أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بمقتل أنور العولقي القيادي في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ووصفه بأنه حدث مهم، وأضاف أن مقتله يعكس قوة استخبارات الولاياتالمتحدة والقوات اليمنية أيضا.وكان مصدر في وزارة الدفاع اليمنية قد قال إن القوات الحكومية قتلت العولقي مع عدد من رفاقه. ولم توضح الوزارة ظروف مقتله، لكن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مصادر قبلية إنه قتل بغارة جوية في وقت مبكر أمس الجمعة استهدفت سيارتين كانتا منطلقتين بين مأرب شرق صنعاء والجوف.وأضاف أوباما -في خطاب بمناسبة نقل قيادة الأركان الأميركية المشتركة من مايكل مولن إلى مايكل ديمبسي- أن ذلك يعد دليلا على أن القاعدة والتابعين لها لم يجدوا ملاذا آمنا في منطقة الجزيرة العربية.والنجاح ضد القاعدة قد يساهم في تعزيز صورة أوباما الأمنية في الوقت الذي يسعى فيه لإعادة انتخابه عام 2012 ويحبط جهود الحزب الجمهوري الرامية لتصويره على أنه زعيم وقائد أعلى للقوات المسلحة ضعيف عالميا.لكن إدارة أوباما تعرضت لانتقادات فورية من المدافعين عن الحريات المدنية في الولاياتالمتحدة الذين قالوا إنه من غير القانوني ارتكاب هذا النوع من القتل بدون ضمان الحقوق القانونية.وعبرت الولاياتالمتحدة ومسؤولون يمنيون عن اعتقادهم أيضا بأن سمير خان -وهو عضو بالقاعدة من أصل باكستاني- قتل مع العولقي.وقال أوباما في مقابلة إذاعية ردا على سؤال بشأن كونه قد أصدر أمر قتل العولقي لا يمكنني الحديث بشأن تفاصيل خاصة بالعمليات هذه مسألة عملنا مع الحكومة اليمنية بشأنها منذ بعض الوقت.وهذه أحدث سلسلة في الضربات الجوية الأميركية القاتلة ضد من تصفهم الولاياتالمتحدة بالمتشددين، وشملت الضربات هجوما على مجمع أسامة بن لادن في باكستان في مايو/ أيار، وهجوما بطائرة أميركية بدون طيار في أغسطس/ آب أدى إلى مقتل عطية عبد الرحمن الذي عين في الآونة الأخيرة في منصب الرجل الثاني بتنظيم القاعدة بعد تولي أيمن الظواهري زعامة التنظيم.وفي وقت سابق اليوم، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر قبلية أن العولقي قتل بغارة جوية استهدفت سيارتين كانتا تسيران على طريق بين مأرب شرق صنعاء والجوف. ووفقا لوزارة الدفاع اليمنية فإن شخصين آخرين كانا في الموكب ذاته قتلا أيضا.ووفقا لمصادر يمنية فإن الغارة وقعت على مسافة ثمانية كيلومترات من مدينة خاشف بمحافظة الجوف. وتبعد خاشف نحو 140 كلم إلى الشرق من العاصمة صنعاء.وسبق لسلطات اليمن أن أعلنت مصرع العولقي في ديسمبر/كانون الأول الماضي مع ثلاثين من القاعدة، واتضح لاحقا أنه لم يكن من بين القتلى.وكانت وزارة الدفاع اليمنية كشفت الشهر الماضي عن عمليات استباقية مزدوجة وناجحة قام بها سلاح الجو اليمني ضد أوكار لعناصر تنظيم القاعدة.وأدين العولقي في اليمن في أكتوبر/تشرين الأول 2010 بتهمة الارتباط بالقاعدة والتحريض على قتل أجانب، وطلبت محكمةٌ توقيفه بضغط أميركي متصاعد على صنعاء بعد فشل محاولة في ذلك الشهر لتفجير مراكز يهودية في شيكاغو تقول واشنطن إنه ضالع فيها.كما اتهمت واشنطن العولقي بأنه سلّح ودرب الطالب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة ركاب كانت في رحلة إلى الولاياتالمتحدة عشيةَ أعياد ميلاد 2009.وتقول السلطات الأميركية إنه كان على صلة بنضال حسن منفذ الهجوم على قاعدة فورت هود الأميركية، الذي أسفر عن مقتل 13 جنديا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ونفى أحد أقرباء العولقي عن الأخير انتماءه للقاعدة قائلا إنه داعية.