يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا الإثنين، بعد إعلان كوريا الشمالية عن تجربة ناجحة لصاروخ بالستي جديد تعتبر بمثابة تحد للرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب. وانضمت الصين وروسيا، العضوان الدائمان بمجلس الأمن، إلى الإدانات الدولية لهذه التجربة الأخيرة التي تمت قرب مدينة كوسونغ في غرب البلاد الأحد. وعبر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عن "ارتياحه الشديد" لنجاح التجربة. وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية بأن كيم جونغ أون عبر "عن ارتياح شديد لامتلاك وسيلة قوية أخرى لهجوم نووي تعزز قدرات البلاد الرائعة". ودان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بشدة الإثنين إطلاق صاروخ بالستي كوري شمالي، واعتبره "انتهاكا مقلقا جديدا" لقرارات الأممالمتحدة. قال الأمين العام للأمم المتحدة في بيان إن "على القادة الكوريين الشماليين التقيد بالتزاماتهم الدولية، وسلوك طريق نزع السلاح النووي". ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا عاجلا بعد ظهر الاثنين (22،00 ت غ) بناء على طلب الولاياتالمتحدةواليابان وكوريا الجنوبية، لمناقشة إطلاق هذا الصاروخ الكوري الذي اعتبر تحديا للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتحظر قرارات الأممالمتحدة على بيونغ يانغ أية انشطة بمرتبطة بالبرنامج النووي أو البالستي. ومنذ أول تجربة نووية كورية شمالية في 2006، فرض مجلس الأمن عقوبات ست مرات على النظام لكن بدون أن يثنيه عن طموحاته النووية. وقبل الاجتماع قال السفير الياباني في الأممالمتحدة كورو بيشو "آمل في أن يتفق مجلس الأمن لتوجيه رد واضح وقوي" إلى كوريا الشمالية. في 2016، قامت كوريا الشمالية بتجربتين نوويتين وأطلقت عشرين صاروخا في إطار سعيها لامتلاك تكنولوجيا تجعل الأراضي الأميركية في مرمى صواريخها النووية. وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، إن الصاروخ أطلق الأحد من قاعدة جوية في غرب كوريا الشمالية وقطع نحو 500 كيلومتر باتجاه الشرق قبل أن يسقط في بحر اليابان الذي يسميه الكوريون الشماليون البحر الشرقي. وبث التلفزيون الكوري الشمالي مشاهد للصاروخ لحظة إطلاقه. كما أظهرت صور نشرتها وكالة الأنباء الكورية الشمالية انطلاق الصاروخ بحضور كيم جونغ-اون مبتسما، ووسط تشجيع عشرات الجنود والعلماء. وقالت الوكالة إن الزعيم الكوري الشمالي "قاد شخصيا" الاستعدادات للاختبار الذي يتعلق على حد قولها "بصاروخ أرض- أرض بين متوسط وبعيد المدى من نوع بوغوكسونغ-2"، موضحة أنها "منظومة جديدة للتسلح الاستراتيجي على الطريقة الكورية". وتابعت الوكالة أن محرك الصاروخ يعمل بالوقود الصلب. وصرح المحلل في معهد الشؤون الخارجية والأمنية في سيول يون دوك-مين أن ذلك يسمح باختصار الوقت اللازم للتزود بالوقود بشكل كبير مقارنة مع الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل. «تهديد أكبر» وأوضح المحلل نفسه أن رصد الأقمار الاصطناعية لهذا النوع من الصواريخ مسبقا عند إطلاقها، أصعب، مضيفا أن "هذا يترك مهلة إنذار قصيرة لذلك تشكل (هذه الصواريخ) تهديدا أكبر للخصم". وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها كوريا الشمالية عن صاروخ "بوغوكسونغ-2". وكانت أعلنت في أغسطس عن إطلاق صاروخ "بوغوكسونغ-1" (أي نجمة الشمال) من غواصة. وأكد كيم جونغ- أون حينذاك أن الصاروخ الذي أطلق باتجاه اليابان يجعل المحيط الهادىء والقارة الأميركية في مرمى السلاح النووي الكوري الشمالي. وصرح مسؤول في رئاسة أركان الجيش الكوري الجنوبي، بأن الشمال استخدم على ما يبدو تقنية "الإطلاق البارد" لهذا الصاروخ التي استخدمت أولا في 2016 لاختبار صاروخ بحر-ارض بالستي استراتيجي. وأطلق الصاروخ مبدئيا بكبسولة غاز قبل أن يشتعل محركه، وهي تقنية أكثر أمانا وتسمح بإخفاء التجربة بشكل أسهل. - دور الصين- وأعلن الشمال مرات عدة في الماضي عن إنجازات عسكرية متقدمة شكك فيها المحللون. وهو يؤكد أنه صنع صواريخ بالستية عابرة للقارات لكنه لم يختبرها بعد. وأطول صاروخ اختبرته كوريا الشمالية حتى الآن هو "موسودان" المتوسط المدى والقادر عمليا على الوصول إلى الأراضي الأميركية في جزيرة غوام في المحيط الهادىء. لكن معظم التجارب المتعلقة به باءت بالفشل. ورأت سيول أن جارتها الشمالية تهدف من خلال تجربة يوم الأحد، الأولى من نوعها منذ أكتوبر، إلى اختبار رد فعل ترامب الذي وعد اليابان، الحليفة الأساسية للولايات المتحدة في المنطقة، بتقديم الدعم الكامل لها. ورأت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن التجربة "تهدف إلى لفت الانتباه العالمي إلى كوريا الشمالية عبر عرض قدراتها النووية والصاروخية". وأضافت "نعتبر أيضا أنه استفزاز يهدف إلى اختبار رد فعل الإدارة الأميركية الجديدة التي يقودها ترامب". وقد حث الرئيس الأميركي بكين، الحليف الأساسي والشريك التجاري لكوريا الشمالية، على بذل المزيد من الجهود للحد من أنشطة بيونغ يانغ. في طوكيو، قال الناطق باسم الحكومة يوشيهيدي سوغا، إن الصين تلعب دورا "شديد الأهمية"، مطالبا إياها "بعمل بناء". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ، إنه يعارض التجربة الكورية الشمالية التي تنتهك قرارات الأممالمتحدة. واعتبرت موسكو من جهتها، أن التجربة "دليل على أزدراء بقرارات مجلس الأمن الدولي".