قتل "عشرات" الاشخاص في جنوب العراق الجمعة خلال مواجهات بين قوات عراقية وجماعة عقائدية تؤمن بظهور الامام المهدي وذلك عشية احياء ذكرى عاشوراء ومقتل الامام الحسين. واعلن قائد شرطة البصرة (550 كلم جنوب بغداد) اللواء الركن عبد الجليل خلف مقتل القائد العسكري لجماعة عقائدية شيعية من المهداويين مع "العشرات من اتباعه" خلال اشباكات بدأت ظهرا. وقال خلف ان "قوات الشرطة تمكنت من قتل القائد العسكري لجماعة احمد ابن الحسن البصري الملقب باليماني والمدعو ابو مصطفى الانصاري خلال الاشتباكات". واكد ان "المواجهات اسفرت عن مقتل العشرات من الجماعة واعتقال العشرات ايضا" مشيرا الى ان المواجهات شملت احياء الجمهورية والاندلس وجنينة وسط البصرة". ولم يكن ممكنا تاكيد ذلك بواسطة مصادر اخرى. وافاد مراسل فرانس برس ان قوات الجيش والشرطة انتشرت بشكل مكثف في جميع شوارع البصرة وتوقفت الدبابات في مداخل المدينة فيما تحلق مروحيات الجيش العراقي باسناد من طائرات قوات التحالف. ويؤكد مسؤول في البصرة رفض الكشف عن اسمه ان "اليماني يدعي قيام الحجة (المهدي المنتظر) في العاشر من محرم (عاشوراء) حيث يجب قتل العلماء والمرجعيات الدينية تمهيدا لظهوره". و"اليماني" لقب لزعماء الجماعات التي تؤمن بظهور وشيك للامام المنتظر ويطلق عليها "المهداوية". يشار الى ان المعتقدات الشيعية تذكر رجلا "يمانيا" سيمهد الطريق لظهور المهدي. واشار المصدر الى ان "هذا الشخص ظهر مع جماعته للمرة الاولى في منطقة السهلة في الكوفة (150 كلم جنوب بغداد) العام 2004 وتمكنت القوات الاسبانية انذاك من قتل اتباعه لكنه تمكن من الهروب الى البصرة. وعمل اليماني على ترتيب صفوف جماعته مرة اخرى خلال هذه الفترة في البصرة والناصرية. ويعمل على نشر افكاره من خلال موقع على شبكة الانترنت. وفي الناصرية (385 كلم جنوب بغداد) قتل ما لا يقل عن تسعة اشخاص بينهم ثلاثة ضباط في الشرطة واصيب نحو 25 اخرين في اشتباكات اندلعت ظهرا ايضا في وقت واحد تقريبا مع مواجهات البصرة بين قوات الامن والجماعة ذاتها. وقال الطبيب هادي الرماحي مدير عام دائرة الصحة في الناصرية ان "تسعة اشخاص بينهم ثلاثة ضباط وامرأة وثلاثة من عناصر الشرطة قتلوا واصيب 25 اخرون بجروح جراء الاشتباكات". واكد مصدر امني ان "قناصا تابعا للجماعة الدينية المتطرفة قتل امر فوج الطوارىء العميد الركن ناجي الجابري كما قتل مدير غرفة عمليات الشرطة". واضاف ان "جماعة من المهداويين هاجمت مقر استخبارات الشرطة في الناصرية بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة واندلعت اشتباكات ادت الى مقتل العقيد زامل رميض معاون مدير الاستخبارات". واعلنت السلطات المحلية حظر التجول في المدينة "حتى اشعار اخر". ووفقا لشهود عيان فان الاشتباكات اندلعت بعد ان رفض عناصر الجماعة الذين جاؤوا الى المسجد مسلحين ان يخفوا سلاحهم. واكد الشهود ان "الشرطة قالت لن نمنعكم من اداء الصلاة لكن لا نريد رؤية مظاهر مسلحة الا ان الجماعة رفضت طلب الشرطة وقالت ان الامام المهدي سيظهر اليوم ونحن نريد ان نقاتل الى جانبه المرتدين. الى ذلك اعلن مصدر في الشرطة "اعتقال 18 من الجماعة المتطرفة بينهم جرحى فضلا عن السيطرة على مقرهم في الصالحية" احد احياء الناصرية. وطبقا لمصادر امنية في البصرة يدعي البصري انه السفير او النائب الخامس للامام المهدي المنتظر. ويؤمن الشيعة الاثني عشرية ان المهدي وهو الامام الثاني عشر سيظهر في اخر الزمان "ليملآ الدنيا عدلا بعد ان ملئت جورا وظلما" على ان يسبق ظهوره بروز عدد من سفرائه تمهيدا لذلك. ويعتقد اتباع الشيعة بوجود نواب اربعة للامام المهدي المنتظر وهم ابو جعفر محمد بن عثمان الاسدي والامام عثمان بن سعيد الاسدي الخلاني (والد محمد بن عثمان) والشيخ ابو القاسم حسين النوبختي وابو الحسن علي بن محمد السمري الذين تتوزع مراقدهم في اماكن متفرقة في بغداد. يشار الى ان المراجع الاربعة او "السفراء" وفقا للمفهوم الشيعي كانوا نواب الامام المهدي المنتظر ابان فترة "الغيبة الصغرى" التي استمرت سبعين عاما قبل حلول "الغيبة الكبرى" التي ما تزال مستمرة منذ القرن الحادي عشر حتى الان. وقد اختفى الامام الثاني عشر لدى الشيعة الجعفرية محمد عندما كان لا يزال في السادسة من عمره (عام 878 ميلادية) وهو نجل الامام الحسن العسكري الذي توفي عام 874 ميلادية. وكانت جماعة دينية مسلحة تطلق على نفسها "جند السماء" ظهرت تقريبا في التاريخ ذاته من العام الماضي في منطقة الزرقة قرب النجف حيث اشتبكت مع القوات العراقية والاميركية. واسفرت الاشتباكات انذاك عن مقتل حوالى 300 شخص من الجماعة بينهم قائدها الذي ادعى بانه سفير الامام المهدي فضلا عن اعتقال اكثر من 500 اخرين. وطبقا لمعلومات مصادرها الشرطة ومكتب المحافظ وسكان الزرقة (20 كلم شمال النجف) فان زعيم جند السماء سامر ابو قمر "يدعي انه الامام المنتظر وسيطبق الرواية القائلة ان الامام يظهر في العاشر من محرم وستكون معركة يقتل فيها العلماء وهي من الدلائل المؤكدة لظهور المهدي. وتحمل الجماعة التي ظهرت اليوم في البصرة والناصرية الافكار ذاتها.