نزلنا بلغة حوار الشطارة ..إلي لغة بيوت الدعارة .. ، وحولنا المنافسة السياسية إلي صراع بلطجية .. في بلد قد لا يجد في الغد مايسد رمق جوع أطفاله أو يستر عورة عياله .. ومن العجب أن معظم البيزنس الجديد الذي فيه يتنافس المتنافسون سواء ممن يحكمون هذا البلد أو الساعون للقضاء عليهم ليرثوا العرش الملعون الذي قصم ظهر كل من اعتلاه موتا أو هزيمة أو اغتيالا أو سجنا صاروا محصنون بحصانة الدولار والدينار فقد غاب الحساب ولم يطال لا لصوص ولا سفكة الدماء . وبينما تمرح كاميرات الخليج وغير الخليج في كل الميادين والشوارع التي كانت محروسة متي شاءت وكيفما ارادت في عمل هو من أعمال المخابرات في دولة يتربص بها الأعداء في الشرق والغرب والشمال والجنوب تقف كاميراتنا علي وجه مذيعين يتبارون في استخدام مصطلحات تم صياغتها بحبر الأوراك .. ورغم أن متحف الخزف تحطم عن أخره إلا أن عدد الثيران يزداد كل يوم .. كثيرون اصابهم وباء قبح اللسان ولست ادري إذا ما كانت هذه لغتهم في كل المحافل أم قصروها علي الفضائيات وحتي المشايخ ممن يجب أن يعلموا الناس خذو العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين تناسوا ما يعلمون وحولوها قبح بقبح فما بقي في الوطن جمال . تناسينا جميعا أنه لو قيل عين بعين و ضاع العفو لما بقي في الوطن غير العميان .. نحن بحاجة إلي أمرين ضرورين أولهما مبادرة كريمة من كرماء لم يتورطوا في حرب الوساخات حلف فضول يقنع العجول بأن متحف الخزف قد تحطم بالفعل ثم دولة تستعيد سلطتها ،وتدرك مسئوليتها دولة تنزع الخوف من الخائفين افرادا عاديين كانوا أو مستثمرين ..اقباطاً كانوا أو مسلمين ..لقد وصلنا إلي شفا حفرة مجرد التفاؤل بالنجاة منها ترف لا نملكه وقد يحتاج لمعجزة لا يملكها الرئيس مرسي ولا جماعته الدعوية السياسية فالرئيس مرسي ليس صانع معجزات . وإذا كان مجرد التفاؤل ترف لا نملكه فإن اليأس خيار لا نتحمله ومن هنا فإن استعادة الشعب لقدرته ربما تصلح لسد هذه الحفرة العميقة من الفراغ المظلم التي تفصلنا عن السير نحو وطن يستحق افضل من ذلك الذي هو فيه.