رويترزتعالت نبرة تصريحات الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم الخميس ضد جنوب السودان الذي استقل حديثا بتعهده بان يلقنه الدرس الاخير بالقوة بعد ان سيطر الجنوب على حقل نفطي متنازع عليه.واتهم جنوب السودان البشير بالتخطيط لحملة ابادة عرقية وقال انه سيقاتل لحماية شعبه.واثار تصاعد العنف منذ انقسام السودان الى دولتين المخاوف من ان تشن الدولتان الافريقيتان المستقلتان حربا مفتوحة على بعضهما البعض لاول مرة منذ اعلان اثيوبيا الحرب على اريتريا المستقلة حديثا بين عامي 1998 و2000.والسودان وجنوب السودان من بين افقر دول العالم وقد اوقف النزاع بينهما انتاجهما النفطي بالكامل تقريبا وهو المصدر الذي كان يدعم اقتصاد البلدين.ورقص البشير الذي ارتدى زيا عسكريا تكسوه النياشين ولوح بعصاه أمام حشد كبير في ولاية شمال كرفان الحدودية ووجه تهديدات لزعامة الجنوب الذي انفصل العام الماضي عن السودان بعد عقود من الحرب الاهلية.وأضاف في كلمة بثها التلفزيون الرسمي من مدينة الابيض عاصمة شمال كردفان أعطيناهم دولة كاملة فيها بترول وهم لم يفهموا.. امريكا لن تعاقبهم ولا مجلس الامن لكن احنا اللي حنعاقبهم.. القوات المسلحة.. الشرطة وقوات الامن.. كل الشعب. نرمي عدونا الى الخارج وعايزين يكون الدرس الاخير.وتابع لن نعطي لهم شبرا واحدا من بلدنا واللي هيمد ايده على السودان سنقطعها.وعبرت الصين وهي مستثمر كبير في الدولتين عن قلقها العميق بشأن زيادة التوتر ودعت الجانبين الى وقف القتال والحفاظ على الهدوء والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس.وانفصل جنوب السودان عن الشمال بمباركة من البشير في يوليو تموز وبموجب بنود اتفاقية للسلام أبرمت عام 2005 لكن العنف تصاعد منذ ذلك الحين وأججته نزاعات على الاراضي والنفط وعداءات عرقية.وسيطر جنوب السودان الاسبوع الماضي على هجليج وهو حقل نفط متنازع عليه قرب الحدود بين الدولتين قائلا انه جزء من أراضيه ولن ينسحب منه الا اذا أرسلت الاممالمتحدة قوة محايدة الى هناك.وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السوداني الصوارمي خالد عبر الهاتف ان الجيش السوداني يقاتل الان داخل هجليج.وذكر الجيش الشعبي لتحرير السودان وهو جيش الجنوب انه صد مساء يوم الاربعاء هجوما كبيرا على هجليج واوقف القوات السودانية على بعد نحو 28 كيلومترا من المنطقة.وقال المتحدث باسم الجيش فيليب اقوير الجيش الشعبي لتحرير السودان حافظ على مواقعه. كما اتهم السودان بشن هجوم اخر على مناطق حدودية بولاية غرب بحر الغزال التابعة لجنوب السودانوفي مؤشر على اتساع دائرة الصراع قالت حركة العدل والمساواة - التي تعد اقوى الفصائل المتمردة عسكريا في اقليم دارفور الغربي - انها شنت هجوما على منطقة الخرسانة النفطية القريبة من هجليج.وقال جبريل ادم بلال المتحدث باسم حركة العدل والمساواة عبر الهاتف ان قوات الحركة تحاصر الحامية الرئيسية للجيش السوداني في الخرسانة. وتبعد هجليج مئات الكيلومترات عن قواعد حركة العدل والمساواة في دارفور لكن الحركة قاتلت في اقليم كردفان من قبل.ونفى المتحدث باسم الجيش السوداني مزاعم حركة العدل والمساواة وقال ان منطقة الخرسانة لا تشهد اي قتال.وادى تعقيد وصول الصحفيين المستقلين الى مناطق الصراع النائية في السودان الى صعوبة تأكيد أي من المزاعم التي يعلنها الطرفان والتي غالبا ما تكون متعارضة.وشنت دول افريقية حروبا على اراضي بعضها البعض لكن الحديث بشكل صريح عن حرب ضد القوات الحكومية للجيران المستقلين اصحاب السيادة امر نادر جدا.وجاء خطاب البشير امام الحشد يوم الخميس بعد خطاب حماسي القاه امام انصار حزبه يوم الاربعاء تعهد فيه بتحرير جنوب السودان من حزبه الحاكم الذي اشار اليه اكثر من مرة بلفظ الحشرة.ورد وزير الاعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين يوم الخميس بغضب وقال سيدي الرئيس لسنا حشرات واذا كنت تشن انشطة الابادة على جمهورية جنوب السودان لقتل شعب جنوب السودان ... فنؤكد لك أننا سنحمي حياة مواطنينا.لكنه قال ايضا ان جنوب السودان مستعد لاستئناف المحادثات على الفور بشأن الموضوعات العالقة بين البلدين.وقال جمهورية جنوب السودان ليست في حالة حرب ولا تريد حربا مع السودان.وتعهد البشير في خطابيه باستعادة المنطقة التي قال انها جزء من كردفان السودانية لكنه قال ان هذا الامر وحده لن ينهي الصراع.وأضاف في خطاب يوم الخميس أن هجليج هي البداية وليست النهاية.وعبرت قوى دولية عن قلقها من أعمال العنف وهي الاسوأ منذ انفصال جنوب السودان عن الشمال في يوليو تموز وحثت القوى الدولتين على وقف القتال والعودة الى المحادثات.وقال ليو وي مين المتحدث باسم الخارجية الصينية في افادة صحفية يومية عملت الصين حثيثا لحل المشاكل بين البلدين وسنستمر في العمل مع المجتمع الدولي في جهود الوساطة.وقتل نحو مليوني شخص في الحرب الاهلية التي دارت بشكل متقطع بين الشمال والجنوب من عام 1955 الى عام 2005.وما زالت الخلافات دائرة بين البلدين بشأن موضوعات من بينها الحدود ومقدار ما يجب ان يدفعه جنوب السودان الحبيس مقابل مرور نفطه عبر اراضي السودان وتقاسم الدين الوطني.وتتهم كل دولة الاخرى بشن حرب بالوكالة عليها من خلال دعم جارتها للميشليات المتمردة على اراضيها.ويتمتع جيش السودان الذي يملك سلاحا جويا ودبابات ومدفعية بقوة اكبر من مقاتلي الميلشيات المتمردة السابقين الذين يتكون منهم جيش جنوب السودان. والى جانب الحرب الاهلية في الجنوب قاتلت القوات السودانية حملات تمرد طويلة في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق.والبشير مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لارتكاب جرائم حرب ذات صلة بالصراع في دارفور وهي اتهامات يرفضها ويصفها بالسياسية.ويملك جنوب السودان عشرات الالاف من الجنود المسلحين الذين يملكون خبرة عقود في حرب العصابات