صدر حديثا عن دار أجيال رواية آي بنوجري للكاتب أحمد الصغير، وآي بنوجري هي كلمة نوبية تعني انا راحلة، وقد اعتمد الكاتب في روايته علي الاسلوب الوصفي مع ندرة الحوار بين ابطال الرواية حيث وصف الطبيعة النوبية الخلابة وكيف ان النوبي ارتبط بالنيل والنخيل ..والقي الضوء علي كثير من عادات النوبيين في الافراحوالاحزان.القي الكاتب الضوء علي الصفات الاصيلة للنوبيين حيث انهم يطيعون اولي الامر ..حين امرهم الشيخ سعيد بإلقاء الحجارة من ايديهم وعدم الاحتكاك باللجنة الحكومية واظهر الكاتب امانتهم الشديدة من تعجب الضابط من امانتهم وعدم المبالغة في خسائرهم عند التهجير واحترامهم للضيف مهما كان الذي ظهر في استقبال الشيخ سعيد للمهندس عمر وللضابط في بيته رغم انهم قادمين لتهجيرهم وتناول ايضا نظرة اهل المدينة وقتها للنوبيين كعبيد بربر وكيف ان هذه النظرة عقدت الدكتور حسين كوندا وحفزته للعمل ليل نهار لاثبات ذاته في القاهرة والتغلب علي التمييز الذي كان يمارس ضده في ذلك الوقت.تحدث الكاتب في روايته عن الهجرة النوبية التي حدثت عام 63 من خلال قصة خيالية تعتمد علي نجع اميراب ذلك النجع الذي قاوم الهجرة بزعامة فتاة شابة اسمها رحيل والعمة بيهة تلك السيدة العجوز التي قضت كل ايامها في النجع ورفضت الذهاب مع حبيبها حسين كوندا الي القاهرة تمسكا باصولها النوبية.يقاوم اهل النجع الهجرة بانشاء بيوت غير بيوتهم في منطقة مرتفعة من النجع تلك الفكرة التي جاءت لرحيل وشرع في تنفيذها اهل النجع جميعا ولم يشء الشيخ سعيد عمدة النجع ان يعارضهم مكتفيا بما سيواجوه من حكومة ناصر وقتها.تأتي لجنة من الحكومة في آخر الامر لتهد لهم بيوتهم البديلة التي شرعوا في بنائها رافضين الرحيل ويتم تحديد موعد الرحيل ويقبله الجميع بحزن شديد ويبقي لرحيل تعطيل هجرة النجع عدة اشهر بآخر ماتستطيع ان تفعله وهو الموت.نعم ماتت رحيل في آخر الرواية وتم تأجيل الهجرة بسببها عدة اشهر هي كل ما استطاعت رحيل ان تمده في عمر النجع قبل ان يتم تهجيره للابد وبذلك كان نجع اميراب هو آخر النجوع الراحلة.