انتشر لقب داعية إسلامي، في زمن لا يُعرف فيه الداعي إلى الهداية من الداعي إلى الفتنة، فهناك من الدعاة من يدعو إلى الخير، ويهاجمه خصومه بأنه لا يعرف معنى الدعوة، وهناك من الناس من لا يصدر عنه غير الثرثرة، ويلقبه أنصاره بإمام الدعاة.ومن هؤلاء الذين نالوا لقب الداعية الشيخ وجدي غنيم الذي يمني نفسه الآن بقرار عفو من رئيس الجمهورية د. محمد مرسي في القضية المعروفة باسم التنظيم الدولي للإخوان، والتي أصدرت المحكمة العسكرية حكمها فيها بسجنه خمس سنوات، حتى يعود إلى مصر بعد هروبه لقطر خوفا من الحبس.وجدي غنيم الداعية صاحب ال61 عاماً، شق طريقه مع الدعوى بالهواية بعد أن حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة الإسكندرية عام 1973، وعمل بالتجارة، وبعدها قرر أن يشق طريقه مع الدعوى لعلها تكون الطريق الأكثر ربحًا، وذلك بعد أن حصل على عدد من الشهادات في الدراسات الإسلامية.آراء وجدي غنيم المثيرة للجدل جعلته يأخذ لقب الداعية المطرود، فقد طرد من قبل، بسبب خطابه الديني، من عدة دول أبرزها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبريطانيا، والبحرين، وجنوب إفريقيا، كما تم ترحيله من البحرين على خلفية اتهامه من قبل 3 نواب من التجمع السلفي بمجلس الأمة الكويتي بالإساءة للشعب الكويتي وأميره إبان حرب الخليج عام 1990.ومن الفتاوى الأكثر جدلاً للداعية السلفي الهارب في قطر الآن، هي تحريم انتخاب د. محمد البرادعي، الوكيل السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووصفه له بالعلماني المنحل، وعلى الجانب الآخر أحل غنيم انتخاب الشيخ حازم أبو إسماعيل، بقوله لا يجب أن نرشح إلا من يحمل مشروعًا إسلاميًّا.. أما العلمانيون وغيرهم فلا يجوز ترشيحهم، إضافة إلى مهاجمته للداعية عمرو خالد، ووصفه للمفكر الراحل د. نصر حامد أبوزيد بالمرتد.غنيم يطلب العفو الآن، والسماح له بالعودة إلا مصر، بعد أن ظلمه نظام مبارك، ولكن انتقاداته الكثيرة للمجلس العسكري بسبب عدم دعمه للجيش السوري الحر، سيجعل الصدام وشيكا بين الرئيس والمشير.