غزة _علاء المشهراويهدمت الجرافات الاسرائيلية، اليوم الثلاثاء، جميع بيوت قرية العراقيب البدوية في النقب، بعد أن اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة القرية مدعومة بأكثر من ألف جندي، فيما وقعت مواجهات بين المواطنين وعناصر الشرطة في المكان.ويبلغ عدد سكان القرية الواقع بجوار مدينة رهط، والتي لا تعترف بها السلطات الاسرائيلية حوالي 700 نسمة يقطنون في حوالي 30 منزلا غالبيتها مبنية من الخشب وألواح الزينكو.وأفادت مصادر من داخل القرية، أن المواجهات وقعت بين السكان وعناصر الشرطة عندما شرعت الشرطة باخلائهم من بيوتهم، كما قام الشبان باشعال الإطارات، وتصدوا للجرافات التي هدمت بيوتهم بالقوة، فيما أغلقت الشرطة مداخل القرية وحلقت طائرات مروحية في سمائها لمراقبة تحركات المواطنين.وأضافت المصادر أن السلطات الاسرائيلية اقتلعت حتى الأشجار داخل القرية، وأزالت كافة معالمها، وابعدت ساكنيها عن المنطقة بعد أن اعتدت على العديد منهم بقوة السلاح، ونقلت الاطفال والنساء من البيوت إلى ساعة المصلى داخل مقبرة القرية، قبيل الشروع بهدم البيوت، وسط صراخ وبكاء شديدين للاطفال.من جهتها دعت الحركة الإسلامية في أراضي 48، إلى تحرك سريع على مستوى لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية لمعالجة هذه الجريمة النكرات حتى لا نصبح جميعنا لقمة سائغة لأعدائنا المتربصين بنا فنقول حينها أكلت يوم أكلت العراقيب.وكانت قرية العراقيب تعرضت لاعتداءات اسرائيلية مستمرة، كما استولت الكيرين كاييمت على مئات الدونمات من اراضي القرية بحجة أن الأرض تابعة للدولة.وقال سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، المحامي أيمن عودة، صباح اليوم الثلاثاء، من موقع قرية العراقيب التي دمرتها القوات الإسرائيلية إن شباب النقب مصرون على اعادة بناء القرية ابتداء من اليوم، ولن نسمح لهذه الجريمة أن تمر.الى ذلك اعتبر الناطق باسم حركة حماس في محافظة شمال قطاع غزة عبد اللطيف القانوع أن ما قامت به قوات الاحتلال من هدم في قرية العراقيب جنوب مدينة رهط في النقب وتشريد المئات من ساكنيها بمشاركة الآلآف من جنود الاحتلال وتغطية جوية بالطائرت هو إرهاب دولة حقيقي منظم و.يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وتعدياً سافراً على مواطنين أبرياء عزل يعيشون في مساكنهم وبيوتهم البسيطة ويمثل عنصرية مقيتة لوجه الاحتلال.وحذر القانوع من مواصلة مسح وتدمير القرى والمدن الفلسطينية في النقب والتي يزيد عددها عن 40 قرية معتبراً أن ما قامت به قوات الاحتلال صباح اليوم هو استكمال واستمرار لمخططات الاستيطان والتهويد في الضفة الغربيةوالقدس .ودعا القانوع مؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي إلى ضرورة الوقوف في وجه هذه الغطرسة والعنصرية الصهيونية التي تحاول مسح وطمس معالم وآثار القرى والمدن الفلسطينية في النقب المحتل.وأشار القانوع:إلى ضرورة التصدي لهذه المخططات الصهيونية الخطيرة التي تستهدف الإنسان الفلسطيني الحر داعياً أهالي وسكان مدينة النقب المحتل وقرآها إلى الوقوف سدا منيعاً وصفاً واحداً في وجه العدو الإسرائيلي .الى ذلك صرَّح مصدر مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي بأن سياسة الهدم الصهيونية لمنازل المقدسيين تمثل حالةً عدوانيةً ملازمةً للاسرائيليين يسعون من ورائها لتهجير فلسطينيي الداخل المحتل عن أراضيهم.وقال المصدر المسؤول في تصريح مكتوب: إننا ننبه أهلنا في القدس وفي الأراضي المحتلة عام 1948م، أمام نكبةٍ جديدة بفعل هذه الحرب والسياسة التوسعية، الأمر الذي يستدعي منا وحدةً في الموقف وتضامناً واسعاً لمواجهة المخطط العدواني الاسرائيلي .وحذر المسؤول في الجهاد الاسلامي من أن استمرار الحراك التفاوضي مع كيان الاحتلال يُمثل ستاراً لنهب أرضنا وتهويد مقدساتنا، وعليه نطالب بوقف هذا الحراك المخزي فوراً.ودعا جماهير الشعب الفلسطيني وخاصةً في الداخل المحتل بالثبات على أرضهم، وإفشال المخططات الصهيونية الرامية لاقتلاعهم وتهجيرهم عنها، ودعا إلى موقف عربي وإسلامي شجاع وحازم لنصرة الشعب الفلسطيني الذي يتصدى وحده لعدوان اسرائيل المتصاعد، والذي قد يطال عمَّا قريب مقدسات الأمة الاسلاميه .
