بعد قرابة عام ونصف علي قيام ثورة يناير المجيدة، وبعد أحداث مريرة تتابعت علينا خلال تلك الفترة، تتجه مصر إلي خطوة ننتظرها معا بلهفة واشتياق.. إلي رئيس يقودنا إلي طريق الديمقراطية ويحقق ما نادت به الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية.وهنا يأتي دورنا جميعا بالمشاركة والاختيار والتفاعل الجماهيري لإنجاح الانتخابات الرئاسية التي تستمد أهميتها باعتبارها تعبير عن إرادة الشعب، ويبقي علينا أن نمنح صوتنا للبرنامج الأكثر قربا منا وللمرشح الذي نثق بتنفيذ ما يعد به، وتلك ثقة لا تأتي إلا من خلال مصداقية وأفكار منطقية وواقعية.لأول مرة في مصر تستطيع المشاركة وبكل حرية ولأول مرة سيؤثر رأيك في مستقبل بلادك وأولادك فاذهب إلي صندوق الانتخاب.. ولا يهم من ستنتخب، الأهم أن تشارك ولا تكتفي بالكلام.. واعلم أنه لا يضيع حق وراءه مطالب.إن التقاعس عن المشاركة في الانتخابات مهما كانت الأسباب والدوافع سوف يجعل الساحة المصرية خالية ومهيأة أمام من يسعون لتخريب البلاد وأكل خيراتها، أما مشاركتك الإيجابية سوف تعود بمصر لما كانت عليه في الزمن البعيد كأيام سيدنا يوسف عليه السلام عندما كانت مصر سلة الغذاء للعالم أجمع.لقد كان للسلبية التي مضت ما يبررها آما الآن فمصر علي مشارف مرحلة وآفاق مستقبلية جديدة لزاما علينا أن نشارك فيها، وهو حق أصيل لها علينا، فانزل وشارك وقف أمام الصندوق حتي يتعلم منك الأبناء ويعرفون أن لهم حقاً سيأخذونه بإرادتهم هم من خلال الصندوق الشفاف إن عاجلا أو آجلا، راجع قائمة المرشحين وانصح الأقرباء بمن تشاء وحذرهم ممن تشاء، ولا تستسلم حتي لا يتعلموا الاستسلام.لا تلتفت إلي التشكيك وما يثار حول حيادية لجنة الانتخابات الرئاسية، فقد قيل مثل ذلك قبل الانتخابات البرلمانية الماضية وخرجت نتائجها معبرة عن إرادة الشعب، وتذكر أن هناك من دفع حياته ثمنا حتي يصل صوتك.. وآخر فقد حريته لتتمتع انت بالحرية.. وثالث ضحي بعضو من أعضاء جسده كي تحيا أنت حياة كريمة ودموع لم تجف إلي الآن.. لا تجعلهم يندمون علي ما بذلوا، فلا يعقل بعد كل هذا أن تبقي في بيتك عازفا عن المشاركة وصنع المستقبل.وإعلم أن صوتك الانتخابي لن ينجح في التعبير عن نفسه ولا في التأثير ما لم يكن بالوعي الكافي وبالمعرفة وبالتحرر من كل أشكال التبعية لمشاعر أو عواطف مرضية أو بحثا عن مصالح شخصية ضيقة، وقدآن الآوان لأن نضع مصر علي الطريق الصحيح ويبقي أن تشارك ولا تتردد.