أطلع د. نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم مكتب البرلمان العربي الذي عقد اجتماعا له اليوم على نتائج الاجتماع الوزاري العربي الطاريء بشأن الأزمة السورية .وقال د. نبيل العربي في تصريحات للصحفيين أنه أطلع أعضاء البرلمان العربي على الخطوات التنفيذية التي ستتخذها الجامعة بشأن التعامل مع الأزمة السورية في ضوء القرار الصادر عن الوزاري العربي الطاريء يوم أمس.ولفت الى حرص الجامعة العربية الى التنسيق مع البرلمان العربي باعتباره من الاجهزة المهمة التابعة للجامعة ومن الضروري احاطته بالخطوات السياسية التي تم اقرارها .من جانبه قال علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي أن الاجتماع انتهى اليوم من مناقشة جدول اعماله الخاص بالامور المالية والادارية ونشاط المكتب ولجانه ، وذلك بحضور الامين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي ونائبه السفير احمد بن حلي حيث اطلعوا البرلمان على المبادرة العربية ونتائج الاجتماع الوزاري العربي بشأن التعامل مع الازمة السورية وما اتخذ من قبل الجانب السوري بشأن هذه المبادرة .وشدد الدقباسي على موقف البرلمان العربي وتمسكه بقراره بتجميد أنشطة البرلمان العربي في دمشق احتجاجا على ما يجري في سوريا من قتل ومس مباشر لحقوق الانسان والحريات .واضاف الدقباسي : ان ما يهمنا على وجه السرعة هو وقف آلة القتل والقمع والافراج عن المعتقلين في السجون السورية ، معتبرا أن هذا هو الحل الحقيقي للكارثة الانسانية التي تشهدها سوريا ، وهو أمر مهم كي يلتفت العالم الى مخرج حقيقي لهذه الكارثة .وقال الدقباسي : اننا لن نكتفي بالتعليق على قرار الوزاري العربي انما يهمنا التنفيذ الفعلي وسنراقب ما يجري على ارض الواقع ونقيمه وهذا هو رأي أعضاء البرلمان العربي ، ولن نأخذ بالتمنيات والتصريحات والتلميحات ، فهذا الكلام سئمنا منه ولن نبيع للمواطن العربي الوهم ، واننا نؤيد كل خطوة اصلاحية تعزز حقوق الانسان والحريات ، وتوقف ازهاق الارواح ونزيف الدم، ونأمل أن نرى ذلك بشكل ملموس على ارض الواقع .واشار الدقباسي الى أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على توجيه رسالة الى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة لمطالبته بأن توفر الحكومة المصرية مكتبا للبرلمان العربي لممارسة دوره وانشطته بعد ان جمد انشطته في دمشق احتجاجا على ما يجري ، كما تم الطلب من الامين العام للجامعة العربية مراعاة مطالب وتوصيات البرلمان العربي المتمثلة في ضرورة اتخاذ خطوات جادة وحقيقية محذرا من اهمال صيحات الشعب العربي لتحقيق الحرية والديمقراطية.وعن الموقف من البرلمانيين السوريين وهل سيتم تجميد عضويتهم ، قال الدقباسي : ليس لدينا موقف ضد سوريا بل نحن ضد القتل والقمع وازهاق الارواح والمساس بحقوق الانسان ، ولسنا مع طرف ضد الآخر بل نريد تحقيق العدل والمساواة ومحاسبة القتلة ، ونحن ندعم أي مبادرة من شأنها أن تؤدي الى نتائج فعلية على ارض الواقع .وفسر الدقباسي الطلب بتوفير مقر في القاهرة بانه يأتي امتثالا لقرار البرلمان العربي بتجميد انشطته في دمشق ونقله الى مكان ملائم لافتا الى انه سيكون بالقاهرة وقريبا من مقر الأمانة العامة للجامعة العربية .و حذر الدقباسي من عجز مؤسسات العمل العربي المشترك وفي مقدمتها الجامعة العربية من التصدي لأزمات المنطقة ، مضيفا : اننا لا نريد أن يناقش مجلس الامن و البرلمان الاوروبي قضايانا بينما ندير لها ظهورنا ، فلن نكون شهودا زورا على هذه المرحلة بل سنبذل جهودنا لتحقيق طموحات الشعوب العربية ونريد من الجامعة ومؤسسات العمل العربي المشترك أن تنهض لتحقيق هذه التطلعات وفق اجراءات فعلية لا أقوال .وشدد الدقباسي الى أن البرلمان العربي لن يكون حجرا عثرا أمام المبادرة العربية لحل الازمة السورية لافتا الى أن وقف نزيف الدم هناك هو الاهم للدفع قدما بالاستقرار في سوريا وكافة البلدان العربية .وعلى صعيد الازمة اليمنية نبه الدقباسي الى وجود اجماع عربي وعالمي على أهمية المبادرة الخليجية لحل الازمة اليمنية ، داعيا الرئيس علي عبد الله صالح الى التنحي حفاظا على اليمن وأن يبدأ اليمنيون في تنفيذ المبادرة والدفاع عن حقوق الانسان والحريات ومحاسبة القتلة .واشار الى ان البرلمان العربي يساند تطلعات الشعوب العربية في تحقيق الحرية والعدالة والديمقراطية ، معربا عن استعداد البرلمان للتعاون مع الجامعة العربية للبدء في مرحلة جديدة من مسيرة العمل العربي المشترك .ولفت الى انه تم الاتفاق مع الامين العام للجامعة العربية على عقد ندوة موسعة قريبا لاستشراف مستقبل العالم العربي خاصة في ظل الربيع الذي تشهده دول المنطقة .
