إنه "بات واضحاً أن كوريا الشمالية سوف تبقى بنفس حالتها النووية الراهنة، لمدة عام آخر اعتباراً من الآن، عند خروج الرئيس جورج بوش من البيت الأبيض." كما انتقد المسئول الأمريكي كلاً من الصين وكوريا الجنوبية، واللذين كانا يشاركان في المحادثات السداسية، والتي تشارك فيها أيضاً روسيا واليابان، قائلاً إن بكين وسيؤول "لم تمارسا الضغوط الكافية على النظام في الشطر الشمالي، من أجل الحد من طموحاته النووية." ودعا ليفكوويتز إلى انتهاج ما وصفه ب"أسلوب جديد" في عمل المباحثات السداسية، وذلك من خلال ربط مسألة حقوق الإنسان بأية ارتباطات دبلوماسية، وأن يكون التقدم في قضايا حقوق الإنسان شرطاً لأي نوع من التطبيع الدبلوماسي. وكانت كوريا الشمالية قد اتهمت الولاياتالمتحدة بالإخلال بالتزاماتها نحو اتفاقية تفكيكبرنامجها النووي، مشيرة إلى أنها قدمت لائحة بكافة برامجها النووية إلى واشنطن،متهمة إياها، والدول الخمس المشاركة في المباحثات السداسية، بالتباطؤ في تقديمالمساعدات الاقتصادية والسياسية الموعود بها في المقابل. وأعلن نظام بيونغ يانغ الشيوعي إبطاء عملية تفكيك منشآته النووية كرد للإخلالبالاتفاقية التاريخية، التي أنهت التوتر النووي في شبه الجزيرة الكورية. وكان نظام بيونغ يانغ قد تعهد في أكتوبر الماضي، بتفكيك مفاعل "يونغبيون" الرئيسي، وتقديم لائحة بكافة برامجه النووية في 31 ديسمبر من العام 2007، مقابل تلقيه مساعدات اقتصادية ومكاسب سياسية. وفي وقت سابق، أوقفت كوريا الشمالية العمل في مفاعل إنتاج البلوتونيوم في يوليو الماضي، فيما يجري العمل على تفكيكه بمساعدة خبراء أمريكيين. وبدأت المواجهة بين بيونغ وواشنطن في أواخر عام 2002 عندما اتهمت الأخيرة النظام الشيوعي بتخصيب اليورانيوم سراً في انتهاك لاتفاقية نزع أسلحة الدمار الشامل الموقعة عام 1994. وبدأت المباحثات السداسية بمشاركة كل من الولاياتالمتحدة، وكوريا الجنوبية، واليابان، والصين، وروسيا، إلى جانب كوريا الشمالية، لإنهاء الأزمة النووية في شبة الجزيرة الكورية، في أواخر عام 2003. وأجرت كوريا الشمالية أولى تجاربها النووية في أكتوبر عام 2006، قبيل استئناف المباحثات السداسية التي أسفرت عن اتفاق 13 فبراير العام التالي. وفي وقت سابق، أعربت الولاياتالمتحدة عن يقينها بأن كوريا الشمالية لم تتورط في "نشاطات إرهابية" منذ عام 1987، وذلك على العكس مما ورد في تقرير صادر عن الكونغرس أكد أن كوريا الشمالية تدعم بعض المنظمات الدولية التي تعتبرها واشنطن إرهابية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، شين ماكورماك، إنه على علم بما ورد في تقرير الكونغرس، ولكنه يؤكد في الوقت نفسه ما ورد في التقرير السنوي حول الإرهاب، الصادر عن الخارجية الأمريكية، والذي جاء فيه أن كوريا الشمالية لم تتورط في نشاطات داعمة للإرهاب منذ عام 1987. وكان التقرير الصادر عن الكونغرس قد عبر عن القلق من احتمال إزالة اسم كوريا الشمالية من على القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وأشار إلى أن بيونغ يانغ قد قدمت مساعدات لكل من "حزب الله" اللبناني ، وجبهة "نمور التاميل" السريلانكية، اللتين تعتبرهما واشنطن من بين المنظمات الإرهابية. وشدد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية على أن الإجراءات الخاصة بإزالة اسم كوريا الشمالية من على القائمة الأمريكية السوداء تمضي في طريقها، وأن تلك الإجراءات تتوافق تماماً مع القوانين الأمريكية. وكانت كوريا الشمالية قد طالبت باستمرار أن يتم رفعها من القائمة الأمريكية، وأن تطبع علاقاتها مع الولاياتالمتحدة من أجل أن تخرج من عزلتها السياسية والاقتصادية على الصعيد الدولي.