في صباح اليوم عند ركوبي لوسيلة النقل العام كعادتي، ينتابني الغضب لتأخري على موعد العمل، فصعدت إلى الحافلة وبدأت النظر بالساعة قلقًا ومتوترًا مع تأففات على زحام الطريق وانشغال الحكومة عنه بالصراع على السلطة وتقاسم الوليمة، مما يعطل الكثير من موظفي الدولة عن أشغالهم.فتذكرت الأحزاب والانقسامات والاشتباكات والصراعات حول منطق مصلحتي أولاً والقرارات التي تصدر لصالح فئة على حساب الأخرى، وفجأة شعرت بكف صغير على كتفي يخرجني من تلك الحرب الداخلية، وعندما التفت وجدت طفلة في سن الأربع سنوات منغولية، مصابة بالسرطان تنظر إليّ والدموع تملأ عينيها وهي تشير إلى نفسها قائلة منة.فلم أنتبه منذ اللحظة الأولى ماذا تعني بذلك، وأعطيتها ظهري مرة أخرى، فنبهتني مرة ثانية وأشارت لنفسها قائلة منة فأخبرتني والدتها بأن اسمها منة فتسلل إلى عقلي في تلك الوهلة بأنها تنبهني أن هناك من هو أهم من الطريق والصراع على السلطة والأحزاب والانقسامات.فهناك من هم مثل منة أولى بانتباهنا إليهم يحتاجون للعلاج والرعاية الخاصة كي يعيشوا فقط فتلك الحالات تحتاج المال كي تعيش ليست كغيرها تحتاج المعيشة من أجل المال، ولكن أين مرسي من تلك الأطفال المصابة بالسرطان وفي حاجة للعلاج على نفقة الدولة؟، مرسي ناسي منة تلك العبارة التي خطرت في عقلي منذ رأيتها وشعرت بمدى معاناة هؤلاء الأطفال، فمنة ليست حالة ولكنها ترمز لكل من يرجو الحياه فقط، هل في صراعات الدولة تذكرنا تلك الحالات أم كل مانعانيه هو من يتولى منصب أو يترك منصب، فأنا هنا لا أهاجم فئة بذاتها بل أهاجم كل المصريين لانشغالهم مصالحهم الشخصية على حساب المهمون المهمشون ممن اعتدنا على وجودهم على شاشات التلفاذ يمدون أيديهم لأخذ الصدقة، ألا يستحقوا الحزن لحالهم مثل أطفال غزة؟! ،لما نتركهم مادام بإمكاننا التبرع لأطفال العرب؟!،بنسيب البيت ونتبرع للجامع؟!.