أكد قيس العزاوى مندوب العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية على عمق العلاقات المميزة بين بلاده ومصر لافتا الى أن هناك اكثر من 21 مذكرة تفاهم تم توقيعها لتعميق مجالات التعاون ، معربا عن أمله في أن تلعب مصر دورا مهما فى العراق خلال الفترة المقبلة، كما اشار الى اهمية زيادة العلاقات الدبلوماسية العربية مع العراق وفتح السفارات هناك لاعادته الى الحضن العربي على غرار سفارات البحرين والامارات ومصر والسعودية .وقال : نتمنى ان تفتح الدول العربية الاخرى سفاراتها فى بغداد ، معربا عن أمله في ان تحل المشكلات مع سوريا ليكون لها سفارة قريبا بالعراق .وأشار الى أن أعدادا كبيرة من المواطنين العرب الذين كانوا يعملون أو يقيمون فى العراق تعرضوا لمعاناة كبيرة عقب الاحتلال ، خاصة عقب قرار قوات الاحتلال الامريكى حل الجيش العراقى الذى كان يقدر بنحو 400 ألف جندى، مما أدى الى حدوث حالة انفلات أمنى كبير، موضحا أن أكثر من 3 ملايين مصرى كانوا يعيشون فى العراق وان بلاده الآن تتجه نحو بناء عراق جديد ، والعمل على استعادة مثلث القوى الاسترتيجي الذي كان يضم مصر والسعودية والعراق ولم يكن يوما مثلثا تنافسيا بل تكامليا .وأضاف العزاوي أن العراق حريص على العودة بقوة الى محيطه العربي وتجاوز الازمات الراهنة ،مشددا على أن القمة العربية التي سترأسها العراق في دورتها الثالثة والعشرين ببغداد ستكون بمثابة اعلان جديد أن العراق أصبح واقفا على قدميه ويتمتع بكامل سيادته وقادر على المساهمة مجددا على الصعيد العربي وسيبذل جهدا مضاعفا من أجل تعزيز العمل العربي المشترك .وشدد على ان العراق يسعى بشكل حثيث الى تحسين و تطبيع العلاقات مع الدول العربية حيث لا يمكن أن يكون العراق امريكيا أو ايرانيا أو تركياً .جاء ذلك خلال أول لقاء له مع محرري الشؤون العربية بعد استلامه مهام منصبه الجديد كمندوب للعراق بالجامعة العربية .وقال العزاوي اننا نأمل أن تشكل القمة العربية ببغداد انطلاقة جديدة للعراق الذي ننشده والذي هدد عشرات المرات .وأضاف أن العراق شكل لجنة كبيرة برئاسة هوشيار زيبارى وزير الخارجية وعضوية اغلب الوزارات من أجل الاعداد وتهيئة الأجواء لاستقبال القمة العربية المقبلة ،و خصص لها كدفعة اولى مبلغ 100 مليون دولار لتأهيل الفنادق والقصور لاستقبال الملوك والرؤساء والقادة العرب،وتقوم اللجنة الآن بتأهيل هذه الفنادق التي سكنت من قبل قوات الاحتلال الامريكي بعد سقوط النظام السابق .واشار العزاوي الى أن قوات الاحتلال الامريكي سوف تنسحب خلال العام المقبل ، حيث يسعى العراق بشكل حثيث لبناء قدراته الداخلية والعراقيون كفيلون بادارة شؤونهم الامنية والسياسية.وفي رده على سؤال النهار حول مشاركة العراق في القمة الرئاسية الخماسية المقررة في ليبيا الاسبوع المقبل والافكار المتعلقة باصلاح العمل العربي المشترك أوضح العزاوي أهمية هذه القمة التي ستعقد في طرابلس يوم 28 يونيو الجاري بحضور ملوك ورؤساء وقادة كل من مصر وقطر وليبيا واليمن والعراق بالاضافة الى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى من أجل تطوير منظومة العمل العربي المشترك وبحث سبل اصلاح الجامعة العربية لافتا الى ان هذه القمة التي سيشارك فيها العراق بصفته رئيس القمة المقبلة ستناقش الرؤى الليبية واليمنية ومقترحات الامين العام للجامعة العربية حول تطوير العمل العربي المشترك لبلورة رؤية تعرض على القمة العربية الاستثنائية المرتقبة في شهر اكتوبر المقبل من اجل اصلاح منظومة العمل المشترك ومؤسساتها .وشدد العزاوي على ضرورة اصلاح الجامعة العربية من الداخل لتتماشى مع متغيرات العصر مع الاحتفاظ بميثاقها الداخلي ، بحيث تلبي تطلعات شعوب الدول العربية .ودعا العزاوي الى تعميق الدعم العربي للعراق وزيادة هذا التواجد محذرا من التدخلات الاقليمية في الشأن العراقي ، مضيفا أن العرب مدعوون الى استعادة دورهم بقوة في العراق .وأعرب العزاوي عن تأييد بلاده لحركة الاصلاح التي يقودها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بدعوته الى انشاء رابطة للجوار العربي ،لافتا الى ان رابطة الجوار تشكل مخزون استراتيجي لابد من الاستفادة منه بما يحقق المصلحة العربية خاصة وأن الدور التركي برز بشكل جلي خلال العدوان الاسرائيلي على غزة .وحول أزمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة اشار العزاوي الى أن تشكيل هذه الحكومة شأن عراقي بحت وليس رهن أي طرف ،مشددا على أن الحل الأمثل لتجاوز الوضع الراهن يكمن في تشكيل حكومة الشراكة الوطنية .
