كتب / محمد كساب:شهدت نقابة الصحفيين، مساء أمس السبت، احتفالية تأبين للدكتور أحمد العسال، الرئيس السابق للجامعة الاسلامية العالمية فى العاصمة الباكستانية اسلام آباد، الذى توفى فى الحادى عشر من يوليو الماضى.وكان حضور المرشد العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين، محمد مهدى عاكف، والشيخ يوسف القرضاوى، والدكتور حسن الشافعى، رئيس الجامعة الاسلامية باسلام آباد، والدكتور محمود جامع، الطبيب الشخصى للرئيس الراحل أنور السادات، لافتاً للأنظار من بين العديد ممن حضروا الاحتفالية من تلامذته وأصدقائه.وفيما بدأت الاحتفالية التى نظمها مركز الاعلام العربى بعرض فيلم تسجيلى قصير عن رحلة الدكتور العسال، قال الشيخ يوسف القرضاوى عنه كنت أود أن يرثينى فهو أصغر منى سنتين، لكن قدر الله أن أرثى أكثر أصحابى وأودعه، مضيفاً أنه كان مصدر اشعاع روحى، وكان أهم ما كان يتميز به هو الايمان القوى وطيب الخلق وقوة الكلمة والتأثير بغير تكلف.وأخذ القرضاوى يسرد بعضاً من الحكايات والذكريات التى كانت تجمعهما سوياً بداية من صداقتهما فى معهد طنطا ومشاركتهما فى المظاهرات ضد الانجليز ودخولهما المعتقل خلال فترة الخمسينات، وعملهما سوياً فى دولة قطر، مشيراً إلى سبب صداقتهما التى جاءت بعد موقف سأله أحد المدرسين خلال دراستهما بالمعهد ماذا تريد أن تكون فرد عليه القرضاوى أريد أن أكون شيخاً للأزهر، فقال له العسال أنت لم تصل لمنصب شيخ الأزهر ولكن الله ادخر لك منصب شيخ الأمة.معرباً عن أنه كان مؤمناً جدا بهكنا نسير معاً إلى أن فرقنا الموت .. انتقل العسال إلى رب كريم تاركاً فى كل نفس محبة وفى كل عين دمعة وفى كل مكان أثراً صالحاً.ومن جانبها، قالت يسرية الزفتاوى، زوجة الدكتور أحمد العسال، إنه كان إنسان متميز رقيق القلب والوجدان، متطرقة إلى المراحل والمحطات البارزة فى حياته.وتجدر الاشارة إلى أن الدكتور أحمد العسال، يعد عالماً وداعية إسلامى مصرى، أحد أعلام دعاة الاخوان المسلمين، من مواليد 16 مايو 1928م، حيث نشأ في قرية الفرستق مركز بسيون بمحافظة الغربية، أتم حفظَ القرآن كاملاً في سنِّ العاشرة والنصف، وحصل على جائزة الملك فاروق التي خصَّصها لمن يتمّ حفظَ القرآن كاملاً قبل سن الثانية عشرةكما رافق الدكتور يوسف القرضاوى في الدراسة بالأزهر الشريف، حيث عمل العسال أستاذًا، ثم رئيسًا للجامعة الإسلامية بباكستان وساهم فى تأسيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، صاحب المسيرة الطويلة مع الدعوة الإسلامية، التي بدأها منذ خمسينيات القرن الماضي، متخرجاً من كلية الشريعة جامعة الأزهر تخصص تدريس عام 1958م، ليعمل بعد ذلك في مكتب شيخ الأزهر الأسبق الشيخ محمود شلتوت، رحمه الله، عام 1960موحصل على الدكتوراه في أصول الفقه من إنجلترا عام 1968م، عمل بالجامعة الإسلامية العالَمية بباكستان نائبًا فرئيسًا فمستشاراً، وله باع طويل في تأليف المناهج والعديد من المؤلفات في مختلف المجالات الإسلامية، وأسس دار الرعاية الإسلامية في إنجلترا فى نهاية فترة الستينات.
