يأَىُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الاْمْر منكمِ النساء:59.واخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ تَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الشعراء:215.عندما تنبذ الدولة مواطنيها للتخلص منهم أو تتركهم .. وهي المسئولة عنهم قانونا ، عندما تصل الدولة لحالة أن تتخلي فيها عن مواطنيها مع إنكار كل حق متصل بهم ، عندما يتعذر العيش في ظل كيانات منظمة ذات أولويات تنموية تمنح مزايا المواطنة التي تمتاز وتنفرد بها كل دولة عن غيرها .. ليكون مواطني تلك الدولة من ذوي الهامات المرفوعة دوما أينما وجدوا وحيثما كانوا ، ولعل الفئات المدنية بمصر التي أثارت الثورات وعرفت معني الاستشهاد والإصابات والعجزالجسدي والعاهات المستديمة مؤخرا .. أحست بما يعانيه العسكر الذين يطلب منهم حماية الدولة وتأمين المتواجدين بها وحفظ تعامل الأفراد ضمن نظام واضح تكفله البلد .. العسكر بمصر .. مساكنهم كعلب الكبريت مساحة وشكلا ولا تتغير مع أهمية مكانتهم وترقي رتبتهم العسكرية ، العسكر.. يركبون سيارات صناعة محلية رديئة وغير متطورة تكنولوجيا ، مستشفيات العسكر الجيدة ذات المعدات الطبية الحديثة ..تكاد تكون معدودة ، الرواتب المالية للعسكر .. يجب أن تتفاوت وفقا لأهمية كل جهاز ودوره وطبيعة عمله ولا تقل عن مستوي وطنهم الذين يفدوه بدمائهم وأرواحهم ومن سيعوض أسرهم عنهم بحالة فقدانهم ، أبناء العسكر.. لا يتمتعون بأي مزايا تعكس تقدير المجتمع لهم تعليميا ووظيفيا وأدبيا بجامعات الدولة الخاصة والعامة أو منح دراسية للخارج ، وفي حالة التقدم بالسن أو العجز الجسدي أو المرض أو الاستشهاد ..لا يوجد خيارات أمامهم تضمن أن يكملوا مسيرة حياتهم بشموخ يعززمفاهيم القيم الوطنية بنفوسهم وذويهم وبما يليق بالراية المصرية وتاريخها العريق .. ما هو الراتب الوظيفي للرئيس المصري ؟؟ وما هو الراتب التقاعدي لمن كان يرأس مصر ؟؟ أليست هذه أسئلة تخجل المصريين ؟؟ أليست هذه أسئلة تجعلهم يعيشون في حالة تشكيك بالذمة المالية واتهامات موجهة لمن يفترض بهم أنهم يمثلون المصريين أمام العالم ؟؟ أليس من المفترض أن حالة المصري وكرامته من كرامة وحالة رئيسه أو ملكهم ؟؟العسكر.. العلم .. الدين .. المبادئ .. القيم.. الدولة..إحترام وطاعة أولي الأمر..تلك أشياء هي من الثوابت عند العسكر الذين يأمرون أن يجلبوا الانتصارات لبلدهم أو يستشهدوا بالجبهة في سبيل الله والوطن والأرض والعرض، في حين أن المدنيين لا توجد بحساباتهم سوي مصالحهم الشخصية وكيفية الوصول إليها وبأي طريقة وبأي إسلوب حتي وإن كان يتعارض مع القيم الوطنية والكيان المعنوي للدولة وهيبتها .. وهذا هو الفرق بين العسكري والمدني، هذا هو المعيار الذي يجب أن يشعر الناس به ، وهذا هو المطلق الثقافي الذي تتضاءل أمامه أطماع الحكم الفردية ..ولا يبقي سوي علم الدولة وأرضها ومستقبلها ويجب علي المصريين كلهم الإحساس بذلك.